عرضحال… هاتف غيداء … الجوع … بت العمده!!!

عرضحال… هاتف غيداء …والجوع ….وبت العمدة !!!
لم تكن الطفلة الوسيمه غيداء تدرك ان هاتفها الانيق والاحدث الذي كسبته في مسابقة بتلفزيون حليجي ستكون له قصة اخري علي طرف اخر غير فرحها واسرتها به وما زاد من الفرح بالجائزة انها جاءت عبر منافسات من اطياف مختلفه تحكرت هي علي صدارتهم ليس بوسامتها وحسب وانما بذكائها ومخزون عقلها المعلوماتي وهي بعد في مرحلة الاساس وظل هاتفها انيسها في اوقات الفراغ الي ان ذهبت للاجازة الي مدينتها الشرقية بالسودان وبدا تلفونها لحداثته حديث المجتمع من حولها مما زاد حرصها عليه رغم تحركاتها مع اسرتها لزيارات الاهل وصلا لاواصر الرحم حتي لا تعمل الغربه في هذه الاجيال عملها فنفقد واحدة من ابرز سماتنا الاجتماعية والذي بدات تمزقه ازمات الوطن المتلاحقه مما يجعل الوطن كله في مهب الريح !!!
وفي ذات يوم وفي زيارة معتادة ولزحمة الركاب نسيت اليافعه وحيدها الاثير الي قلبها ومن موقف مواصلات وسط المدينة اخذت سيارة باتجاه حي المطار وما ان وصلت لمنزل خالتها هناك حتي افنقدت وحيدها الاثير والذي ينقلها الي عوالم رحبة حين يضيق كونها الصغير فاعلمت اسرتها وهي حزينة كسيرة الخاطرة تكفكف دمعا تغالبه ويغالبها ودقات قلبها في تزايد وبحسن نية بيضاء كردة فعل أوليه سالوها تتذكري من كان بجوارك في الحافلة ردت بكلام متقطع تخالجه التنهدات ( راجل كبير عجوز تعبان ) وكانت الخطوة التالية بحسن نية اكثر لان الكبار يدركون متغيرات الظروف وبتردد شديد اتصلوا علي رقم الهاتف عسي ولعل ان يكون بالطرف اخر مجيب حقيقي وليس ساخرا ( انا الحرامي ) كما اعتاد الناس !!!
كانت المفاجأة ان رد عليهم صوت متحشرج كأنه ينازع سكرات الموت او انه يعمل في عمل مجهد وبصعوبة بالغه التقطوا منه الكلمات ( ايوه التلفون معي وجدته في الحافله ما قدرت احصلكم انا جنب كشك التسجيلات تعالوا فطروني والله من امس ما اكلت عائش علي الموية الزرقه ودي زاتا وسخانه غايتو راجين يومنا وادوني الفي النصيب انا ما حرامي)
فنما كان من الاسرة الا وحثوا الخطي العجلي الي حيث قال ربما يموت هذا الرجل او يؤخذ للمستشفي من الاعياء وهناك بالضبط وجدوه يكاد ينزع من شدة الجوع والتعب ذهبوا به الي احد الاكشاك واكل حتي الشبع وتجشأ متحدثا لهم والله يمكن سنة ( ما ادشيت دشوة زي دي عفارم عليكم وعلي الزفر بارك الله فيكم ) وبعد حساب الكشك اعطوه مئة الف جنية رد قائلا ( بارك الله فيكم يا حي نامن نكملا ) كان ذلك قبل عقد من الزمان !!!وحينما ودعوه مازحهم بلهجة ساخرة كعادتهم ( يا ربي عمر البشير جاع مرة زي كدا ) مجاوبا نفسه ( ايه يجوع وين لو كان جاع كان عرف الله حق وكان عرف مكانا)مواصلا ( غايتو يشيل شيلتو يوم الموقف العظيم ما عافين شئ )!!! هذه هي كل حيلة اهلنا الطيبين في توحيدهم تسرية للنفس وتسلية علي مصابهم عسي لهذه التسرية ان ترتق فتقا في محنتهم المتطاولة ولا يحس احد بها للاسف الشديد !!!
ايضا قبل عقد من الزمان وفي مقابله في برنامج بالتلفزيون القومي مع امونه بت العمدة من نواحي نهر النيل سألوها عن عمودية والدها ردت بفصاحة وسخرية ( الله قادر ابوي كان فاري توبه ومغطي الناس كلها يصحي اول زول ويتعشي وينوم اخر زول ) وسالوها (لماذا يتعشي اخر زول وينوم اخر زول ) ردت وهي تضحك ضحكة رضا ( عشان الما اتعشي والماعندو وعابر السبيل يتعشي معاه وما ينوم الا ويطمئن علي سلامة الناس وامانهم ) سالوها الان الامور كيف ) ردت بضحكة صفراء ساخرة ( الله قادر يا هم ديك شيتهم ضاربه لا رب السما وياكلوها مغمسة في عسل النحل ) !!!

سيف الدين خواجه
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..