الحوار حول الانتخابات والالويات المقلوبة (9)

ما العمل؟
يمثل الحوار الحالي حول الانتخابات ظاهرة صحية، ويوضح حيوية المثقف السوداني، ويؤكد الانتماء الوطني لأغلبية المثقفين، وتمسكها بضرورة وجود حل للازمة الوطنية الشاملة التي تخنق بلادنا. ولإيماننا بان الهدف، المجمع عليه، هو إيجاد مخرج من الدمار الذي تسببت فيه سلطة الإنقاذ، فان التحدي الحقيقي هو: طرح رؤية واضحة حول كيفية انجاز ذلك المخرج. بمعني آخر، أي تنظير لا يقدم رؤية واضحة، للخروج من الأزمة، وتخطي واقع الدمار، هو تنظير لا قيمة له. لذلك التحدي الماثل امامنا والذي واجهنا يوميا طيلة عمر الإنقاذ، وبصورة أدق القضية المركزية والجوهرية في عملنا هي: ما العمل؟
الهدف الأساسي لهذا المقال هو: اننا قدمنا، خلال السنوات الماضية، نقدا واسعا وشاملا لنظام الإنقاذ، وأصبح النظام أشبه بفرعون عاريا تماما امام الشعب السوداني، وتوصلت الأغلبية الساحقة من شعبنا، من خلال تجربة مريرة وقاسية، بأن هذا النظام سيدمر السودان، في حالة استمراره في السلطة. لذلك أرى ضرورة ان نتخطى مرحلة النقد، ونخطو خطوات جريئة نحو تحقيق التغيير وانجازه.
سأقدم رؤيتي حول ما العمل؟ وهي رؤية تهدف لتطوير النقاش، لا تدعي الكمال، ولا الشمول، وتسعى لان يطورها الآخرون بنقد سلبياتها ونواقصها، وتطوير وتكملة ما طرحته من آراء. كما انها لا تحمل الزاما، بأي درجة من الدرجات، لأي جهة.
أجرى النظام، حسب رؤيته الحزبية الضيقة، تغييرات عميقة، شملت كافة أوجه الحياة في بلادنا، ومست أي شبر من أرض وطننا. لذلك نرى ان الصراع معه، ومواجهته، والسعي لتغييره، يجب ان تشمل كل تلك الجبهات والمؤسسات والهياكل والقوانين التي فرضها. وهذا يعني ان معاركنا القادمة ستكون متنوعة، وتشمل عدة مستويات ومواقع، كما ستتنوع اساليبها بتنوع الاحتياج للتغيير في الموقع او القطاع او المهنة المحددة. حملتنا للتغيير ستشمل الجوانب الأيديولوجية بنقد ايدولوجية وأطروحات “الإسلام السياسي”، وتشمل الجوانب السياسية بتنظيم وتكوين موقع قائد للنشاط المعارض، وتشمل الموقف الحازم ضد بيع أراضي السودان، وقيادة حملات عالمية لتوضيح ما يجري في السودان، ودعم العمل النقابي والاتيان بقيادات نقابية منحازة للعاملين، وتنشيط منظمات المجتمع المدني، وكشف الطبيعة الفاشية للقوانين، والدفاع عن إنسانية النساء في وجه الحملات الحاقدة ضدهم، إيقاف تجاوزات السلطة وأجهزتها، دعم ستات الشاي في مواجهة دولة الجبايات ، مساعدة ضحايا السيول والفيضانات … الخ. نشاط بهذا المستوى لا يقتصر على العمل السياسي المباشر، وانما يشمل كل أوجه الحياة. باختصار، تحاول سلطة الإنقاذ تشكيل وطننا وفق رؤيتها الأيديولوجية الضيقة، فلنعمل جميعا على إعادة لمجتمعنا لقيمه الاصلية، ولديمقراطيته، ولتنوعه، ولفنه، وموسيقاه، وثقافته، ولإنسانيته، ولحرية جامعاته، ولاستقلال قضائه، ولشجاعة نوابه، ولحكمه المحلي الملبي لاحتياجات الناس الخ. بهذا المستوي والفهم، ما نقوم به، هو فرض عين على كلٍ منا حسب موقعه ومهنته وخبرته.
