ولاية حافية الاقدام

نبض المجالس

لم تتعظ حكومة ولاية الخرطوم ولم تقف لتتامل في تجاربها السابقة فهى وبلامبالاة قد ظلت تسقط بجدارة في امتحاناتها الموسمية (المكشوفة ) ذات كل خريف فلم يعد مجديا ان يعاد لها ذات الامتحان السنوي عاما بعد اخر وهكذا كان ديدن ولاة امر ها .. السقوط في اول بركة (خريفية) فكان عصيا لها ان تعبر بسلام الى بر الامان او باقل الخسائر ..لانه كلما امطرت سماء الخرطوم كلما حبست (الولاية) انفاسها وانكشفت عوراتها وسقطت (اقنعتها) وباتت (عارية) وحافية الاقدام كعجوز شمطاء طاعنة في السن لا يهمها كثيرا ان تمشي حافية او عارية ..مع ان كل عواصم الدنيا تتجدد افكارها وتتحلى باجمل الثياب والرقي والنظافة .
هكذا هو السيناريو (المكرور) والازمة المستوطنة ..فحكومة الولاية يبدو انها لا تؤمن الا بسياسة (الارتجال) او الحلول والقرارات التي تتخذ على عجل دون الارتكاز على خطة او رؤية استراتيجية او حتى نظام للطواري مخصص لمواجهة اي مخاطر او كوارث يمكن ان تخلفها السيول والامطار , ولهذا فان ضعف بنية الطرق وقلة المعابر والجسور بولاية الخرطوم خصوصا مع غياب هذه الخطط الاستراتيجية سيكلف الدولة كثيرا باختلال دولاب العمل في مؤسساتها بسبب الانقطاع وتعطل حركة الموظفين والعاملين بهذه المؤسسات لانه مع كل موسم امطار تتحول كل او معظم مناطق الولاية وكانها جزر معزولة او بالاحرى الى كتل بشرية يصعب التواصل بينها , وربما كانت منطقة الريف الجنوبي لمحلية امدرمان وتحديدا منطقة الصالحة وقراها المتناثرة هى النموذج الاسوا في تعامل الحكومة مع معطيات الواقع هناك , فهذه المنطقة ظلت ومنذ سنوات عديدة تتضاعف عندها المعاناة وتتازم المشكلات وتغيب عنها الحلول والمعالجات رغم ان السلطات المحلية والولائية ظلت هى الاخرى تضخ باستمرار المواعيد والعهود (السراب) برصف الطرق وفتح المصارف وتشييد الردميات (الترابية) وبالقدر الذي يلبى الحد الادنى للتواصل والخروج من دائرة العزلة السنوية التي تجد فيها المنطقة انها (مجبرة) للدخول فيها.. فغياب الطرق وحتى الردميات تشكل هاجسا كبيرا لكافة مواطني الريف الجنوبي بامدرمان بدليل ان الامطار الاخيرة ضاعفت من معاناة الاسر حيث تاثرت ايرادات ومداخيل هذه الاسر لان هذه الامطار اجبرت المئات وربما الالاف من المواطنين والموظفين والتجار وحتى اصحاب المهن الهامشية من سكان الريف الجنوبي لامدرمان اجبرتهم على عدم التحرك فباتوا (مقعدين) مع ان توفير قوتهم رهين بخروجهم من بيوتهم والتحرك الى مواقع اخرى .
واكثر ما تحتاجه هذه المنطقة وبشكل عاجل ان تمتد اليها يد الحكومة لدعم وتمويل وتنفيذ مشروعات الطرق (المؤجلة) , وربما لم يتاتى ذلك ان لم تكن هناك ارادة جديدة من قبل حكومة الولاية ومحلية امدرمات وتلاحقها ارادة شعبية جادة وواعية بحقوقها وواجباتها تجاه مواطنيها ..فهل يمكن تعيد حكومة الولاية نظرتها تجاه قضايا ومطالب سكان الريف الجنوبي لامدرمان ؟ وهنا لابد من سؤال مشروع نعيد انتاجه من جديد ونطلقه همسا وجهرا امام السيد والي (الخرطوم) ..اين ذهبت مخرجات مؤتمرات تنمية الريف ؟! .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..