الإسلاميون .. وعبد الفتاح السيسي وعمر البشير ونحن

هؤلاء الإسلاميون لا ادري من أين تمطر عليهم سحائب الغباء والتبلد والأنانية والنرجسية وعشق الذات؟!
فالدنيا لهم وحدهم غطرسة وطغيان وديكتاتورية وعنف وكراهية للآخر ولا بأس من قصور عاليه وسيارات فارهة ومثني وثلاث ورباع من النساء ومال لا يهمهم جمعه من حلال او حرام ومن فساد وتمكين بل حتي من عرق ستات الشاي والكسره.
وكذلك الجنة لهم وحدهم صافيه عسل ولبن وخمر ولحم طير مما يشتهون وبنات حور وغلمان لا ينقصهم هناك غير برنامج أغاني وأغاني وقهقهة العم السر قدور!
ذلك هو حالهم وتلك هي حياتهم الدين عندهم مظاهر ونفاق وخداع لا يهمهم ان دينهم ذاك فيه اية تقول (واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم) واي صاحب بصر وبصيرة يعلم ان اسمي آيات الحرية هي من ضمن ذلك الاحسن والتي تقول (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
فبمثل ذلك الفهم لو كانوا يتفكرون ويعقلون يصبح الدين الإسلامي دين الإنسانية كلها لا دين المسلمين وحدهم فالحرية هي اسمي الحقوق وتأتي مباشرة بعد حق الحياة.
واذا عجزوا عن الفهم والإدراك فلماذا لا يأخذوا نصف دينهم من هذا الاثيوبي الشاب (ابي أحمد) الذي جاء الي عالمنا من نفس طينة العمالقة الأفارقة الأفذاذ نلسون مانديلا وجون قرنق ونيريري والرئيس السنغالي العالم ليوبولد سنجوز.
كعادة الإسلاميين الجهلاء حينما التقاه ابن ابي بن سلول هذا الزمان (عمر البشير) لأول مرة إبتسم في وجهه إبتسامته الغبية تلك وبدا يتحدث له عن الشرف والمجد الإسلامي بان يصل لمنصب رئاسة وزراء اثيوبي (مسلم) لأول مرة فجاءه الرد من حفيد النجاشي صادما وذكيا ومفحما (انا اثيوبي اولا والإسلام ديني الذي لا علاقة له باحد بل هو بيني وبين ربي).
وتلك العبارة البسيطة كان يحتاجها السودان قبل 30 سنة بدلا من بن لادن والقرضاوي وما في رؤوسهم الخربة ليصبح السوداني النمر الثامن والقوة الإقتصادية التي تنافس كوريا الجنوبية وسنغافور وماليزيا.
ثم كرر (أبي أحمد) نفس المعني دون تزلف او انكسار للشيخ محمد بن زائد الذي من (طيبته) اختار من قبل الإرهابي (عبد الحي يوسف) اماما لمسجده في أبي ظبي حتي رصدته اجهزة الامن الإماراتية وأستأذنت والده في ابعاده من ذلك البلد لخطره عليها وعلي شبابها.
قال محمد بن زائد في زيارته لإثيوبيا لرئيس الوزراء الأثيوبي ماذا تطلبون منا لنجيبكم عليه فقال له ابي احمد نريد ان تساعدوننا في بناء مركز اثيوبي.
فقال له محمد بن زائد لا مانع لدي نبني لكم مركزا اسلاميا!!
فرد عليه ابي احمد (لا نريد مركزا لتعلم اللغة العربية لكي نرسل لكم فيما بعد من بعلمونكم الاسلام الذي اضعتموه).
بالطبع يعني ابي أحمد اسلام جده النجاشي الذي احتضن المسلمين المهاجرين وهو (مسيحي) .. يعني اسلام المحبة والسلام والعدالة والمساواة … لا اسلام العنف والكراهية والإرهاب والتطرف والتفجير العشوائي والدهس بالشاحنات المأخوذ من منهج يحرض علي قتل الأسير والمشرك ومن لا يدفع الجزية صاغرا … ولا اسلام العبيد والجواري والسبايا وملك اليمين.
ومن ثم اقول .. كلما تناولنا موضوعا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس عصابة الإنقاذ عمر البشير خرج علينا احد الأغبياء الإسلامويين منتقدا ومتسائلا في غباء عن لمادا لا نهاجم السيسي وننتقده مثلما نفعل مع عمر البشير؟
وحتي لا يعود ذلك الإسلاموي لطرح نفس السؤال الغبي اكرر له ما ذكرته في اكثر من مرة.
كسوداني قضيتي مع السيسي (مثلث حلائب) التي انا متأكد من سودانيتها 100 % ويفترض ان يحذو السيسي حذو ابي احمد مع ارتريا وان يعيدها للسودان دون اراقة دماء وهذا عصر السلام ولو كان للمصريين رأي اخر فعليهم ان يوافقوا علي التحكيم عبر قضاء محائد ولو حكم لصالحهم فسوف نكون في مقدمة المهنئين لهم والسودان اراضيه شاسعة لكن الارض مثل العرض لا يمكن التفربط فيها والتنازل عنها الا بالحق وقضية حلائب هي قضية الشعب السوداني لا قضية عمر البشير الذي لا تهمه كثيرا واخر تصريح لوزير خارجيته كالعادة ان قضية حلائب لن تكون سببا في تردي العلاقات مع مصر.