الخطوة الأولي والأساسية هي التقاء قوى المعارضة في تحالف يقود معركة التغيير. وكما ذكرت في المقال السابق بان الصين قد ابتدعت: نظامان وبلد واحد. وهو وجود هونج كونغ الرأسمالية مع الصين الشيوعية في بلد واحد وتحت قيادة واحدة. وهو عين ما نريده من توحيد المعارضة، نريد معارضة ذات اهداف متفق عليها، في برنامج الحد الأدنى، ولكنها تستخدم وسائل متنوعة لتحقيق ذلك الهدف. وبوضوح تام، هدفنا إقامة نظام ديمقراطي تحكم فيه المؤسسات وليس الافراد. ومن اجل ذلك فلتمارس الجبهة الثورية نشاطها الثوري، ولتحضر قوى الاجتماع للانتفاضة القادمة، ولتعمل قوى نداء السودان من اجل دفع المجتمع الدولي للمساهمة في التحول الديمقراطي في السودان. كل من هذه القوى تعمل لإنجاز برنامجها الخاص وتكتيكاتها الخاصة، بينما تعمل كل القوى المعارضة مجتمعة من اجل اعداد وثائق النظام البديل، واجراء حوارات جادة للتنسيق في المعارك المشتركة. وهكذا نبني موقع المعارضة المشترك الذي ينسق المعارك العامة، بينما تسعي اطرافه لاستخدام أساليب متعددة لإنجاز برامجها، ولكنها تصب جميعها في مجري واحد كبير وقوي لإنجاز الهدف النهائي: سودان ديمقراطي.
وهنا يجب الوضوح تجاه مسألة هامة وهي حق مكونات التحالف في طرحها الخاص. فالتحالف لا يلغي ذاتية أي تنظيم. وما يطرحه أي تنظيم باسمه الخاص وفي منابره الخاصة هو حق مشروع في أي عمل جبهوي. أما ما يطرح باسم التخالف ومن خلال مناير التحالف فهو ما تتفق عليه مكونات التحالف معا. فمثلا نضال لجان المقاومة القاعدية، والصراع القانوني الذي يطرحه نبيل اديب، والاتصالات بالمجتمع الدولي لدعم التحول الديمقراطي، وحملات كشف فساد قادة النظام، واحتفاظ قوى الجبهة الثورية بسلاحها حتى يتحقق سلام حقيقي، والعمل لانتزاع النقابات من القيادات التي نصبها النظام، كلها أنشطة لا يوجد تعارض بينها.
هناك مساحات للعمل المشترك، خلال التحضير لمعارك التغيير، فقضايا بيع أراضي السودان، ورفض التدمير الشامل لمشروع الجزيرة ، وتخريب بقية المشاريع الزراعية ، وتدمير مشاريعنا العامة، وقضايا السدود، واستعادة نقاباته واتحاداته، والتعدي على نساء السودان وبناته، وتشويه نظامه التعليمي، وتدمير مؤسساته الصحية، ودعم منظمات المجتمع المدني الخ وعشرات القضايا الأخرى التي تعج بها الساحة السودانية.
نعم لا يوجد خلاف حقيقي حول توحيد المعارضة، حسب اعلانات كافة اطرافها. فقد أكدت الجبهة الثورية في بيانها الأخير تأييدها للوحدة، كما كتب عبد الواحد محمد نور قبل فترة داعيا لوحدة كافة القوى المعارضة، كما دعت قوى الاجماع لذلك ومارسته عمليا في اعلان الخلاص الوطني الذي وقع في دار الامة في بداية هذا العام، وأيضا في بيانها المشترك مع قوى نداء السودان بالداخل. المطلوب خطوة عملية شجاعة لاجتماع الجميع والتحاور بشفافية لإنجاز ذلك.
هل قمت بتبسيط المسألة أكثر من اللازم؟ لا فنحن نعرف ان المسألة صعبة ومعقدة، تعقيد واقعنا في ظل الإنقاذ، ولكن تحقيقها ليس بالمستحيل. فإننا نعيش الانقسامات والتشتت وسريان روح اليأس واللامبالاة. ونعيش دعوات التخوين والاتهامات الجزافية والعداء غير المبرر لبعضنا البعض. كما نعيش محاولات تحوير الصراع السياسي كأنه صراع بين الجماعات النيلية (وسط السودان) وجماعات الهامش، كأنما كل سكان السودان النيلي هم سبب تهميش بقية مناطق السودان، والصمت عن الفئات التي همشت سكان السودان النيلي ومناطق الهامش معا. ونعيش خلق المعارك الجانبية بين قوى المعارضة، مما يزيد من احباط بعض قطاعات شعبنا.
نعم يمكن تحقيق ذلك التحالف، فقد شاركت قوى الاجماع الوطني في نداء السودان في بدايته، وخرجت عنه في رفض لخارطة الطريق. كما ان الجبهة الثورية، حاملة السلاح، هي أحد مكونات نداء السودان، الداعي للحل السلمي. ونكرر ما قلنا بان هناك ضرورة نضالية ووطنية عاجلة لبدء الحوار، الجاد والحقيقي وبشفافية، في سبيل تكوين التحالف العريض، تحالف الحد الأدنى. وهذا التحالف ليس قاصرا على الأحزاب والحركات وانما سيشمل منظمات المجتمع المدني ولجان مناهضة السدود ورافضي تسميم البيئة جراء التعدين، ومناهضي بيع أراضيهم واراضي السودان الخ.
