و يقول … يا ليتني ما كنت وزيراً !!

بارك الله في رجل أنفع و استنفع !
(حديث طفيلي)
@ في زمن الانقاذ أصبح الوزراء و وزراء الدولة ومن هم بدرجة الوزير اتحاديا أو ولائيا ، عدد لا يمكن حصره و أصبح منصب الوزير لا يثير إلا الإشمئزاز و الاحتقار لأنها مواقع للمحاصصة و ليست لخدمة الشعب . كل (الفرحانين) الذين استوزروا لأول مرة أصيبوا بخيبة أمل لأنهم شربوا المقلب و تلوثوا بسوآت النظام و حسب عليهم ذلك تاريخيا و لم يحققوا من خلاله أي مصلحة لأنفسهم و لغيرهم سوي أن غالبيتهم تورط في عمليات (هايفة) مثل من باع انقاض مباني تتبع لوزارته و آخر تصرف في بيع الاثاثات و اجهزة الحاسوب و المكيفات ليبلع الطعم و يصبح وزير لا يتستحق إلا مزيد من المرمطة و المسح بالواطة بإجباره إطلاق التصريحات (القذرة) المستفزة حتي يثير إحتقار الناس عليه ، كل هذا بسبب أن الوزارات السيادية هي التي عليها الرك و لا تمنح ل (الكشي مشي) و هي الوزارات التي فيها الفائدة من خلال السفر الدولاري و الحوافز المليارية و السكن المجاني الفاخر والعضوية الدائمة في عدد من مجالس الادارات و معاش دي لوكس و علاج مجاني بالخارج و الحج السوبر المجاني لجميع افراد الاسرة و الاصدقاء .
@ أكثر الوزراء الذين شربوا مقالب الانقاذ من احزاب التوالي و الحوار الوطني اولئك الذين تم تعيينهم في وزارت حسبوها ذات شأن وجدوا أنفسهم مجرد وزراء تحت رحمة من هو صغير عمرا و ضعيف تجربة ولكنه بارع في تنفيذ التوجيهات برفع التقارير عن وزيره (المريس و متيس) الذي لا يستطع ان يوقع علي قرار منح اجازة محلية إلا بتوجيه هولاء الذين عرفوا بإسم (الجربوكسات) ناقلي الحركة و الحراك . هؤلاء الوزراء لا تملك إلا أن ترثي لحالهم ، لا حول ولا قوة لهم . بعض الوزارات تم تفريغها من كل الصلاحيات و اصبحت مباني بلا معاني مثل وزارة التجارة والتي تنسب الي وزارات القطاع الإقتصادي بحكم ما كان و كل من تعاقب عليها لا دور لهم و لا بصمة في القرار الاقتصادي لأنهم وزراء بلا صلاحيات و الحسنة الوحيدة التي تجعلهم يصبرون علي كرسي الوزارة هو السفر الي جنيف بحجة الانضمام لمنظمة التجارة و السفر الي دول الكوميسا و الحج المجاني ..بعض الوزارات حال وزرائها يغني عن السئوال حتي أن مال التسيير لا يفي بواجبات الضيافة و البركة فقط في العربة اللاندكروزر و الاستمتاع بعبارات الوزير جاء و الوزير ما جاء والوزير (مرضان).
@ هنالك بعض الوزارات ، تحسبها عديمة الفائدة ماديا و لكنها و تبعا للتحولات الاقتصادية أصبحت ذات موارد عالية و تحولت الي بزنيس جديد بعد أن سًمح للوزراء و المدراء بأن (يتصرفوا) في سد النقص و اللجوء الي موارد بالفهلوة خاصة بعد تصريح والي الخرطوم بأن كل الحتات باعوها ليصبح وزير الاسكان الولائي جالس في الراكوبة و مثله ايضا وزير البيئة و وزراء الثقافة و الاعلام وحتي وزير المالية الذي تأثر بالإنهيار الإقتصادي للدولة . الموعودون بحقيبة وزارية من الحزب الحاكم و احزاب الحوار الوطني عليهم التفكير ألف مرة قبل الموافقة بقبول أي حقيبة لجهة أن هنالك وزراء تورطوا في حقيبة أصابتهم بالفقر والنحس و خيبات الامل لم يجدوا فيها (نفاخ النار) بعد أن ذاق عسالتها و (لحسها) وزراء التمكين السابقين لتصبح وزارات للشهرة فقط و الوزارات السيادية لا يمكن الوصول إليها حاليا سيما و أن هنالك تنافس شرس عليها من اركان النظام بعد أن صغرت كيكة الحكم و اصبح الصراع علي الفتات مثل صراع الدهابة علي تراب الذهب. من منطق الفائدة يصبح الاستوزار في الاقاليم عديم الفائدة خاصة إذا كان وزيرا في ولاية الجزيرة التي أصبح واليها هو الوالي و هو الوزير و هو الرئيس وتحول الوزراء لاشبه بالديكورات و ليس في استطاعة الوزير التبرع بجوال سكر لمأتم إلا من ماله الخاص.
@ وسط هذا الكم الهائل من الوزارات الاتحادية و الولائية ماعدا الوزارات السيادية يصبح خيار الصفر هو القبول بالحقيبة الوزارية و التصرف بحرفنة مع اركانحرب الوزارة من مدراء و كبار موظفين لخلق مواقع مرطبة بطريقة اولاد بمبا (شغل عقلك تأكل ملبن) أو العمل بالحديث الطفيلي أعلاه (بارك الله في رجل أنْفَعَ و استنفع) بترك المساعدين (يتصرفوا ) و (تنقطهم بسكاتك) طالما الحافز واصل بالمظروف. ما يحدث في مدارس ولاية الخرطوم مثال واضح لتحول بعض المدارس الي (بزنيس) جديد ، لا أعتقد أن هذا يتم بدون موافقة الوزير الذي في عهده قفزت الرسوم المدرسية الي مبالغ ضخمة في مدارس حكومية تم استغلال ما وضعه الوزير الاسبق محمد الشيخ مدني بإقامة فصول نموذجية لتحفيز الاساتذة و القفز بالعملية التعليمية و لكن الامر اتخذ منحي تجاري بتقسيم تلك الفصول الحكومية الي مدارس نموذجية (أ) برسوم 6 الف جنيه و (ب) برسوم 4 الف جنيه و مبلغ 10 الف في بعض المدارس لقبول تلاميذ الصف الاول أساس حكومي و لا أحد يعلم أين تذهب تلك المبالغ الضخمة التي لا تخضع للمراجعة و الفصول تنهار علي التلاميذ ، هل للوزير نصيب في هذا (البزينس ) لشراء صمته أم أنه لا يعلم ، في كلا الحالتين فالمصيبة أعظم ،، استقيل يا وزير فهو أرحم لك ولنا .
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..