(جاي تفتِّش الماضي)؟

هناك مسألة يمكن أن نسميها (لعبة الإحلال والتناسي) أو (التقسيط المنظّم للمصائب) أو (أنساني وأنا انساك) وهي خطة ثعلبية ماكرة تقوم على استغفال البشر وتجعل الناس ينسون بالتدريج (المسلوبات السابقة) التي تحل محلها مسلوبات جديدة! فعلى سبيل المثال من الممكن أن يأخذ أحد الناس قلمك ولا يعيده لك، أو (سبحتك) وأنتما عائدان من المسجد ويماطلك في ردها، ثم يأخذ منك (ساعة اليد)، فتنسى أمر السبحة وتركّز على الساعة، ثم (ينشل جزلانك) فتنسى السبحة والساعة، ثم يقتطع أمتاراً من مساحة منزلك فتنسى السبحة والساعة والمحفظة.. وهكذا!
عندما ضاع النقل الميكانيكي وتمت تغطية ضياعة بالمخازن والمهمات، وعندما تم تفكيك الأشغال غابت عن الذاكرة مسألة النقل الميكانيكي والمخازن، وعندما تلاشى (كناف أبو نعامة) تمت تغطيته بمشاريع النيل الأبيض، وحتى ينسى الناس كل هذه المشروعات الفقيدة، جاء الزحف على مشروع الجزيرة وسككه الحديدية ومحالجه وبحوثه ومساكنه واستراحاته، ولكي تنسى النقل النهري كان لا بد من تغطية فقدانه بالخطوط البحرية، ثم يجري تغطية كل ذلك بالخطوط الجوية، دعك من مؤسسة الأسواق الحرة والبريد والبرق ومصلحة المرطبات والتبادلات بين أسهم وملكية البنك العقاري والزراعي والثروة الحيوانية وبنك العاصمة و(بنك الدم) والفنادق الكبرى والمدبغة الحكومية ومشروع الزيداب و(حديقة الحيوانات) والميادين والأراضي والساحات والأسواق (وخط هيثرو).. وعندما يصل الناس الى حكاية المليارات وعشرات ملايين الدولارات التي تراوح بين تصريحات (النفي والإثبات) من الذي يتذكّر كناف أبو نعامة!
طبعا ذكرنا هذه المفقودات من باب المثال لا الحصر، فالمشروعات التي ضاعت واحداً تلو الآخر أكثر (وأوجع) من أن تُحصى، كما أن هذه النماذج لا تشمل الجوائح التي لحقت بالبشر والقيم والجغرافيا.. وقصدنا من ذلك فقط الإشارة الى نظرية الإحلال والإبدال المنظّم من جهة، و(الذاكرة الماسحة) من جهة أخرى، ودرجة المكر التي تجعل الشخص ينسى المصيبة السابقة عندما تحل به الكوارث الجديدة..!
والمناسبة لهذه (التخريمة) برنامج تلفزيوني استضاف أول من اأمس فتاتين سودانيتين اشتركتا في مسابقة عالمية حول (تنشيط الذاكرة) قالتا فيه كلاماً غاية في الأهمية والذكاء حول تركيبة الذاكرة البشرية وتفاعلاتها بين (الخمول واليقظة)..وكيف يمكن إكتساب قوة الذاكرة بالمران والتدريب مع قليل من المعلومات التي تساعد على تقوية هذه المَلَكة والتحكُّم في آلية التذكر وشحذ الذاكرة، وهذا كما يبدو من أهم الأمور التي يجب أن يتسلح بها مواطن اليوم حتى لا ينسى ما حلّ بوطنه في العقود الثلاثة الماضية؛ فلا يستهين بالبدايات وينشغل عنها بالنهايات.. ولو كان السودانيون قد تصدوا من أول يوم لحراسة (كناف ابي نعامة) على سبيل المثال، أو مصانع (الحاج عبدالله) أو (مصنع قدو) لما انتهى الأمر إلى فقدان المعالم الكبرى للوطن.. تلك المعالم التي لا يعني غيابها غير (تشليع السودان) وهدم بنيانه من القواعد!
[email][email protected][/email]
شكرا الغالي مرتضي الغالي والله كل ما ذكرت لم ننسي بل اصبحت من منشطات الذاكرة ضد الخرف ونحن عي اعتابه شخصيا كتبت عنها بالراكوبة مرارا وتكرارا حتي مل البعض كما قلت(الان نحن في شنو وانت في شنو يا حساني) وهذه هي الطريقة التي تم تشليع قواعد وناس وضياع مجتمع واتمني فقط من الرئد يونس ان يتذكر حطب شارع الهرم والان شوراعنا كلها هرم وهرمنا لهذه اللحظة التاريخية !!!وشكرا لك هكذا هي الكتابة لما كانت بارت وعنست صحفهم
شكرا الغالي مرتضي الغالي والله كل ما ذكرت لم ننسي بل اصبحت من منشطات الذاكرة ضد الخرف ونحن عي اعتابه شخصيا كتبت عنها بالراكوبة مرارا وتكرارا حتي مل البعض كما قلت(الان نحن في شنو وانت في شنو يا حساني) وهذه هي الطريقة التي تم تشليع قواعد وناس وضياع مجتمع واتمني فقط من الرئد يونس ان يتذكر حطب شارع الهرم والان شوراعنا كلها هرم وهرمنا لهذه اللحظة التاريخية !!!وشكرا لك هكذا هي الكتابة لما كانت بارت وعنست صحفهم