مقالات سياسية

الرسالة السنوية لكمالا بابكر النور

كمالا العزيزة
كل سنة وانت طيبة وسعيدة
السنة الماضية وفي نفس هذا التوقيت 19 يوليو وجدت رسالة منك علي حسابي في الفيس بوك ومعها رابط نقلني إلي مؤتمر صحفي بالانجليزية تحدث فيه الشهيد بابكر النور عن حركة 19 يوليو ..وفي إجابة على السؤال عن مصير السفاح نميري قال أنه الآن معتقل يجري التحري معه،وبعد إنتهائها سيتقرر في شأنه،وقال الشهيد(والدك)أيضاً أن حركة 19 يوليو تهدف لبناء الجبهة الوطنية الديمقراطية،ولن تكرس الديكتاتورية العسكرية ..
الآن وكما تلاحظين وبإيعاز من هذه السلطة الغاشمة تفتح النوافذ الإعلامية(الصفراء)لبعض الأمنجية الذين نكلوا بالشعب أيام مايو (مثل عثمان السيد)ليقولوا أن الشيوعيين مسؤولون عن مقتل الضباط في بيت الضيافة،ولا يأتون بأي سيرة لنتائج لجنة التحقيق التي قادها القاضي علوب بعد زمن قصير على أحداث 1971،والتي أخفاها نظام نميري لانها شهدت على براءة قادة يوليو مما جرى في بيت الضيافة..ولا يجيب هؤلاء أيضا على السؤال لماذا لم يقتل الشيوعيون النميري وهو كان في قبضتهم بالقصر قبل اغتيال من كانوا في بيت الضيافة؟ لا يجيبون لأنهم يريدون تزييف التاريخ والوقائع التي لازالت حية ..
ومن مهازل الزمن أن من تورط في قتل العسكريين ببيت الضيافة،وهو كان يطمح للإستيلاء على السلطة أيضاً بانقلاب آخر على النميري وحركة 19 يوليو هو الذي جئ به ليصدر حكم الإعدام على الشهيد بابكر النور بعد ان رفض سلفه تنفيذ أمر السفاح نميري في هذا الشأن ..
وليس علوب وحده هو الذي كشف عن قتلة بيت الضيافة،بل ذكرت هذه الأحداث أيضا في أعقاب فشل انقلاب حسن حسين في سبتمبر 1975،وما كان اتهام قادة يوليو 1971 بأحداث بيت الضيافة إلا الشماعة التي قصد بها تصفية أبطال يوليو ومناضليها،كمقدمة لتصفية بقية قادة الحزب الشيوعي وهي مؤامرة داخلية وخارجية تكشفت الكثير من خيوطها خلال العقود التي مضت ..
47 عاماً تمر على تلك الأيام ..وعلى تلك البسالة التي واجه بها بابكر ورفاقه فرق الموت التي أشرف عليها السفاح نميري ..فقد واجهوا الرصاص في عتمة الليالي بالهتاف بحياة الشعب السوداني والحزب الشيوعي ..تلك المواقف هي التي كانت وقوداً للثورة في 1985،ولا زالت تدفع الشعب السوداني لا للخلاص من حكم الجبهة الإسلامية الراهن،بل لاستشراف الثورة الوطنية الديمقراطية،والإنعتاق من إسار التبعية للاستعمار والإمبريالية..
لقد حملت رسالة أبيك الشهيد إلي والدتك المناضلة أكثر من معنى ..ولم تكن إلا وصية للشعب بأسره..وإن كان ثمة ما يقال فالتحية للجندي الذي عرف قدر بابكر ورفاقه ونقل الرسالة رغم معرفته بالعواقب التي كانت تنتظره إن كشف أمره ..
في ذكرى 19 يوليو 1971،لك ودي وتقديري ومحبتي ولأسرتك الحبيبة الكبيرة والصغيرة،وكلي ثقة أن الطريق الذي سار فيه شهداء يوليو الأبطال لا زال هو طريق الغالبية العظمى من شعبنا ..وحتما النصر قادم ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..