الشاهد في الأمر بخلاف ذلك ولو كنت مصريا لطالبت بصنع تمثال لعبد الفتاح السيسي يوضع في جميع الشوارع الرئيسية المصرية فهو ضابط الجيش الذي حمل كفنه في يده مواجها الإخوان المسلمين وارهابهم وكم الارهابيين الذين ادخلوهم لمصر خلال سنة واحدة خاصة في سيناء ولولا تصرف السيسي البطولي لوصل الحال بمصر الي اسوا مما عليه السودان الان الذي اصبح بسخر منه رئيس الصومال ولاحتلت سيناء بكاملها.
للأسف هؤلاء الإسلاميون ومعهم بعض القوي الليبرالية لا يفهمون منهج الإخوان المسلمين جيدا فالإنتخابات عندهم مرة واحدة كإنتخابات النازي هتلر وطالما وصل الرئيس الإسلامي للسلطة فيجب الا يبعد عنها عن طريق انتخابات او ثوره ويكفي مثالا الحال في السودان وتركيا.
ولهذا فعمر البشير باق لثلاثين سنة ويطمح في المزيد.
ويكفي فقط ان اشير لبعض الأمثلة التي تبين سوء الإخوان المسلمين وقبحهم الذين وصلوا للسلطة في مصر عن طريق انتخابات اللحمه والزيت والأرز في بلد أكثر من نصفه مطحون.
حاصر الإخوان المسلمون المحكمة الدستوريه العليا في مصر لأكثر من شهر حتي لا تقضي علي بطلان اللجنة الوطنية (إسما) التي شكلت لصياغة الدستور فهي اسلاموية بالخداع بنسبة تزيد عن 70% حتي انتهوا من صياغته وادخلوا فيه موادا تهدد الوحدة الوطنية حيث يمكن لمسلم قتل مسيحيا ان يحصل علي البراءة بحسب نص المادة 219 المفسرة للمادة رقم 2.
وبعد ان انزلوا الدستور للشعب المخدوع وحصلوا علي موافقته فكوا الحصار عن المحكمة الدستورية وتلك كانت فكرة شيطانية من استاذ قانوني (اخواني) مدسوس داخل حزب الوسط الذي كان ينفي اخوانيته الان يتباكي ذلك الدكتور الماكر الخبيث علي ضياع الديمقراطية من الدوحة واستنبول.
نموذج ثاني .. الدكتور البلتاجي الذي حكم عليه بالإعدام قبل يومين حرض من اعتصام رابعة علي تدخل الاجانب (الكفرة) لنجدتهم واطلق تصريحه الشهير الذي قال فيه (في الثانية التي ينسحب فيها السيسي عن السلطة يتوقف مباشرة الإرهاب في سيناء) فمن كان وراء ذلك الارهاب اذا؟
نموذج ثالث الدكتور عصام العريان هو الذي حرض وقاد مظاهرة إخوانية ضخمه لمحاصرة مكتب النائب العام وإجباره علي التنحي حتي يأتوا بنائب عام اخواني فهل تلك ديمقراطية والإخوان كانوا يحصلون بتفاهمات مع جهاز الامن المصري خلال فترة مبارك علي اكثر من 70 نائبا في البرلمان المصري مشكلين بذلك اكبر كتلة بعد حزب مبارك (الوطني) ولذلك لم ينزلوا للميدان مع الثوار الا بعد ثلاثة ايام اي يوم 28 يناير 2011 وبعد تأكدهم من نجاح الثورة بإنسحاب الشرطة وإعلان الجيش عدم تدخله لمواجهة الشعب فنزل الإخوان لسرقة الثورة كعادتهم.
مثال رابع المحامي صبحي صالح الذي كان ضمن 6 قانونيين تم اختيارهم لتعديل بعض المواد في دستور عام 1971 ليسائر مرحلة ما بعد الثورة وحتي اقرار دستور جديد.
هذا القانوني الإخواني الذي كان يظهر بلسان معتدل بعيد عن الغلو والتطرف بعد ان وصل الإخوان للسلطة وجلس (مرسي) علي الكرسي الذي كما قالوا سوف يستمروا فيه الي 500 سنة فاجأ ذلك المحامي المصريين بتوجيه غريب ومدهش لشباب الإخوان قائلا لهم في أمر يستوجب الطاعة (لماذا تتزوجوا من خلاف الأخوات المسلمات فتستبدلوا الطيب بالخبيث)؟
تلك مجرد أمثله والتفاصيل مذكورة في كتابي الذي منع من النشر والتوزيع في السودان وعنوانه (خطر الإسلام السياسي علي المواطنة والديمقراطية – مصر نموذجا).
فهل يعقل بعد كل هذا أن يدافع عن الإخوان المسلمين وأنظمتهم ومنهجهم إنسانا عاقلا في قلبه ذرة من الوطنية والإنسانية؟؟
تاج السر حسين
[email][email protected][/email]