مقالات سياسية

هل نُحارب الفساد..؟! أم أنّ الفساد هو من يُحاربنا..؟!

🛑 هل نُحارب الفساد..؟! أم أنّ الفساد هو من يُحاربنا..؟!

🔵 من الفاسد.. الشعب أم الحكومة..؟! أم الإثنان معاً..؟! ً

✍ عندما تكون غاية أماني المواطن، الهجرة والخروج من موطنه،
ساعتها اعلم أنّ الصبر قد فاق الحدود، وأن هنالك فجوة كبيرة قد اتسعت ما بين حكومة البلاد ومواطنيها..
فالشباب السوداني، صارت غاية أمانيه الخروج من البلاد، والهجرة لأي دولة..

✍ صبر الشعب السوداني على حكومة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية قرابة الثلاثين عاماً، فلا وحدة وطنية جاذبة للإستقرار قد تحققت، ولا شعب بأخلاق الإسلام قد وُجدّّ!! ومازالت تتجرّع الأجيال كؤوس الصبر..في انتظار التغيير..في ظل الفشل الحكومي المجتمعي..

✍ غياب الجدّية في الإصلاح السياسي والإقتصادي، هو السبب الرئيسي في حالات التذمّر التي تفشت في جموع المواطنين..
فالحكومة مازالت بعيدة عن طموحات شعبها..
ومازالت مساحات الجفاء ممتدّة بعد أن اقتنع الجميع أنّ الجدّية والإصلاح صارا حبراً على ورق..
وصار تكرار الفشل كأنه توجيه سياسي للقابضين على مصالح العباد..

✍ الشعب.. يُعاني.. والمسؤولون بعيدون كل البعد عن الاحساس بهموم المواطنين..
وأفراد من المجتمع.. “تجار الأزمات” يستغلون الأوضاع الإقتصادية بإستثمار الأزمات..
يشتري الواحد منهم أكثر من مائة أنبوبة غاز ليستثمر ويربح فيها عبر معاناة المواطن في الحصول عليها..
وكبار التجار يجمعون ويشترون “الدولارات”.. ليبيعوها للمرضى المسافرين الخارج للعلاج.. فيستثمروا في آلامهم ومعاناتهم مع المرض بعد أن استحالت امكانية علاجهم ببلادهم..

✍ رؤوس الأموال بالبلاد، اختبأت خلف الإستثمارات الجبانة، حفاظاً على أموالها من سياسات الحكومة التي أصبحت غير مضمونة بالمرّة…
فأدّى هذا لغياب المشاريع الزراعية والصناعية..
وانتشرت العطالة وسط الشباب..

✍ ارتفعت نسب حالات التحرش والاغتصاب والشذوذ بسبب الغلاء وتفشت حالات العنوسة وسط النساء، وعزف الشباب عن الزواج وصارت “بورة الشباب” تنافس نظيرتها “بورة الفتيات”.. بعد أن صارت تكاليف الزواج وتأسيس بيت ضرباً من المحال..

✍ مسؤولون.. يتم تدويرهم.. وتقليدهم المناصب.. من وزارة لولاية لوزارة..مرةً أخرى..
سنوات طوال.. بلا تخصصية وبلا مؤسسية..
فلا يعقل مهنيّاً وعلميّاً..
أن يتحول وزير مثلاً من وزارة الصناعة ليصبح وزير الزراعة..
أو ليصبح وزير الصحة..
وهو يفتقد لمعايير المنصب التخصصية العلميّة والأكاديمية..
منظمات وطنية وأجنبية يمسك بذمام أمرها فاقدي التخصصات والخبرة..
الذين يتمّ تعيينهم عبر “التزكيات”.. وعبر “الواسطة”..
وعبر “التمكين الحزبي السياسي”..

✍ ولاة ولايات.. ينتقلون من ولاية لأخرى..
ومن موقع مسؤولية.. لموقع آخر..
وبصماتهم التنموية ونتاج مجهوداتهم أشبه بمحصلة الهلال والمريخ في البطولات الأفريقية..
والسبب خطأ معايير الاختيار..

✍ مليارات يصرفها مواطنين وتجار..
في “تجارة السيارات” و “تجارة الأراضي”..
بحثاً عن الأرباح السريعة، بلا وطنية وبلا أخلاق..
متسببين في ضياع طموحات الشباب في توفير فرص العمل بتأسيس المشاريع الزراعية والصناعية الضخمة..

✍ فوضى في الإدارة ولا حسيب..
وضياع لأولويات التنمية ولا رقيب..
تعسف وتعنت وسوء استخدام سلطة.. من قبل بعض المسؤولين..
شعب يُنادي بمحاربة الفساد بالسلطة..
ومفهوم الفساد عنده “نكات”.. و”سخرية”.. و”دردشات..!!
“مطبلاتية” يهتفون للباطل..
و”أئمة مساجد” لا تتجاوز خطبهم احكام الصلاة والصيام..
وأفراد من قوات حكومية نظامية، المسؤولية عندها حزبية لا وطنية.. تخشى الحاكم أكثر من خشيتها الله عزوجل..

✍ الفساد لا تُدرّسه الحكومة لمسؤوليها..
ولا يكتسبه الشعب.. عبر الأزمات الإقتصادية..
الفساد سلوك لا-أخلاقي ينشأ به الإنسان ويكتسبه منذ صغره، عبر تربية الأسرة..
فالفاسد من فسدت أخلاقه وأصل تربيته..

✍ مالم تنصلح أخلاقياتنا شعب وحكومة..
فلا نعشم في التغيير..

إنمّا الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..

✍ قال تعالى:
(كيف يهدي الله قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وشهدوا أن الرسول حق، وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنة الله والملائكة والناس أجمعين) – سورة آل عمران (86-89).

✍ علي جعفر (بابا)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..