تحقيق الروايات الشفاهية: ود جاد الله .. كسار قلم “مكميك”؟ !

تحقيق الروايات الشفاهية: ود جاد الله .. كسار قلم “مكميك”؟ ! .. رواية. منحولة. مصنوعة ..
تتردد من حين لآخر لنحو مائة عامٍ روايات شفاهية عن تاريخ السودان الحديث والمعاصر لا أساس لها من الحقائق التاريخية . إنها روايات متواترة منقولة من جيل لآخر يحكيها الرواة، ويتغني بها المغنون الشعبيون…. صحيح إن في طيات بعضها نواة أو ذرات من حقائق التاريخ (kernels of truth ) ولكن تضيف إليها وتزينها سلسلة الرواة والمريدين، فيعلق بها التحوير والتشويه ويتناولها الشعر الشعبي غناءا مادحا وتفاخراً زائفاً .
تكبر هذه الروايات مثل كرة الثلج بالإضافات أثناء عملية السرد والنقل، ومن أصناف وأشكال الرواية الشفاهية الإشاعة وهي عن أخبار وأحداث الحاضر يتداولها الناس “ويلوكونها” أناء الليل وأطراف النهار مضافا إلى جذرها أو محذوفا منه….. والإشاعة عند السودانيين ملح الونسة والموءانسة !
وتنسب معظم الروايات الشفاهية صفات البطولة والفروسية والشجاعة وقيم الجود والكرم والشهامة للزعماء والقيادات بل وتنسب لبعضهم كما جاء في طبقات ود ضيف الله عن الأولياء والصالحين والمكوك (جمع مك أو ملك) المعجزات والكرامات! وهذا ومثله ليس سوى تحويل بعض التاريخ الشفاهي إلى بطولات زائفة متخيلة….فانتازيا .
تندرج. الرواية عن عبد الله ود جد الله ” كسار قلم مكميك” (ماكمايكل) تحت هذا الصنف من الروايات المنحولة والتي لا تؤكدها بل تنفيها وتنسخها الوثائق المدونة عن سيرته الذاتية وسيرة نظارته لقبيلة الكواهلة في كردفان إبان العقد الأول من القرن الماضي ١٩٠٠- ١٩١٠م.
ساء الناظر ود جاد الله وأغضبه قرار مفتش مركز بارا بشمال كردفان هارولد ماكمايكل الفصل في نزاع حول حقوق الرعي والسقاية بين الكواهلة وجيرانهم الكبابيش لصالح الكبابيش ولكن دون أن يعتدي علي قلم المفتش، تكسيراً وتهشيماً كما روى الرواة وزعمت الرواية وسار بها ركبان الكواهلة و مراحيلهم. إلى يومنا هذا….
يتغنون بشجاعة ود جاد الله في تحديه وإذلاله للمستعمر الانجليزي:
عليك بحر النم يا دقر الحرايق
أصبحت كاتم السم عشميق الأصم
شدولو وركب فوق أصهبا ماهل
رايو متممو وحديثو مو مايل
ود عز البيوت ناظر عموم كاهل
يا بحر المحيط مين عبرو وقاسو
بريطانيا والترك مالينو راسو
والعضم الكبير كسرو وشرب راسو
العاقر تقول بلدي وبسمي عليك
يا عيد الضحية الفتحولو البيت
رايو مكملو كسار قلم مكميك .
عاش ود جاد الله خلال السنوات ١٨٧٢/ ١٩٢٢م، شب وشاب علي ولائه للمهدية وللإمام المهدي الذي زوجه إحدى بناته. وجاء عنه في تقرير لقلم المخابرات بكردفان عام ١٩٠٨ أنه ” ذكي وطموح، مولع بالتآمر (إشارة لمهدويته) وله ثلاث مقار إدارية في كل من الشقيق والبشيري وامدرمان …..”. وكنت قد اطلعت علي هذا التقرير مطلع هذا العام في أرشيف السودان بجامعة دارام فلم أجد فيه أَي إشارة لحادثة تكسير قلم المفتش كما خلت سيرته الذاتية التي أوردها المؤرخ ريتشارد هيل في كتابه : معجم تراجم أعلام السودان( ترجمة سيف الدين عبد الحميد) من إشارة للحادثة، ولَم يرد ذكر لها أيضا في مذكرات وكتاب ماكمايكل عن قبائل وسط وشمال كردفان وبه فصل كامل عن قبيلة الكواهلة وناظرها ود جاد الله.
