ولاية الجزيرة لن تحتمل أيلا بعد اليوم !!

@ الاخبار الواردة من ولاية الجزيرة بمختلف محلياتها و وحداتها الإدارية غير مطمئنة علي الاطلاق جراء الامطار التي هطلت هذا الاسبوع و احدثت أضرار علي حياة المواطنين إذ بلغ عدد الوفيات اكثر من 8 حالات و عدد من الاصابات و الجروح المتفاوتة جراء انهيار المنازل التي بلغت أكثر من 100 منزل انهيار كلي و ضعف العدد ، إنهيار جزئي و أكثر من 125 دورة مياه طمرتها المياه في عدد من قري الولاية خاصة نواحي أم عضام والمناقل و شمال الولاية في محلية الكاملين التي تحاصر المياه قرية موسي و الجملون سعدانة و الجملون الحلاوين و اصبحت تلك القري مناطق معزولة لا يمكن الدخول إليها او الخروج منها .
@ القري المنكوبة بالولاية و المحليات لم تشهد زيارة مسئول للوقوف علي احوال المواطنين هنالك او تقديم الاحتياجات العاجلة لهم من خيام و بطاطين و مشمعات و مواد غذائية و علاجات سيما و ان وجود المياه شكل بيئة صحية ضارة بانتشار البعوض و الذباب و ازدياد حالات الاصابة بالحميات و الاسهالات التي تحول دونها الكثير من المصاعب للوصول الي اقرب مركز صحي او مستشفي بالمنطقة . المسئولون و المعتمدون بتلك المحليات لا حول لهم ولا قوة ( فاقد الشئ لا يعطيه ) و ربما لا توجد بحوزتهم أي أموال لتسيير محلياتهم أو وحداتهم ، عمليات الاغاثة و الدعم تحتاج لميزانية طوارئ يتم اعدادها قبل الخريف تصبح تحت تصرف لجان الطوارئ الولائية و المحلية الامر الذي لم يحدث .
@ كما هو معلوم أن كل أموال و ميزانية الولاية يحتفظ بها صاحب الدكتوراه الفخرية محمد طاهر ايلا و يتصرف فيها بمفرده و لأنه إعتاد دائما أن لا يصرف مليما أحمر لتنمية البشر أو لانقاذ حياة مواطن و في سياساته أن تنمية الحجر أفضل من البشر و لهذا إختار فصل الخريف فصل الكوارث و المصائب الذي يتطلب الصرف علي الحالات الطارئة ، أن يهرب من ولاية الجزيرة في اجازة سنوية يقضيها خارج البلاد في شرم الشيخ و الغردقة و لايهمه لو أن الجزيرة بأكملها راحت في داهية و أصابتها كوارث تقضي علي الحرث و النسل و حادثة طرده من قرية فداسي ليست ببعيدة عن الاذهان . لا يزال الخريف في بدايته و أن أي أمطار تهطل في أي منطقة من مناطق الجزيرة سوف تضاعف من مآسي المواطنين و حاجتهم الماسة للدعم العاجل .
@ ليس الخريف وحده الذي يهدد حياة المواطنين في ولاية الجزيرة وقد جاء في الاخبار ما حدث لقرية ودعجب في محلية الهدي التي تعرض مواطنوها الي حالات غريبة تؤدي الي إلتهاب الزائدة الدودية و قد أجريت أكثر من 125 عملية إزالة للزائدة و اصبح مستشفي الهدي يستقبل 10 حالات يوميا غير الحالات المحولة . المواطنون أصيبوا بالذعر و الهلع و تعتبر هذه الحالة أمر طارئ يستدعي زيارة وزير الصحة بالولاية سيما و أنه الوالي المكلف و لم تشهد هذه المنطقة أي زيارة لأي مسئول من وزارة الصحة الولائية او الاتحادية مما يؤكد أن حياة المواطن في حكومة أيلا لا أهمية لها وهذا الحال يعيد للأذهان ما حدث في خريف ماضي لقرية أم قرقور ريفي المناقل التي غرقت باكملها ولم يزرها أي مسئول و وقتها كان أيلا يستمتع بالمياه الصافية في منتجع شرم الشيخ .
@ من أكبر المآسي الولاية أنه و حتى هذه اللحظة لم يتم توزيع الضباط الاداريين الذين تم نقلهم لولاية الجزيرة في الكشف العام القومي و عددهم أكثر من 115 ضابط اداري بلغوا ولاية الجزيرة قبل الموعد المحدد بمنتصف شهر ابريل الماضي و ظلوا مرابطين بحكومة الولاية و يسكنون في ظروف لا انسانية في استراحة المجلس التشريعي و لا يمارسون أي مهام لأن سعادة الوالي يحتفظ بالكشف و لا يريد توزيعهم علي المحليات التي تعاني من نقص حاد في الضباط الاداريين الامر الذي خلق العديد من الصعوبات الادارية التي انعكست علي حياة المواطنين . ظل هولاء الضباط الاداريين في عزلة عن اسرهم ولم يتم صرف مرتباتهم ورفضت امانة الحكومة قرضهم سلفيات علي المرتب و لم تراع ظروفهم الخاصة وظلوا طيلة شهر رمضان الماضي تحت رحمة الخيريين في الاحياء المجاورة الذين وفروا لهم الاطعام و قريبا سيهل عيد الاضحية و مشكلة هؤلاء الاداريين بدون أي حلل . هذا قيض من فيض مشاكل لا حصر لها في ولاية أدمن واليها إذلال العاملين معه قبل المواطنين و هو يعيش مستمتعا بعطلة سنوية و الولاية بأكملها تعيش في ظروف استثنائية تتطلب وجوده سيما و هو يحمل معه (مفتاح الخزنة) و لا أحد يستطع التصرف في غيابه حتي و لو ترك الخزنة (فاتحة) . إنها قمة في الاستهتار من المركز الذي أسرف في تدليل هذا الوالي صاحب الدكتوراه الفخرية و الذي لو فعل فعلته هذا والي في ولاية أخري لقطعت إجازته و تم استدعاءه للتحقيق أو ربما تم إعفاءه .

الجريدة