عَلامَ نستند ؟

نصف الكوب

تفاصيل الحياة وبعض المواقف والأحداث في كثير من دول العالم تفرض علينا أحيانآ ? أو تَحْمِلنا ? على عقد المقارنات بينا ، وبينهم ( واقعنا ، وواقعهم المعيش ) وعلى الرغم من أنني دومآ أتحاشئ التفكير في مثل هذه الأمور ؛ إلا أنها تطل عنوة ، وتتسرب من باب الحاجة الى الثورة على الواقع الرديئ ، و الإختلال الذي كاد أن يضرب جميع مناحي الحياة هنا .
أصبح القاسم المشترك بين المواطنين في دول ( الديمقراطيات العريقة ) ، والمواطنين في دول ( الديكتاتوريات العتيدة ) هو أنهم بشر ، ويعيشون في كوكب واحد ( فقط ) لكن الإختلافات بينهم كبيرة ؛ فعند البعض تقديس الحياة ، وإحترام القانون ، ومحاربة التمييز ، والحق في التعليم ، وحرية الرأي والتعبير ( من غير قيود ) وتشجيع البحث العلمي ، وتكليف الكفاءات ؛ ودول أخرى على النقيض تمامآ .

لننظر لواقعنا السياسي ( الممارسة السياسية ) وأحوال المجتمع عمومآ ، وكذا المجتمع الرياضي وأوضاعه ، وفيما يتعلق بالتعليم العالي والبحث العلمي وهل هنالك انتاج علمي وبحوث وتجارب مهمه يُعمل عليها ? الآن ? وتشجعها الدولة او تم تطبيقها ؟ … وغيرذلك ، بإعتبار أن هذا على سبيل المثال فقط .
وكل الذي أشرت إليه أعلاه اذا قارناه مع تلك الدول ( الدول التي نسميها متقدمة ) نجده مختلف تمامآ ، بالرغم من ان مقوماته كلها متوفرة وأغلبه لا يتعلق بالمال أو الأوضاع الإقتصادية سادتي ، ويجب أن أنبه الى أن التوافق على حياة سياسية وإجتماعية مثالية ، وإعتماد مبدأ الشفافية وإحترام القانون وتحقيق العدالة ، ومحاربة الفساد ؛ هي المحددات التي تصنع واقع إقتصادي جيد ، وتضع الدولة موضع إحترام وتقدير ( كمثال جيد ) وليس الموراد وإدارتها فقط … فالعديد من الدول تطورت من عدم ( تنعدم فيها الموارد ) لكن وفرة الإرادة السياسية ، والوحدة الوطنية وبالإشارة الى المحددات التي ذكرتها أعلاه نهضت بدول وأمم كثيرة ، ومع تحقيق الريادة ، في آسيا وأميركا اللاتينية وغيره .
أكثر ما يؤلمني هو أننا متعايشين مع عبارات أصبح سماعنا لها شئ أكثر من طبيعي ، ولا يثير دهشتنا أو حزننا ( كــ قُتِلَ ، وفُقِدَ ، ولقوا حتفهم ) وأن أسهل شئ عند أمراء الحرب هنا هو إعلان الحرب أو الدخول فيها … بينما في الجانب الآخر من العالم يثير تصرف موظف في قصر رئاسي مع متظاهر ، وقبل أشهر – مجرد ضرب وليس قتل أو إزهاق روح – موجة غضب واسعة ، كُونت على إثرها لجان تحقيق على مستويات مختلفه ، وبيانات ، ومؤتمرات صحفية وفُتحت ملفات متابعة خاصة لها بأجهزة الاعلام الحكومية ، بل حتى الصحيفة التي ساهمت في إثارة القضية تفتح الباب أمام المتهم ليدلي بتصريحات ويدافع عن نفسه ( بإعتبار أن الموضوع ليس ثأر أو تشفي ) . !
إعتقد أننا متفقين بأننا نعيش أوضاعآ ليست جيدة ، بل سيئة جدآ ؛ لأن الأمر يتعلق بتردِ متواصل ، ويبعث على القلق ، وغير مقبول الركون إليه إطلاقآ ، ونجده غير متسق مع شئ ؛ لا الحقوق الإنسانية ، ولا مع مقاصد الشريعة الاسلامية ، ولا مع القوانين الدولية ، ولا مع عُرفنا ووجداننا السليم ( قبل طمسه ) … فمالذي نستند عليه في واقعنا الذي نتعايش معه اليوم ، ونوفق أوضاعنا معه بصورة مستمرة ؟ .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..