ولو أن ود جاد الله انتزع القلم من يد المفتش وكسره لما نجا من الحساب والعقاب سيما وأن سياسة الإنجليز في السودان عقب الاحتلال وهزيمة ومجزرتي كرري وأم دبيكرات كانت قمع كل محاولات المقاومة والتمرد مسلحاً كان أو أقوالاً تحريضية أو حتي إظهار مشاعر التعاطف مع المهدية والدعوة لإحيائها، وقد عرفت عن ود جاد الله مثل هذه المشاعر مما أدى في نهاية الأمر لإعفائه من النظارة عام ١٩١٠ وتعين ابن عمه أحمد عبدالقادر الاعيسر ناظرا علي الكواهلة.
سبقت رواية تكسير قلم المفتش هذه رواية أخرى منحولة قال رواتها إن العمدة بابكر محمد خير سابل( ود سابل ) شيخ منطقة البرصة بمديرية دنقلا قد صفع المفتش جاكسون باشا وهو علي ظهر الحصان(حصان المفتش حتى طارت برنيطته/ قبعته ) عندما وخزه جاكسون بعصاه علي كتفه لتقصيره في جمع وتوريد الطلبة (بضم الواو) اَي الضرايب !!
قالت زينب بت ود سابل في مدح شجاعة أبيها وإذلاله المزعوم للمفتش :
أبوي قال المفتش شن بياسه
وفِي الخواجة ما بتنفع حناسة
وتعيش عند الله الرياسة
ومالك ان رفدوك يالخزين
ليك مساجد وليك دواويين
وليك عمال مستخدمين
هيلك الرطب من قديم
وجدو كان شيخ المساكين
هذه رواية وتلكم روايات أخر يفيض بها التاريخ الشفاهي يتغنى بها المغنون والمريدون، صناعة واصطناعا للأبطال، والبطولات، تباهياً بالشجاعة والفروسية وكلها يذخر بها التراث القولي ، يلزمها التحقيق والتمحيص للتثبت من حقائق التاريخ عوضاً عن المتخيل عنه والمرغوب فيه .
+++++++
د . حسن عابدين
باحث في التاريخ الشفاهي
يوليو ٢٠١٨
د. حسن عابدين
إن الحملات المتعمدة التي تستهدف الشخصيات والرموز الوطنية السودانية المستعرة هذه الايام ، ليس الهدف منها الامام المهدي او الشيخ عبدالله جاد الله (كسار قلم ماكميك) في شخصهم ، بل الهدف هو الرمز التاريخي في محاولة مستميته يقوم بها البعض عن قصد او دون وعي هي للتأثير في عزيمة وإرادة الشعب السوداني بتشويه رموزه التاريخيه الملهمة .
وللأسف يعتمد هؤلاء على إفادات (ملتوية) لبعض كتّاب جيش الامبراطورية كسلاطين و ريتشارد هيل وغيرهم .
للاسف اغلب تاريخنا كتبه المستعمر و من الكبيعي الا بنصفونا كمستعمر لا يرى في اهلنا لا عبيد يجب الوصاية عليهم و استعمارهم و المخزي ان ياتي ابناء البلد ليسيرو علىدرب الاستعمار في تشويه ما هو راسخ في اذهاننا من مكارم اخلاق شجاعة و كرم و تخوة واننا لسنا كما يفكر المستعمر رعاع يجب ان يعلمو كيف يعيشون ..
اتفق معك كثيرا” يا دكتور فيما ذهبت اليه من ان تأريخنا كله كذب، الشفاهي والمقروء.
