السياسة الخارجية السودانية والأخطاء الإستراتيجية

تابعت عن كثب التحركات الدبلوماسية السودانيةو ماشابها من تخبط وتناقض وإنبطاح ابتداءمن زيارة وزير الخارجيةو مساعدالبشيرإلي أمريكاوجولات البشير الماكوكيةإلي دول الخليج وزيارته الخاصةإلي دولةالإمارات ثم حضوره للقمةالإقتصادية بشرم الشيخ وزيارته الأخيرةإلي السعوديةبدعوةمن الملك سلمان وأخيرآ حضوره للقمةالعربيةبالقاهرة
لم يكن المواطن البسيط المغلوب علي أمره يدرك كنه كل هذه التحركات وماوراءها من أجندةكما لم يكن المواطن المهموم بلقمةالعيش أن يتنبأ بحجم الكارثةالتي قد تنجم نتيجةلكل تلك التحركات حيث أصبحت البلاد تدار من واشنطون والرياض وأبوظبي والقاهرة.
ولماكان البشير يبحث عن مخرج يسقط عنه وعن نظامه شبح الملاحقة القضائيةمن قبل المحكمةالجنائيةالدولية ظل يستجيب لكل مامن شأنه يحقق ذلك الهدف ولم تكن براءته من التنظيم الدولي لجماعةالإخوان المسلمين في منأي عن ذلك قبيل مغادرته أبوظبي حيث أدلي بتصريح مثير للدهشةمفاده أنه لاصلةله ولنظامه بالإخوان المسلمين ويأتي كل هذا في صياغ رضي الأمريكان ومخالفةالرحمن ونفي أي تقارب بينه وبين التنظيمات الإسلاميةوعلي رأسها المؤتمرالشعبي الذي أسسه الدكتورحسن الترابي مفجر ثورة89يونيو ومن بعدذلك دخل البشير تحالف الخليج المناهض للحركات الإسلامية والمعادي للإسلاميين في كل العالم والرامي إلي إجهاض ثورات الربيع العربي غير أن الأدهي والأمر ذهاب البشير إلي القاهرة وتحالفه مع السيسي ضد جماعةالإخوان المسلمين القابعةفي السجون والمعتقلات المصرية بيد أن البشير فاجأ الجميع بدخوله التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن
إن البشير نسي تمامآ بأنه هوالقاتل لشعبه في دارفور والنيل الأزرق وكردفان وجبال النوبة ونسي أيضآ بأنه قد تسبب في نزوح الملايين من أبناء شعبه كماشردالملايين خارج الوطن حتي فضل بعض السودانيين الإقامةفي إسرائيل بدلآ من جحيم السودان الذي أصبح لايطاق بسبب سياسات نظامه ولكن مع ذلك يدخل البشير التحالف العسكري الذي يمثل الواجهةالعسكرية للثورات المضادة لثورات الربيع العربي بقيادةالسعودية
ولعل المقابل هو منح البشير بعض الدولارات والوعود الزائفة للسعي من أجل إسقاط التهم الموجهة إليه وإلغاء مذكرةالإعتقال الصادرة بحقه وعددا من قادةنظامه.فضلآ عن إعطاء ضمانات للبشير بإعادته إلي السلطة في حال إطاحةالجبهةالثوريةبنظامه كما تلقي البشير وعدآ بالإعتراف بنتائج الإنتخابات التي ستجري في البلاد في وقت لاحق والتي سيزورها البشير كسابقاتها
هذا كله فتح شهيةالبشير للإستجابة الفوريةلكل طلبات أمريكا أثناء زيارةوزيرالخارجيةإلي واشنطون كما جاءت إستجابةالبشير لأميرالإمارات وللسيسي و سلمان فدفع البشير بستةألآف جندي ومقاتلات حربية الي اليمن دون أن يرجع إلي ممثلين الشعب وأسر الجنود الذين زج بهم في تلك الحرب الجائرةالتي لاناقةلنا فيها ولاجمل وخسرالسودان علاقاته الإستراتيجية مع إيران ومحور المقاومة.
[email][email protected][/email]