الكهول مراهقون!

خطرفات ذاتية
في كل مجتمع على وجه هذه الارض، تتمايز الفئات العمرية فيما بينها باشياء كثيرة، ويندرج تباين”الاهتمامات والاولويات” لكل فئة تحت مظلة الخصوصية العمرية ومتطلباتها، وبالتالي تختلف هموم الاطفال واحلامهم عن قضايا الشباب وتطلعاتهم، وهكذا يسري التسلسل الهرمي البيولوجي صعودا الي أكبر الاعمار، والطبيعي في عالم الانسان انه كل ما تقدم به العمر، ارتقى فِكْره وكَبُرَ فَهمه وتَهذبَ سلوكه وسمأ هدفه في الكون بفعل خبرته الطويلة في الحياة.
يؤسفني القول ان هذه “القاعدة الكونية” مهددة بالتلاشي والزوال في مجتمعنا الجنوبي، كيف لا وعددا مقدراً من بني قومنا “الكبار” كلما زادت اعمارهم ازدادوا جهلا وتخلفا، بل وتتهور افعالهم اكثر فأكثر، اذ لم تعد “هَمومهم ” ترقى الي مستوى يناسب اعمارهم المتقدمة، وكل يوم يزيد ايماني بصحة المثل القائل (خربانة من كبارها).
في يوم عيد “الشهيد” الذي ودعناه بايام قلائل، “30 يوليو” الشهر الماضي، ذهبت كما غيري الي احدى الميادين المجاورة للحي لاحتفل مع المحتفلين بهذا اليوم العظيم، واتخذت لنفسي مكانا مناسبا بجانب الميدان يتيح لي حسن المشاهدة لجميل الرقصات الشعبية المتنوعة التي يزخر بها تراثنا الجنوبي، و”الجنس اللطيف” كعادتها في هكذا مناسبات، تحاول جاهدة استعراض امكانياتها الجمالية من خلال تحسين مظهرها بما جادت بها بيوتات الازياء والموضة العالمية، وهذا من حقها بالتاكيد، الا ان “مظهرها” هذا جلب لها شياطين الانس من ذوي المراهقة المتأخرة، ولك ان تتخيل عزيزي القارئ! منظر “كهل” اشيب الراس يطارد بلهفة غريبة فتاة في عمر حفيدته ويضّيق عليها المكان بطريقة تصل حد التحرش! وهو يمني نفسه باقامة علاقة حب معها!، بأي منطق؟ انا لا ادري!.
ودائما أمثال هؤلاء تجدهم على النقيض مع “الشباب” حتى وان كانوا ابناءهم، فالأب “المزواج” مثلاً غالبا ما يجعل من (ابن صلبه) عدواً لدوداً له، فهو لا يرى فيه سوى رجل عاطل يضايقه أمواله التي لا تكفي حاجتهما الاثنين في النساء.
بالطبع لم ادع حادثة الميدان تمر مرور الكرام، فلقد تعرضت طريق احد المتحرشين “عفواً” اقصد احد كبار المراهقين تربطني به معرفة سطحية، استفسرته بكل لطف عن سلوكهم الغريب الذي لا يليق مطلقا مع اشخاص في مقام حضرتهم؟، قال لي بذات اللطف نفسه: انت مخطئ يا سيد، لا يفترض ان يكون للرجل عمرا محددا يحده من عشق النساء، واضاف: اي رجل “سوي” في هذه الدنيا ينظر الي امراة جميلة ولا يحرك ذلك في نفسه شيئاً! فعليه ان يتحسس رجولته، اجيته مقاطعا، لا، صاحبي! بل قل عليه ان يختبر مدى حمار…، لم اشأ ان اُكمِل لان جملة ” عليه ان يختبر مدى “حماريته” ستوقع فيما بيننا معركة محتومة في غير معترك، طبعا مع كامل اعتذاري لمعشر الحمير.
في الختام اعتقد ان ظاهرة المراهقة المتاخرة التي يعيشها بعض (كهول قومنا) ظاهرة تستحق الدراسة، فمراهقتهم الشتراء لم تعد تفسد السياسة وحدها، وهذه دعوة مجانية اوجهها لعلماء الأنثروبولوجيا كي يهتموا بالأمر.
ألقاكم.
جوبا/ صحيفة الموقف
[email][email protected][/email]
انت ما سمعت ببتاع حكومة البحر الاحمر القبضوه مع اربعة بنات صغيرات فى شقة وعريان ميطى وكمان فى شهر رمضان.
انت ما سمعت ببتاع حكومة البحر الاحمر القبضوه مع اربعة بنات صغيرات فى شقة وعريان ميطى وكمان فى شهر رمضان.