ان تأريخنا الشفاهي مصدره (الدوبيت) الذي كان يصدح به المغني في قعدة في (انداية) ، نحن ونحن ونحن، او (مناحة)تسجلها امرأة مكلومة فجعت في فقد اخيها او أبيها غدرا” ، كنت وكنت وكنت، او مادح يدبج قصائده في تعظيم شيخه واختلاق كراماته، ولا نلوم صاحب الدوبيت ولا صاحبة المناحة ولا المادح لانهم يعبرون عن (اوهام خاصة) بهم، اما ان يكون ذلك هو سجل تاريخنا على العموم فتلك آفة من الآفات التي قعدت بهذا الشعب عن النهوض وجعلت البلد تتزيل دول العالم في مراتب النهضة والتقدم.
هنالك اعتقاد راسخ لدينا اننا اشجع ناس واحسن ناس واكرم ناس وانضف ناس بل حتى ان بناتنا اسمح ناس، انظر لقول شاعرنا:
يا اخوانا الجمال موجود في كل مكان ،، لكن الجمال الاصلي في السودان .. (بالله؟)
هكذا قال أخونا الذي اظنه لم يبرح قريته الى المدينة القريبة منه، ناهيك عن كونه قد رأى الحجازيات او العراقيات او اللبنانيات، او سمع قصيدة (تعلق قلبي طفلة” عربية”).
اما في الشجاعة فيقول آخر:
سمعنا خبرا” في الهلالية ،،، اربعطاشر جواد (سكن) سبعمية
والمعنى ان كل فارس منا (سك) خمسين من جنود العدو ،، (مبروك)، ولكن الله تعالى عندما اراد ان يشد من أزر النبي واصحابه في الحرب قال لهم ما معناه ، ان تكن منكم مئة صابرة يغلبوا الفا” (يعني واحد مقابل عشرة)، ثم خفف عنهم عندما رأى فيهم ضعفا” وقال ان يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين (واحد مقابل اثنين)، اما نحن فواحد مقابل خمسين! وبالمناسبة هل لاحظتم ان سبعمية هي اكبر من عدد من المئات يقبل القسمة على 14، يعني تمنمية وتسعمية ما بتظبط، والا لكان قالها!
وحتى في تأريخنا المكتوب الذي يحدثنا الشاعر فيه عن معركة كرري يقول:
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ،،، (كلام جميل نتفق فيه مع الشاعر)،
خاضو اللهيب (ايضا” نتفق مع الشاعر)، وشتتوا كتل الغزاة الباقية،، (هنا يبدأ الكذب)
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية (او الغالية)،، ايضا” كذب حيث لا نهر عند كرري،، ثم يقول:
ما لا قرسان لنا ،، بل فر جمع الطاغية ،،، (وهنا نصل لقمة الافتراء والافك والتدليس)،، حيث ان الطغاة لم يفروا بل كتبوا نهاية مأساوية لجنود المهدية وزال دولتهم.
اننا بلا شك شعب طيب وكريم ومحترم ، ولكن لسنا كما نتصور، اشجع واطيب واكرم، بل مثلنا مثل خلق الله، (منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا)، فلنجلس في الارض ولنتواضع ونصرف جهودنا لما يقيل عثرات هذا البلد الغني الذي صار يتكفف الغذاء من العدو والصديق، بدلا” عن الاسترخاء في هذه الاوهام الباطلة واجترار تاريخ به من الثقوب ما يجعل الرتق يصعب على الفتق.
