خلي .. العيش حرام

المبدع (محمد موسى) له مقطع كوميدي شاهدته في أضابير الأسافير.. يجمعه مع مراهق سوداني ذكي.. واثق من نفسه.. كان الصغير يتحدث عن فرص جيله في الثقافة وحقهم في اختيار طريقة حياتهم وإتاحة الفرصة لهم في إبداء الرأي.. محمد موسى كان ينظر اليه بدهشة.. وعلق ضاحكاً: (نحن جيلنا ما أدونا فرصة نعرف الحاصل شنو.. قضيناهو كلو مراسيل.. يا ولد أمشي جيب.. يا ولد أمشي أعمل كدا.. لما لقينا روحنا كبرنا وما فهمنا شيء من الحاصل)..
ولأن شر البلية ما يضحك.. فقد ضحكت فعلاً من روعة التعبير.. نحن فعلاً جيل المراسيل.. وأعمارنا أفنيناها في قضاء حوائج المنازل.. وأغلب ساعات نهارنا قضيناها في الصفوف.. وعندما أتى هؤلاء كان شعارهم: (نحو حياة بلا صفوف).. ولكن يبدو أن الطبع غلاب.. فها هي الصفوف تعود مرة أخرى.. في كل المجالات.. وجيل المراسيل تأتي منه نسخة أخرى.. والتاريخ يعيد نفسه بصورة غريبة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وما زلنا (ما فاهمين شيء).. ولم تستطع عقولنا أن تفكك المعضلة.. ارتفعت الأسعار فجأة قيل إن الدولار لم يجد من يكبح جماحه.. تتابع ارتفاع الأسعار بصورة جنونية حتى صرنا لا نسأل عن الأسباب.. فجأة قيل إن هناك انخفاض في سعر الدولار.. لكن في المقابل لم يحدث أي انخفاض في سعر أي سلعة.. وإذا بي أتفاجأ بتصريح غريب يقول إنه لا توجد علاقة بين الدولار والأسعار.. (فاهمين شيء؟).. والحقيقة أنه فعلاً لا توجد علاقة بين الدولار والأسعار.. لأن أغلب السلع صاحبة الارتفاع الجنوني.. منتجات وطنية.. لحوم أو خضروات، بل المفارقة تكمن في أن المنتج الوطني عادة ما يكون أغلى من المستورد.. ذلك أن الجبايات (الوطنية) أعلى من الجمارك.. ويا قلبي لا تحزن.
هذه المرة.. تكالبت النصال على النصال.. وتكتلت الصفوف على بعضها.. وصرنا من صف البنزين.. الى صف الكاش في البنوك.. الى صف العيش.. لنعود منهكين إلى بيوتنا.. تأخذنا غفوة.. ونصحو بهلع.. لنلحق صفاً آخر.. ولسان حالنا يقول: (كم لبثنا)..
هذه الحالة ذكرتني تلك القصة الشهيرة عن الحكيم الذي أتى اليه أحدهم يشكو ضيق الغرفة التي يسكن فيها مع زوجته وأولاده.. فنصحه الحكيم بإدخال معزة معه.. تذمر الرجل لكنه انصاع إلى قول الحكيم وأدخل المعزة.. فضاقت عليه الغرفة أكثر.. وصارت رائحتها نتنة لا تطاق.. عاد مرة أخرى للحكيم مشتكياً.. نصحه بإدخال الحمار هذه المرة.. صاح باكياً.. لكنه انصاع.. فضاقت الغرفة.. وصارت جحيماً.. ثم أمره بإدخال دجاج.. والأمر يضيق أكثر فأكثر.. هنا بدأ الحكيم بالعلاج.. إذ أمره بإخراج المعزة.. فارتاح قليلاً.. ثم أخرج الحمار.. فارتاح أكثر.. ثم الدجاج.. ومن ثم عاد إلى وضعه السابق فرحاً.. وأحس أن الغرفة باتساع العالم.. وتوقف عن التذمر والشكوى .
يبدو أن الحكومة قررت أن تلبس عباءة ذلك الحكيم.. وتدخل لنا كل الأزمات في غرفتنا الضيقة هذه.. حتى إذا ظهرت حلول.. ولاحت بوادر انفراج.. عدنا إلى واقعنا (إياه) فرحين بانتهاء الأزمة.. وننسى أن الواقع أصلاً كان مزرياً.. وأن رائحة الفساد ما زالت تزكم الأنوف.. وأن المناظر هي ذاتها والصور نفس المشاهد.. فالأمر ليس أزمة بنزين.. والمشكلة ليست كاش غير موجود.. والقصة ما قصة رغيف.. وأنا ما بفسر وإنتو ما بتقصروا.. والسلام ختام .
الجريدة

