النوبة مرقوا من الكراكير و جايين يتحكموا فينا

هل تذكرون رواية (الحب الكبير) التى كتبها فيكتور هوجو.. اذا نسيتم وتبخرت تفاصيل كثيرة كنتم تحتفظون بها.. أُطمئنكم فأنا لا ازال احفظ الخطوط العريضة للرواية التي قرأتها قبل اكثر من 20 سنة والتى تُجسد قصة ذلك الفتى الاسود الشجاع (دوفرني) وثورة العبيد والخلاسين التى قادها ضد المستعمرين الفرنسيين في جزيرة سانتو دومينيقو (هاييتي)..
ايها السادة: تذكرت (دوفرني) عندما قرات ما ورد في مواقع النت حيث قال اسلامي بسنار موجها حديثه لعامل محطة وقود منعه من تجاوز الصف (أنا اكتر حاجة بكرهها في الدنيا دي النوبة !! النوبة مرقوا من الكراكير و جايين يتحكموا فينا..هسي بقوم بعفصك بعربيتي دي . و لأنك ما عندك قيمة شركتي بتدفع عني الدية).. الحقيقة المخزية ان هذا الرجل لا يكره النوبة فحسب بل عموم الشرفاء الذين يخدمون بكد وامانة لكنه يحب اسياده اولياء نعمته (اصحاب اللحى) الذين منحوه ما تصبو اليه نفسه من منصب وجاه.. لم يكن ذلك النوباوي رحال تية عامل المحطة سوى رمزا للنزاهة والانضباط في العمل.. اراد هذا المسؤول هد بنيان الفضيلة العتيق المتمثل في العامل المكافح البسيط.. لانه و(نظامه الكارثة) فاقدون للنزاهة والانضباط في العمل.. وفاقد الشيء يزيله ويمحوه برمته ثم يذره للرياح..
ما قام به عامل المحطة هو امتثال لقول الرسول (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).. اما هذا الاسلامي المستفز لا يمثل سوى الوجه الكئيب للغلو والفجور.. فالصراع صراع هنا بين العدالة باسمى درجاتها والظلم بادنى مستوياته.. الصراع هنا بين البسطاء الذين يكدحون من اجل الكسب الحلال فهؤلاء يسكنون الضفة اليمنى للنهر.. وبين اولئك المترفون الذين قبل العام 89 كانوا لا يملكون سوى شنطة حديد وسروال واحد وعراقي ممزق ومرقوع ويسكنون الان في الضفة اليسرى ..
الغريب ان ولاة امورنا هم من خَلَق أزمة الوقود.. العجيب انهم يستفزون الناس الذين صبروا صبر ايوب على ادارتهم المدمرة التى احالت كل مشروع الى خراب.. الكارثة انهم اول من يكسر قواعد (الاحترام المتبادل) بين الناس.. القواعد التى ورثناها ابا عن جد.. فيعتبرون انفسهم ارفع مكانا وقدسية.. مثل تعالي وانفة الفرنسيين الذين حكموا جزيرة (سانتو دمينيقو).. لذلك دأبوا على استفزاز مشاعر الناس المرهقة من طول الانتظار.. تجدهم يعبرون عنوة بسيارات الفارهة المحلوبة من ضرع الشعب دون ان يقفوا في الصفوف مثلهم مثل (خلق الله) ثم يَصِلُون الى فم مسدس البترول ويطالبون بكل تبجح العامل ملء خزانات سياراتهم.. الويل لمن يعترض..
