مكرام والنهود..والسويتا يا المشير

متلازمات غريبة في تشابه ظروفها وتكرارها كأنها مواقيت لا بد من أدائها..ففي نهاية نظام مايو..أُستلٍف لحن المديح النبوي لتوضع فيه كلمات(السويتا يا المشير من راسنا ما بتطير..أمك وابوك قبيل..) إلى آخر المنلوج. الذي يعدد ملامح الأزمة..وهاهو تسجيل بنفس لحن المدحة ينتشر في مواقع التواصل لفرقة الهيلاهوب والمبدع محمد صالحين يحدد كل ملامح الأزمة ويحذر من الغرق في الديون.وربما كان اللحن البكائي المتهدج الذي تنتهي به كل فقرة هو الباعث على استلاف اللحن . ووجود مشير في الحالتين وإن لم يتم التصريح بالمشير في الحالية
وكانت فيضانات 1988 من العوامل التي أضعفت خكومة الصادق المهدي وكثرة الاغاثات حيث أن الأزمة كانت أكبر من استعدادات الحكومة..وقد استند عليها انقلاب الكيزان فيما استند من حيث العجز الحكومي والتداعيات الاقتصادية لذلك.
و ها هو الخريف في أول عيناته الأساسية ( النترة) ولما لم ينقض يومان منه ، يضرب كسلا والنهود ..فتنهار المنازل والمحال التجارية وسوق النهود.. والناس بعد في أضعف حالاتهم المادية، جراء الظروف المعيشية الغلاء الطاحن والأزمة الاقتصادية المستفحلة . والحكومة أعجز بالطبع من التعامل مع تداعياتها..والله وحده هو الستّار مما قد يحدث في مقبل الأيام وأمامنا علامات خريف ناجح.فلن تفلح جهود لجان لدرء آثار الفيضانات في ظل انعدام الكاش وخاطر النظام لدى الدول المغيثة أوهى من شاش الرتينة. والنظام الذي جثم على صدر الوطن لثلاثين عاماً لم يفلح في التحوط لمثل هذه الكوارث إن لم يكن سبباً مباشراً فيها.فعلى ذمة أحد أبناء كسلا ، فإن خور الأمري ، قد جرفت مناطق منه وأضعفت لمرور قوات حميدتي وآلياته عند إعلان حالة الطوارئ لجمع السلاح. أما طريق بارا الذي جرف قبل افتتاحه.. فيذكرنا بصهريج الخرطوم الذي انهار يوم افتتاحه . هكذا الحال. هذه الظروف حتما ستجعل النظام الذي ينعق في خرائب البلد، يزداد نعيقه في خرائب المدن والبيوت.وسيذهب غير مأسوف عليه كما ذهب العاجزون في كل حين. فليستعد الشعب السوداني لتحمل المسئولية الكبيرة التي ستقع حتماً على عاتقه. لكن ، إن لم نتعظ ونتعلم من كل تجاربنا.فستتكرر الأزمة. ويظل بلهاء المؤتمر الوطني والاسلامويين يرددون اسطوانتهم المشروخة وهتافهم الممجوج الكاذب ، الذي ينسب أفاعيلهم لله رافعين سباباتهم في كل قاعة يتجمعون فيها..أو حشد يصنعونه بخداع التلاميذ بأخذهم إلى التطعيم .
[email][email protected][/email]