23/يوليو/2017
لم يتوخى “الدكتور المحقق” الدقة فيما كتب فكيف يريد من الآخرين تصديق “تحقيقاته العلمية” و تكذيب روايات واقعية عاش معاصروها حتى وقت قريب ولم يجرؤ حينها من يكذبهم في طول البلاد وعرضها. أولا لم يتحرى الكاتب الدقة في نقل تاريخ وفاة الناظر عبد الله ود جاد الله ، بل لم يكلف عقله الألمعي عناء المقارنة بين تاريخ وفاة الإمام المهدي في العام 1885 وعمر الناظر وقتها والذي لم يتجاوز الثلاثة عشر عاما طبقا لتاريخ الميلاد الذي ذكره الكاتب فكيف يتأتى للإمام تزويج ابنته بنفسه للناظر في ذلك الوقت؟!!. ثانيا لم يكن الشيخ بابكر محمد خير عمدة في يوم من الأيام ، ولم يكن جمع الضرائب من ضمن مهامه وإنما كان الرجل شيخا لمنطقة البار ، ومعها لبعض الوقت البرصة وأم درق ، والخلاف الذي حدث له مع المفتش كان في اتباع الشيخ لأسلوب المصالحات بين الخصوم بدلا عن فرض الغرامات عليهم ، بدعوى فقر المواطنين وعدم حوجة الحكومة لأخذ أموالهم. ثالثا ذكر الكاتب العبارة التالية “عندما وخزه جاكسون بعصاه علي كتفه لتقصيره في جمع وتوريد الطلبة (بضم الواو) اَي الضرايب !!” و أتسائل أين موقع الواو المضمومة في العبارة السابقة. إذا كان الجهل يعتبر منقصة لعوام الناس فإن تجهيل الناس من قبل “المتدكترين” عمل معيب و مخزي . رحم الله الناظر عبد الله ود جاد الله والشيخ بابكر ود سابل بما قدما لأهلهم ووطنهم وما أورثا من سيرة طيبة ستظل تلهم السودانيين جيلا بعد جيل رغما عن أنوف المتجوهلين والمتوركين من خدام الإنقاذ ، والمابتلحقو جدعو.
إن الحملات المتعمدة التي تستهدف الشخصيات والرموز الوطنية السودانية المستعرة هذه الايام ، ليس الهدف منها الامام المهدي او الشيخ عبدالله جاد الله (كسار قلم ماكميك) في شخصهم ، بل الهدف هو الرمز التاريخي في محاولة مستميته يقوم بها البعض عن قصد او دون وعي هي للتأثير في عزيمة وإرادة الشعب السوداني بتشويه رموزه التاريخيه الملهمة .
وللأسف يعتمد هؤلاء على إفادات (ملتوية) لبعض كتّاب جيش الامبراطورية كسلاطين و ريتشارد هيل وغيرهم .
للاسف اغلب تاريخنا كتبه المستعمر و من الكبيعي الا بنصفونا كمستعمر لا يرى في اهلنا لا عبيد يجب الوصاية عليهم و استعمارهم و المخزي ان ياتي ابناء البلد ليسيرو علىدرب الاستعمار في تشويه ما هو راسخ في اذهاننا من مكارم اخلاق شجاعة و كرم و تخوة واننا لسنا كما يفكر المستعمر رعاع يجب ان يعلمو كيف يعيشون ..
اتفق معك كثيرا” يا دكتور فيما ذهبت اليه من ان تأريخنا كله كذب، الشفاهي والمقروء.
ان تأريخنا الشفاهي مصدره (الدوبيت) الذي كان يصدح به المغني في قعدة في (انداية) ، نحن ونحن ونحن، او (مناحة)تسجلها امرأة مكلومة فجعت في فقد اخيها او أبيها غدرا” ، كنت وكنت وكنت، او مادح يدبج قصائده في تعظيم شيخه واختلاق كراماته، ولا نلوم صاحب الدوبيت ولا صاحبة المناحة ولا المادح لانهم يعبرون عن (اوهام خاصة) بهم، اما ان يكون ذلك هو سجل تاريخنا على العموم فتلك آفة من الآفات التي قعدت بهذا الشعب عن النهوض وجعلت البلد تتزيل دول العالم في مراتب النهضة والتقدم.
هنالك اعتقاد راسخ لدينا اننا اشجع ناس واحسن ناس واكرم ناس وانضف ناس بل حتى ان بناتنا اسمح ناس، انظر لقول شاعرنا:
يا اخوانا الجمال موجود في كل مكان ،، لكن الجمال الاصلي في السودان .. (بالله؟)
هكذا قال أخونا الذي اظنه لم يبرح قريته الى المدينة القريبة منه، ناهيك عن كونه قد رأى الحجازيات او العراقيات او اللبنانيات، او سمع قصيدة (تعلق قلبي طفلة” عربية”).