قبل شهر او اكثر.. رجل اعرفه حق المعرفة نال علقة ساخنة من رجال الامن الموجودين بمحطة الوقود.. تتلخص الوقائع في تخطي احد اصحاب الدقون لصفوف الجماهير المنتظرة دورها.. اعترض الناس ?وهذا طبيعي- على هذا السلوك المشين والمستفز.. رجال الامن اختاروا ضحيتهم ولسوء الحظ كان الرجل الذي اعرفه.. اشبعوه علقة ساخنة لو جُمعتْ علقات خمسة رجال نالوها طول حياتهم لوجدنا ما ناله هذا الرجل في ليلته المنكودة تلك اكثر وربما مضاعف.. لولا تدخل الناس لكنا حفرنا قبره بادينا واقمنا له سرادق عزاء وتلقت عشيرته المواساة من الاهل والاصدقاء والمعارف..
لو انكم ايها السادة أخذتم دفاتر صغيرة كتلك الدفاتر التى يمسكها الضباط في كوريا الشمالية عند زيارة الرئيس كيم جونغ أون وهم يقيدون الاوامر والملاحظات.. اكرر لو انكم اخذتم مثل هذه الدفاتر وجُلْتُم نحو عدد من محطات الوقود.. سترون العجب العجاب وانتم تدونون ذات القصص المكررة كما حدث في سنار وكما حدث للذي اشبعه رجال الامن ضربا مبرحا بـ (الخراتيش السوداء) ..
بعدما انتشرت (واقعة سنار العنصرية) بعض الناس الذين يجلسون معنا ?مع الاسف- في الشاطيء الايمن من النهر المعروف بشاطيء (دوفرني) ..ذهبوا بعيدا ومارسوا ذات سلوك الاستعمار الفرنسي.. وامطروا قبيلة الفلاتة -التى ينتمى اليها هذا المسؤول- بوابل من الكلام الذي يصنف هو الاخر في خانة العنصرية.. من المضحكات المبكيات محاربة العنصرية بعنصرية اخري ..
ايها السادة كون قبيلة الفلاتة قبيلة وافدة فهذا لا يقدح في انتماؤها الاصيل للبلاد فهم مثل الجميع سودانيون أقحاح.. اذا كانت القبائل الوافدة منقصة ف 60% من سكان السودان وافدون .. الفلاتة مثل الجميع تماما يركبون معنا في ذات السفينة التي راي ربانها ومن معه ان من الافضل (تشليعها) من اجل الاستفادة من حطامها في تشييد المشروع الحضاري.. وهي -أي السفينة- لاتزال في عرض البحر.. فعندما تغرق السفينة سيغرق الجميع من اتباع (دوفرني).. وسوف ينجون الذين يشبهون المستعمرين الفرنسيين الذين يسكنون الضفة اليسرى من النهر لان اموالهم مكدسة هناك في بنوك ماليزيا واغلبهم يحملون جنسيات اجنبية..
اذ أي اسلامي اخطأ فهذا الخطأ يحسب على هذه الفئة المارقة التي تريد (تشليع) السفينة ولا ينسب الخطأ على قبيلته.. ففي قبيلته تجدون الالوف من المعارضين وتجدون الالوف ممن امتنعوا من الادلاء بأصواتهم ابان الانتخابات السابقة.. وتجدون الالوف ممن خرجوا في المظاهرات المناوئة للنظام..
ايها السادة: ستجدون بين الالوف الناهضة من كبوتها ابناء الفلاتة الشرفاء يشيرون الى (الزعيم الاكبر) الذي يصر على (تشليع) السفينة هو وملته وهم يقولون له (أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا)..

