“براقش” الحكومة وسياسة الإرضاءات الحزبية والتمكين السياسي

⊙ “على أهلها جنت براقش”:
🔵 “براقش” الحكومة وضياع أمانة التكليف بسبب التمكين السياسي..
✍ يقول المثل: “على أهلها جنت براقش..” وبراقش هذه، اسم لكلبة كانت عند قوم من العرب، نبحت على جيش مرّ بقومها ولم يشعر بهم وهم يختبئون منه، ولكن عندما سمع الجيش نباح براقش، علموا أن أهلها بقربها، فرجعوا عليهم فقتلوهم وقتلوها، فصارت مثلاً.
✍ نتيجة لسياسة “التمكين الحزبي”، و “تزكيات المصالح” و “محاباة الأقارب”، فشلت الحكومة في إسناد مواقع ادارية بمؤسسات الوطن المختلفة، لكوادر مؤهلة ذات مؤسسية وتخصصية متميّزة نزيهة، تمتلك الحس الوطني العالي، وتحمل همّ شعبها وأرضها، وتبذُل دمها من أجل مستقبل البلاد، وتكون قيادات بحق وحقيقة، تستطيع أن تُضيف ليس للوطن وحده، بل حتى للساحة الإفريقية والعربية، بصمات ناجحة يُخلّدها التاريخ، وأتت الحكومة بمسؤولين صاروا عبئاً على الوطن ومواطنيه، بدلاً من أن ينصرفوا للتنمية والنهوض بالبلاد، انصرفت الدولة بسببهم لحل الأزمات الداخلية التي تسببوا فيها، وزراء ومدراء، إنتقل الواحد منهم في عدة مواقع إدارية وتبوأ أكثر من منصب تنفيذي على مدى سنوات،
وحصيلته في تنفيذ برنامج تنموية بكل مواقع المسؤولية التي تقلّدها، أفقر ماتكون، إن لم تكن منعدمة..
✍ بعدت المسافة ما بين الشعب والحكومة، وإتّسعت دائرة الشقاق بينهما، وتقطّعت حبال الثقة، وأصبح الشعب غير متعاون بالمرّة، وهذه خسارة فادحة للحكومة تسببت فيها بنفسها، حين غفلت عن نداءات المطالبة بالتغيير والإصلاح، وانشغلت بحماية منسوبيها، أكثر من حماية شعبها،
تدفع الآن الحكومة، ثمن فداحة خطئها،
وما أعظمه من ثمن، وما أكبرها من خسارة..
أن تُغرّد الدولة خارج أوتار أحاسيس شعبها..
✍ الشعب السوداني، شعب طيّب، لا يهمّه من يحكمه، بقدر ما يهمّه من يوفر له سبل الحياة الكريمة، من الغذاء والتعليم والصحة والأمن والاستقرار،
هو شعب لا يبحث عن الرفاهية والترف، ولا ينشد السلطة والمناصب، هو شعب قد يحيا فقيراً بأبسط الإمكانيات، إن أحسّ بالاحترام والكرامة ولم يتعرض للظلم والإستفزاز..
✍ رفضت الحكومة، تغيير ولاة ولايات، تسببوا في مشاكل جمّة بولاياتهم، فقبلت بالغضب والسخط من مواطني ولاياتها، ولم تُحرّك ساكناً لتغييرهم، وزراء ومدراء أبقتهم في مناصبهم، مع غياب لمخرجاتهم التنموية،
وفقر امكانياتهم الذاتية في تسيير أمور العباد والبلاد..
✍ وفي سبيل الإرضاء الحزبي ضاع الحس الوطني.. وضاعت أمانة التكليف..
✍ إسناد الأمر ببلادنا لمن افتقدوا المؤسسية والتخصصية والتأهيل الإداري، أصبحت من المظاهر المتفشية في معظم مواقع المسؤولية، فبينما نفذ صبر الموظفين، والمواطنين المغلوب على أمرهم، من انتظار الفرج، وتحسين الأوضاع، مازال يعشم الحزب الحاكم، في مسؤوليه الاصلاح والنجاح، وهو يعلم تماماً استحالة تنفيذ أي برامج تنموية في ظل عدم التخصصية وغياب المؤسسية، وفقر الكوادر البشرية من أبجديات التنمية البشرية، واسناد الأمر لغير أهله..
✍ ضُيّعت الأمانة، حين لم يتعلّم بعض المسؤولين، من وزراء ومدراء أدب الإستقالة، وتقديمها عند الأزمات التي يُفشل في حلها، رغم وجود أخطاء فادحة وقعوا فيها هدّدت حياة المواطنين، تسبب بعضها في تهديد حياة المواطنين، وكلّف بعضها الوطن الكثير من إهدار الميزانيات والطاقات، وضياع مجهودات سنين خلت من قبلهم، لم يتعلموا أدب الإستقالة، بل “كنكشوا” في مواقعهم،
ولم يتعظوا بسنوات خدمتهم، للإصلاح وتقديم ما يفيد، جُلّ ما يُشغل بالهم، إرضاء المسؤولين ليتمّ التمديد والتجديد لهم..
✍ في رواية للإمام البخاري، أنّ رجلاً، سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عن علامات الساعة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال الرجل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟
قال:إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”..
✍ فهل علامات الساعة و قيام يوم القيامة، قد بدأ ظهورها بالسودان..؟!
✍ #علي_جعفر (بابا)