هنا يحق لي ان انحني بإجلال للورشة التي نظمها حزب الامة بالجزيرة حول مشروع الجزيرة. وقدمت فيها عدة أوراق علمية تعرضت بالتحليل لكافة قضايا المشروع، كما طرحت تصورها للبدائل لمستقبل المشروع. كما اشيد بحرارة بما يقوم به قطاع الخدمات الصحية بالحزب الشيوعي من لقاءات مكثفة حول قضايا الصحة في البلاد ومبادراتهم المتعددة للتصدي لمشاكل هذا القطاع الحيوي. واتمني ان تعقد بقية الأحزاب ورش مماثلة، فرادى أو مجتمعة، حول عشرات القضايا والمصائب التي تنهش في جسد شعبنا. وتقديم تخليلها العلمي وتصورها للخروج من الازمة. وهذا محال رحب للعمل المشترك بين كافة القوى السياسية والأكاديمية. وهو واجب مقدم ان تكون القوى المعارضة وسط الناس، تتفاكر معهم في كل ما يهمهم ويهم البلد. وهذه خطوة هامة لمواجهة الإحباط الذي عطل قدرات ضخمة من الحراك الإيجابي، كما انها مهمة لإعادة الثقة في الأحزاب، بعد تكرار الهجوم عليها بنها بعيدة عن هموم الناس.
هذا هو التحدي الذي يواجهنا، والذي يجب ان نتصدى له فورا. فأي استمرار لنظام الإنقاذ هو سير بخطى متسارعة نحو الهاوية، والدمار الشامل للسودان كما نعرفه حاليا. وأي تقاعس، هو جريمة في حق الوطن وفي حق الأجيال القادمة.
[email][email protected][/email]
ليوقد كل منا شمعة بدلا عن لعن الظلام!
أنسخ هذا وأرسله الى دائرة معارفك في الواتساب
وأسالهم أن يمرروها لمعارفهم? وهكذا ?
???????????????????????????????????
1. العصيان المدني المفتوح حتى سقوط النظام هو الحل
2. على المغتربين دعم العصيان ماديا بسﻼح سوداني أصيل هو ” النفير ” ، وذلك بتوفير الضروريات الحياتية: 1) للأسرة الممتدة و 2 ) لغير المقتدرين في الحي الذي يسكنونه . وللمقتدرين جدا منهم التبرع في صندوق قومي لتمويل العصيان المدني.
3. على كل أحزاب وقوى المعارضة الشريفة أصدار بيانات تتعهد فيها بان كل من يتم فصله بسبب مشاركته في العصيان المدني المفتوح ستتم أعادته الى منصبه بأثر رجعي بمجرد سقوط نظام النازية المتأسلمة.
4. يجب أن نفعل كلنا كل ما نستطيع لهزيمة ذريعة ورهان النظام الذي يقول: “ديل عمرهم ما حيثوروا ﻻنهم خايفين من الرفد وقطع الرزق والجوع والعطش والفلس!”
5. اﻷجدى للمبادرين بالمحاولة تلو اﻷخرى لتوحيد العمل المعارض اﻹنضمام الى مبادرات سابقة اكثر إحتوائية، آخرها ما ورد بتفصيل في معرض المداخﻼت على مقال عبد الواحد محمد نور هذا في الراكوبة قبل أسبوع
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-304648.htm
تجد تحت المقال أدناه خطوات التنفيذ المحكم للعصيان.
https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-89127.htm
ليوقد كل منا شمعة بدلا عن لعن الظلام!
أنسخ هذا وأرسله الى دائرة معارفك في الواتساب
وأسالهم أن يمرروها لمعارفهم? وهكذا ?
???????????????????????????????????
1. العصيان المدني المفتوح حتى سقوط النظام هو الحل
2. على المغتربين دعم العصيان ماديا بسﻼح سوداني أصيل هو ” النفير ” ، وذلك بتوفير الضروريات الحياتية: 1) للأسرة الممتدة و 2 ) لغير المقتدرين في الحي الذي يسكنونه . وللمقتدرين جدا منهم التبرع في صندوق قومي لتمويل العصيان المدني.
3. على كل أحزاب وقوى المعارضة الشريفة أصدار بيانات تتعهد فيها بان كل من يتم فصله بسبب مشاركته في العصيان المدني المفتوح ستتم أعادته الى منصبه بأثر رجعي بمجرد سقوط نظام النازية المتأسلمة.
4. يجب أن نفعل كلنا كل ما نستطيع لهزيمة ذريعة ورهان النظام الذي يقول: “ديل عمرهم ما حيثوروا ﻻنهم خايفين من الرفد وقطع الرزق والجوع والعطش والفلس!”
5. اﻷجدى للمبادرين بالمحاولة تلو اﻷخرى لتوحيد العمل المعارض اﻹنضمام الى مبادرات سابقة اكثر إحتوائية، آخرها ما ورد بتفصيل في معرض المداخﻼت على مقال عبد الواحد محمد نور هذا في الراكوبة قبل أسبوع
https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-304648.htm
تجد تحت المقال أدناه خطوات التنفيذ المحكم للعصيان.
https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-89127.htm