(حميدة) والقرار الازمة ..!

نبض المجالس
لا ادري والله ما هى الفلسفة او العبقرية التي دفعت بالبروفيسر مامون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم لحرمان كل الكوادر الطبية السودانية التي تتعاطى “التبغ او التمباك” من الحصول على وظيفة في وزارته التي يصطف خلفها حوالي ثلاثة آلاف من الكوادر الطبية المنتظرة ؟ وباي اسانيد او تبريرات “انتج” سعادة البروف قراره في الخصوص الذي اصدره حسبما اشارت اخبار صحافة الامس وقد اثار هذا القرار ضجة واحدث ردود فعل واسعة وسط مجالس الحقل الطبي بالخرطوم وبالسودان عموم ..
لم نسمع قبلا اية افكار او مناقشات او مجادلات سواء كان ذلك على المستوى التشريعي او التنفيذي او حتى داخل القطاع الطبي بولاية الخرطوم ..لكن يبدو ان سعادة الوزير اراده لقراره هذا ان يكون (قطعا اخضرا) ان لم يكن (مزاجيا) او ارتجاليا لا تسنده مسوغات شرعية او قانونية او صحية , والا فاننا نتساءل .. لماذا لم تسبق القرار حملة تنوير واسعة لتهيئة “المسرح” قبل ان يبدأ العرض؟
اليس الوظيفة العامة ..حق لكل سوداني تتوفر فيه المعايير والاشتراطات المهنية ؟ ام ان وزارة البروف ارادت ان تضيف معايير ومتاريس اخرى خارج العرف والقانون والشرع حتى تميز ما بين “كادر طبي” يرغب فيه الوزير وبين اخر غير مرغوب فيه او محروم من هذه الوظيفة ليس ضعيفا في مؤهلاته او فاشلا في مهنته او بلا خبرات ولكنه بالتاكيد محروم بقرار من الوزير (حميدة) لان هذا الشخص الذي ارهقتهته مسيرة الانتظار والبحث عن وظيفة وجد نفسه (قدرا) يتعاطى (التبغ والتمباك) ولكنه لا يدري ان مزاجه (الشخصي) هذا سيكون يوما ما سببا مباشرا في حرمانه وبطلان حقه من الوظيفة العامة رغم توفر كل المعايير التي تكفل له الحق في الحصول على هذه الوظيفة .
كان من الاجدى لسعادة البروف حميدة ان يخرج للناس او على الاقل لمنسوبي القطاع الصحي والطبي للتوير بالخطوة التي يريد الاقدام عليها .. ولا اظن ان السيد الوزير لا يعلم حقيقة ان الاطباء الذين قرر حرمانهم من هذه الوظيفة هم في الاساس (رسل انسانية) ويعلمون قبل غيرهم حقيقة المخاطر التي يمكن ان تعود عليهم بسبب تعاطي التبغ والتمباك .
لا ندري حتى الان في اي سياق جاء قرار سعادة الوزير (حميدة) .. هل هو بداية منهج جديد ستتبعه وزارة الصحة في تقسيم كيكة الوظيفة بهذه الوزارة الحيوية وفقا لمعايير اخرى؟ ام انه قرار جاء مرتبطا فقط بمناسبة تقدم اكثر من 3 الف كادرا طبيا لوظائف خاصة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم ووحداتها ومكوناتها المختلفة ؟ مما حدى بالسيد الوزير للتاكيد من ان كل هذه الكوادر لا تتعاطى التبغ او التمباك حتى يتم تعيينها ..
ليت السيد الوزير يحث حكومته لتطبيق هذا الاجراء ليس على مستوى الكوادر الطبية فقط وانماعلى مستوى كل الذين يشغلون وظائف في الدولة بما فيهم (الدستوريين) والتنفيذيين وندعوه ايضا بان يجرى عملية مسح شامل على كل الموظفين والعاملين بالقطاع الصحي والطبي بولاية الخرطوم لمعرفة حجم اؤليك الذين يتعاطون التبغ والتمباك واتخاذ ما يمكن اتخاذه من اجراءات بشانهم حتى لا يكون الضحايا فقط هم اؤليك الثلاثة آلاف من اصحاب الشهادات والمؤهلات الطبية الحالمون بوظيفة (مستحيلة) في زمن اغبر .
ولعلنا هنا نرجو طرح هذا السؤال الافتراضي ..على سعادة البروف حميدة ..(ان كان هؤلاء الثلاثة آلاف من الكوادر المؤهلة والواقفة على رصيف البطالة , هم محرومين الان من الوظيفة “العامة” بسبب ما يتعاطونه من تبغ او تمباك ..فما بال الذين يفسدون وينهبون الحق العام ويلاعبون باقوات الشعب وربما يتعاطون ما حرمتم منه الاخرين من تبغ وتمباك وربما اشياء اخرى , ويستمتعون كذلك بالوظيفة العامة ؟ فمالكم يا هؤلاء كيف تحكمون ..؟

الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..