اما في الشجاعة فيقول آخر:
سمعنا خبرا” في الهلالية ،،، اربعطاشر جواد (سكن) سبعمية
والمعنى ان كل فارس منا (سك) خمسين من جنود العدو ،، (مبروك)، ولكن الله تعالى عندما اراد ان يشد من أزر النبي واصحابه في الحرب قال لهم ما معناه ، ان تكن منكم مئة صابرة يغلبوا الفا” (يعني واحد مقابل عشرة)، ثم خفف عنهم عندما رأى فيهم ضعفا” وقال ان يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين (واحد مقابل اثنين)، اما نحن فواحد مقابل خمسين! وبالمناسبة هل لاحظتم ان سبعمية هي اكبر من عدد من المئات يقبل القسمة على 14، يعني تمنمية وتسعمية ما بتظبط، والا لكان قالها!
وحتى في تأريخنا المكتوب الذي يحدثنا الشاعر فيه عن معركة كرري يقول:
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ،،، (كلام جميل نتفق فيه مع الشاعر)،
خاضو اللهيب (ايضا” نتفق مع الشاعر)، وشتتوا كتل الغزاة الباقية،، (هنا يبدأ الكذب)
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية (او الغالية)،، ايضا” كذب حيث لا نهر عند كرري،، ثم يقول:
ما لا قرسان لنا ،، بل فر جمع الطاغية ،،، (وهنا نصل لقمة الافتراء والافك والتدليس)،، حيث ان الطغاة لم يفروا بل كتبوا نهاية مأساوية لجنود المهدية وزال دولتهم.
اننا بلا شك شعب طيب وكريم ومحترم ، ولكن لسنا كما نتصور، اشجع واطيب واكرم، بل مثلنا مثل خلق الله، (منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا)، فلنجلس في الارض ولنتواضع ونصرف جهودنا لما يقيل عثرات هذا البلد الغني الذي صار يتكفف الغذاء من العدو والصديق، بدلا” عن الاسترخاء في هذه الاوهام الباطلة واجترار تاريخ به من الثقوب ما يجعل الرتق يصعب على الفتق.
23/يوليو/2017
لم يتوخى “الدكتور المحقق” الدقة فيما كتب فكيف يريد من الآخرين تصديق “تحقيقاته العلمية” و تكذيب روايات واقعية عاش معاصروها حتى وقت قريب ولم يجرؤ حينها من يكذبهم في طول البلاد وعرضها. أولا لم يتحرى الكاتب الدقة في نقل تاريخ وفاة الناظر عبد الله ود جاد الله ، بل لم يكلف عقله الألمعي عناء المقارنة بين تاريخ وفاة الإمام المهدي في العام 1885 وعمر الناظر وقتها والذي لم يتجاوز الثلاثة عشر عاما طبقا لتاريخ الميلاد الذي ذكره الكاتب فكيف يتأتى للإمام تزويج ابنته بنفسه للناظر في ذلك الوقت؟!!. ثانيا لم يكن الشيخ بابكر محمد خير عمدة في يوم من الأيام ، ولم يكن جمع الضرائب من ضمن مهامه وإنما كان الرجل شيخا لمنطقة البار ، ومعها لبعض الوقت البرصة وأم درق ، والخلاف الذي حدث له مع المفتش كان في اتباع الشيخ لأسلوب المصالحات بين الخصوم بدلا عن فرض الغرامات عليهم ، بدعوى فقر المواطنين وعدم حوجة الحكومة لأخذ أموالهم. ثالثا ذكر الكاتب العبارة التالية “عندما وخزه جاكسون بعصاه علي كتفه لتقصيره في جمع وتوريد الطلبة (بضم الواو) اَي الضرايب !!” و أتسائل أين موقع الواو المضمومة في العبارة السابقة. إذا كان الجهل يعتبر منقصة لعوام الناس فإن تجهيل الناس من قبل “المتدكترين” عمل معيب و مخزي . رحم الله الناظر عبد الله ود جاد الله والشيخ بابكر ود سابل بما قدما لأهلهم ووطنهم وما أورثا من سيرة طيبة ستظل تلهم السودانيين جيلا بعد جيل رغما عن أنوف المتجوهلين والمتوركين من خدام الإنقاذ ، والمابتلحقو جدعو.
