القضارف .. وتستمر المعاناة .. أين الجازولين ..؟

في المقال السابق تحت عنوان( القضارف .. ماذا يحدث للموسم الزراعي ؟ ) والذي نشرته الراكوبة ، بتاريخ 8/8/2018، كان الحديث عن بوادر فشل الموسم الزراعي الحالي ، بولاية القضارف ، كبرى الولايات المنتجة لمحاصيل الصادر والغذاء بالسودان ، ووصفنا الحدث بالهام والخطير .. وقلنا انه ربما يكون اخطر واهم الاحداث هذه الأيام ، وذلك للعواقب التي ستترتب على ذلك ، حال فشل الموسم ، لعدم توفر الجازولين ، الضروري لانجاح العمليات الزراعية وغيرها ..!!
متابعة لهذا الموضوع الخطير في اعتقادي .. حرصت على متابعة الحلقة الثانية من ( برنامج سنابل ) وجلبت لكم الفيديو الخاص بها للتوثيق ، وتضمنت الحلقة المذكورة من ولاية القضارف ، تكملة لافادات المزارعين ، وكذلك إفادات بعض المسئولين في إدارة الزراعة الالية ، وكذلك بالطبع تكملة افادة الوالي ? التي لا تهمنا كثيرا ? بقدر ما يهمنا كلام أصحاب الوجعة الحقيقيون .. المزارعين المساكين ..!!
كما ستشاهدون في هذا الفيديو ابتداءا من الدقيقة ( 25 ) تكلم المزارعون المستطلعون ، بكثير من الأسف والحسرة ، على بوادر ضياع الموسم الزراعي .. بسبب الجازولين ..
رئيس لجنة توزيع الجازولين السيد / أحمد عبد الرحيم العوض ، قال وبدهشة أن وفدا من وزارة الطاقة ، جاء لزيارتهم .. وذكر لهم انه قد تم تخصيص وتوزيع كميات اكبر من حوجة الولاية قبل بداية الموسم .. !! وهنا كان استغراب رئيس لجنة توزيع الجازولين .. ونحن معه
هذه الكميات .. ( مكانها وين ؟ ) ، وهذا الوفد القادم من وزارة الطاقة معلوماته هذه مؤثقة وباحصاءات ام ماذا ؟
وهنا يطل الفساد بوجهه القبيح ، خاصة وان احد المزارعين قال أن كل 40 او 50 مزارع ربما يحصلون على 5 براميل من الجازولين ، اذا وجدت بالسعر المقرر لها ، بواقع 960 جنيه ( بالقديم ) للبرميل .. في حين انه اذا أراد احدهم شراء 1000 برميل من السوق السوداء ، فهي متوفرة وبسعر 6500 الي 7000 جنيه ( بالقديم ) للبرميل …!!
وهنا ربما وجدنا الإجابة المفقودة للسؤال عن الكميات المفقودة ( مكانها وين ..؟ ) ..
وهنا لابد من الإشارة لحديث مبارك الفاضل ? وزير الاستثمار ، رئيس القطاع الاقتصادي .. قبل أسابيع ، حينما كان ضيفا على برنامج (سبت أخضر ) ، والذي صرح فيه أن الازمة في السودان سببها سياسي وليس اقتصادي ، وكان مما كشفه في هذا اللقاء ، ما قاله عن توزيع الوقود .. حيث بين أن :
? الزراعة مخصص لها 7% من كوتة الوقود
? الكهرباء مخصص لها 15% من كوتة الوقود
? السيارات مخصص لها 6% من كوتة الوقود
? الامن والقوات مخصص لها 2% من كوتة الوقود
? النقل والترحيل مخصص له 58% من كوتة الوقود
ومن هذا التوزيع ، يمكن ببساطة معرفة اين الثغرات التي يتم منها تهريب المحروقات في الداخل والي خارج حدود السودان ..!!1 واذكر انه قال ( رفعنا الدعم عن القمح ، فارتفعت الأسعار في الكاميرون ..!!! ) ..
نخلص اذا الى أن ازمة الموسم الزراعي في ولاية القضارف ، سببها شبهة فساد بينة .. لاهل الجشع والقطط السمان الذين لا يهمهم سوى النهب والسرقة والفساد ، ويتناسون متعمدين او عن جهل .. خطورة فشل الموسم الزراعي في ولاية القضارف .. وتبعاته الخطيرة والخطيرة جدا ..!!