النذير زيدان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا سلام على النوبة .. زرهم في موطنهم بجنوب كردفان لتعرف من هم.. هم أيضاً طرائق قدداً في التنوع والسحنات .. تعرف على “السبر” والعادات العريقة .. كل من “الجبراكة” عيش الريف والسمسم والبامية وغيرها .. لقد حقق مواطن النوبة البسيط شعار نأكل مما نزع قبل أن تتبناه ثورة الانتكاس اللاوطنية.. تعرف على جنة الله في السودان بالتعرض للخريف في تلك الجبال الأبنوسية .. لا تنس أن تأخذ معك معطف المطر والبطانية .. فالشمس قد لازمت خدرها وأخذت غفوةً عن تلك البلاد..

    أما الفلاتة فقصة أخرى .. اذهب إلى تلس “السمحين وملس” لتتعرف على هؤلاء الناس.. خسارة فقد توفى الناظر السماني،وإلا لكان استضافك في داره العامرة .. ودع أهلك إن ذهبت إلى تلس فأنت لن تعود .. ليس لحدوث مكروه لك، ولكن لأنك سستزوج “فلاتية” ولا الحور العين .. حيث اللون الطبيعي لا كريمات ولا فسخ ولا جلخ .. والجسم الحرير ..

    ودِع قوم سيب الخرطوم .. إما إلى كادوقلي .. أو إلى تلس .. في كلتا الحالتين لن تعود..

    والشكر كل الشكر لك أستاذ النذير وقد طرقت باباً حيوياً حساساً، وكنا قد عاتبناك عتاب الصديق على “المؤخرات الفاخرات والاغتصاب بالتراضي”.

  2. الاخ النزير من الصحفيين السودانيين المتميزين جدا و هو متمكن واضح … فهو بارع في سرده … وجرئ ذو الفكر الخلاق واسلوبه المميز في سرد المواضيع … من الادب العالمي و الممزوج بالنقد الصادق
    و قدرته الأدائية واستيعابه للفكر الإنسانى والثقافة العالمية مختلطة بفهمه ووعيه الثقافي الوطنى الاصيل.
    العنصرية موجوده وقصتي ايام الجامعة سكنت مع بنات من نهر النيل و بدينا التعارف ,,بمجرد ما قلت دارفور ,, كان في صمت شديد , ع طول فهمت الحاصل, شبكوني شكلك ده مامن الغرب ق وو قبيلتk شنو !!!! المهم ما حصلت قلت قبيلتي شنو ~~ و الغرفه سكنت فيها لوحدي اخلوها لي و الخميس كنا ٣ و واحده ما خرجت,, قالت لي}{ عندك نظرات غريبه إإ انا خفاIيفه تاكليني!!
    انا جذوري من الشمال و من غرب ه !

  3. يا سلام على النوبة .. زرهم في موطنهم بجنوب كردفان لتعرف من هم.. هم أيضاً طرائق قدداً في التنوع والسحنات .. تعرف على “السبر” والعادات العريقة .. كل من “الجبراكة” عيش الريف والسمسم والبامية وغيرها .. لقد حقق مواطن النوبة البسيط شعار نأكل مما نزع قبل أن تتبناه ثورة الانتكاس اللاوطنية.. تعرف على جنة الله في السودان بالتعرض للخريف في تلك الجبال الأبنوسية .. لا تنس أن تأخذ معك معطف المطر والبطانية .. فالشمس قد لازمت خدرها وأخذت غفوةً عن تلك البلاد..

    أما الفلاتة فقصة أخرى .. اذهب إلى تلس “السمحين وملس” لتتعرف على هؤلاء الناس.. خسارة فقد توفى الناظر السماني،وإلا لكان استضافك في داره العامرة .. ودع أهلك إن ذهبت إلى تلس فأنت لن تعود .. ليس لحدوث مكروه لك، ولكن لأنك سستزوج “فلاتية” ولا الحور العين .. حيث اللون الطبيعي لا كريمات ولا فسخ ولا جلخ .. والجسم الحرير ..

    ودِع قوم سيب الخرطوم .. إما إلى كادوقلي .. أو إلى تلس .. في كلتا الحالتين لن تعود..

    والشكر كل الشكر لك أستاذ النذير وقد طرقت باباً حيوياً حساساً، وكنا قد عاتبناك عتاب الصديق على “المؤخرات الفاخرات والاغتصاب بالتراضي”.

  4. الاخ النزير من الصحفيين السودانيين المتميزين جدا و هو متمكن واضح … فهو بارع في سرده … وجرئ ذو الفكر الخلاق واسلوبه المميز في سرد المواضيع … من الادب العالمي و الممزوج بالنقد الصادق
    و قدرته الأدائية واستيعابه للفكر الإنسانى والثقافة العالمية مختلطة بفهمه ووعيه الثقافي الوطنى الاصيل.
    العنصرية موجوده وقصتي ايام الجامعة سكنت مع بنات من نهر النيل و بدينا التعارف ,,بمجرد ما قلت دارفور ,, كان في صمت شديد , ع طول فهمت الحاصل, شبكوني شكلك ده مامن الغرب ق وو قبيلتk شنو !!!! المهم ما حصلت قلت قبيلتي شنو ~~ و الغرفه سكنت فيها لوحدي اخلوها لي و الخميس كنا ٣ و واحده ما خرجت,, قالت لي}{ عندك نظرات غريبه إإ انا خفاIيفه تاكليني!!
    انا جذوري من الشمال و من غرب ه !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..