“مجتمع مشوه”

لا ألوم أجيال اليوم، في كل تصرفاتهم، باعتبارهم نشأوا وسط تشوهات سياسية، واقتصادية واجتماعية.
ومع هؤلاء لا أرى مستقبلاً مشرقاً للسودان، لأن الإنسان القويم هو أساس التنمية والتطور، وهو ما فعلته الدول التي خططت لتكون في مصاف الدول، بالارتقاء بالبشر “أخلاقياً” في المقام الأول.
وعلى العكس، يقبع الإنسان في آخر اهتمامات الأنظمة الحاكمة التي مرت على السودان، وهو ما ينذر بالخطر، بتفريخ أجيال لا تقوى على الصمود أمام مصاعب الحياة.
وخير شاهد على إننا نعيش “أزمة أخلاق”، ما يحدث يومياً في أسواقنا وشوارعنا و…، كان آخرها ما عايشته قبل يومين بسوق بحري، من فوضى؛ تسبب فيها طلاب معهد الدراسات المصرفية، والتي انطلقت من أمام كافتيريا علي إبراهيم للعرديب، وإمتدت للمحال المحيطة بالمحطة الوسطى، وهو ما أدى إلى تكسير عدد من كراسي بائعات الشاي.
وعندما استسفرت عن الدوافع، قال أحدهم “إنها كانت بسبب مبلغ 120 جنيهاً”، وهو الأمر الذي استبعدته، ورجح آخر أن الحادثة لا تخلو من نزاع حول أنثى، وزاد في حديثه “أسي تلقى البت راقدة في سريرها، وما جايبة خبر، والعوراء ديل بيتشاكلوا”.
وعلى صعيد آخر، لفت انتباهي (أمس الأول) شاب في مقتبل العمر، يبدو أنه يعاني من شلل، يجلس في الركن الشمالي من فندق السلام روتانا، ويضع أمامه جهاز إستريو، ويستمع إلى الغناء، وينتظر في ذات الوقت مساعدات الخيرين، وهي طريقة جديدة لم أحظ بمشاهدتها..ابتسمت وتخيّلت أن شخصاً توقف أمام المتسول، وأمطره بوابل من الرقصات، قبل أن يفاجئه بـ(أها دي مساهمتي معاك..ربنا يعينك)..

أخيراً : “مع الأسف .. عايرة وأدوها سوط”..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..