حسن عابدين “الدكتور” الذي يخطئ في النحو والإملاء أخ مسلم مستتر وسادن مايوي معروف رتع حتي بشم من نعيم الإنطمة الديكتاتورية وتمرغ في جاهها وتسنم سفاراتها ويحاول الآن في زياراته الراتبة لبعضٍ من عشيرته الأقربين من أبنائه وأحفاده في أمريكا وبريطانيا أن ينتقد سلطة الإنقاذ وأرباب نعمته من قيادات الإخوان ويصطنع البطولات ويدعي العفة والطهارة ويشوه التأريخ. وفي هذه الكتابة الضحلة التي يسميها تحقيقاً للتأريخ يغفل بالكامل عن الدور الإيجابي للخيال الشعبي الفلكلوري في إضفاء صفات البطولة علي رموزه الوطنية تمجيداً لها ولدورها ويلجأ للتبسيط والتناول السطحي الشكلاني والإعتماد ليس علي الروايات الموثقة لممثلي الإستعمار بل علي مجرد عدم ذكرهم وإسقاطهم للحدث الذي يمس كرامتهم وإعتزازهم بسطوتهم وسلطانهم ويتخذ ذلك دليلاً وبرهاناً علي عدم حدوثه.
خسئت من خادم للديكتاتورية المايوية ولسلطة الإنقاذ التي يلوذ منها أحفادك إلي بلاد الكفر التي ترعي حرمة الإنسان وحرياته وأمنه وسلامته. أما كفاك ما قدمته من خدمة وعون لمن قهروا وأفقروا الشعب من أعدائه تجار الدين عملاء الاستعمار؟ هل تريد أن تتم الجميل بصفع رموز المقاومة للإستعمار بتشويه الصورة التي رسمها لهم الخيال الشعبي لاسباب التي تخفي علي المؤرخ والمثقف الوطني الحصيف النظيف؟
حسن عابدين “الدكتور” الذي يخطئ في النحو والإملاء أخ مسلم مستتر وسادن مايوي معروف رتع حتي بشم من نعيم الإنطمة الديكتاتورية وتمرغ في جاهها وتسنم سفاراتها ويحاول الآن في زياراته الراتبة لبعضٍ من عشيرته الأقربين من أبنائه وأحفاده في أمريكا وبريطانيا أن ينتقد سلطة الإنقاذ وأرباب نعمته من قيادات الإخوان ويصطنع البطولات ويدعي العفة والطهارة ويشوه التأريخ. وفي هذه الكتابة الضحلة التي يسميها تحقيقاً للتأريخ يغفل بالكامل عن الدور الإيجابي للخيال الشعبي الفلكلوري في إضفاء صفات البطولة علي رموزه الوطنية تمجيداً لها ولدورها ويلجأ للتبسيط والتناول السطحي الشكلاني والإعتماد ليس علي الروايات الموثقة لممثلي الإستعمار بل علي مجرد عدم ذكرهم وإسقاطهم للحدث الذي يمس كرامتهم وإعتزازهم بسطوتهم وسلطانهم ويتخذ ذلك دليلاً وبرهاناً علي عدم حدوثه.
خسئت من خادم للديكتاتورية المايوية ولسلطة الإنقاذ التي يلوذ منها أحفادك إلي بلاد الكفر التي ترعي حرمة الإنسان وحرياته وأمنه وسلامته. أما كفاك ما قدمته من خدمة وعون لمن قهروا وأفقروا الشعب من أعدائه تجار الدين عملاء الاستعمار؟ هل تريد أن تتم الجميل بصفع رموز المقاومة للإستعمار بتشويه الصورة التي رسمها لهم الخيال الشعبي لاسباب التي تخفي علي المؤرخ والمثقف الوطني الحصيف النظيف؟