تعليق واحد

  1. اما موضوع قفة الملاح ذات المكونات المحلية ووجوب عدم تأثرها بالدولار فهو ليس كلاما” علميا”، والحقيقة انها تتأثر مباشرة.
    ولايضاح ذلك نفترض ان رجلا” يبيع انتاجه من الطماطم بمئة جنيه ثم يذهب لشراء دواء لزوجته بعشرين جنيها” وكراسات لأبنه بعشرة جنيهات وحفائض لطفله بعشرة جنيهات ولحم وبصل وزيت ورغيف بخمسين جنيةويركب المواصلات بعشرة جنيه، وهذه المنصرفات تعادل تماما” قيمة مبيعاته(مية جنيه).
    في اليوم الثاني ارتفع الدولار ونتيجة لذلك ارتفع سعر الدواء الى 25 جنيه والكراسات الى 12 جنيه والحفائض الى 11 جنيه والمواصلات الى 11 جنيه وبقي سعر اللحم والبصل والرغيف (افتراضبا” جدليا”) بنفس السعر 50 جنيه.
    سيجد هذا الرجل ان نفس الاشياء التي كان يشتريها بمئة جنيه (قيمة الطماطم) قد أصبح سعرها 109 جنيه : (25+12+11+11+50)، فما هو الحل المتاح لهذا الرجل للحصول على متطلباته؟
    ليس له الا أن يزيد سعر الطماطم الى 109 جنيه، وهكذا يحدث لبائع البصل والزيت واللحم والرغيف فترتفع بالتالي تكلفة حلة الملاح بمتوالية عددية لا ترحم أحدا” بسبب ارتفاع سعر الدولار.

    هل تذكرون نكتة بايع الازيار الذي استنكر عليه الناس ايام نميري زيادة سعر الزير وقالوا لماذا ترفع السعر ش، نو يعني الزير ما موية وطين، فأجابهم بذكاء (هو في طين)؟؟
    15/أغسطس/2018.

  2. يادكتوره يا ناهد آل قرناص وآل عدنان والنضّر بن كنانه.. كل مرّه تتفوقين على القبلك والوراك وعلى نفسك كمان ونسأل الله ان يكفيك شر خلقو و كل العيون خاصّة الفيهن نعاس!
    * محمد موسى حالو احسن حالا من جيلنا المقهور منزليا ومدرسيا(رغم ان ايامنا ديك
    بكل المقاييس هى ” good Old days “.
    اها نحن ايام المراسيل دى كنا بنلقى فيها “غرامنا” جرى ونشاط وانطلاق وانعتاق من “ًَالدََق” والقهر المنزلى بعد ما نكون اخدنا حقّنا بالزائد شويه فى المدارس .. دا بخلاف ان الله ساكت يقدّر عليك وتقول ليك “كلامن” ما يعجب الكبار والله يقدّر عليك تقولو فى وجودهم .. دا اذا سمحو ليك تقعد مع الناس الكبار.. طوالى تِتْنَهِر وتجيك العباره الخالده” قوم شوف قرايتك” والعجب اذا تقمّصت الكبير روح ال “Fault Finding” وتقضّى حقائق وتذكار ما كنا نعتقد انه راح وانطوى طوّالى فايلك كوللو ينزل ويتذكر ليك كل قديم سبق ان تحاسبت عليه تحريرا بالعصا او اليد او الاثنين معاً وشفاهة وتتم محاكمتك على ذات الخطيئه مرّ تانيه”..ً
    حاولنا ولا نزال التخلص من تلك الموروثات مع التابعين من الاجيال .. نساله تعالى المغقرة لمن انتقلوا من جيل ألآباء ويلحقهم بالصالحين..

  3. المشكلة إذا البيت فيهو حمام وااااحد!! بعدما ناس البيت يرجعو من الصفوف القلتيها دي حيقيفو في صف الحمام!!!

  4. اما موضوع قفة الملاح ذات المكونات المحلية ووجوب عدم تأثرها بالدولار فهو ليس كلاما” علميا”، والحقيقة انها تتأثر مباشرة.
    ولايضاح ذلك نفترض ان رجلا” يبيع انتاجه من الطماطم بمئة جنيه ثم يذهب لشراء دواء لزوجته بعشرين جنيها” وكراسات لأبنه بعشرة جنيهات وحفائض لطفله بعشرة جنيهات ولحم وبصل وزيت ورغيف بخمسين جنيةويركب المواصلات بعشرة جنيه، وهذه المنصرفات تعادل تماما” قيمة مبيعاته(مية جنيه).
    في اليوم الثاني ارتفع الدولار ونتيجة لذلك ارتفع سعر الدواء الى 25 جنيه والكراسات الى 12 جنيه والحفائض الى 11 جنيه والمواصلات الى 11 جنيه وبقي سعر اللحم والبصل والرغيف (افتراضبا” جدليا”) بنفس السعر 50 جنيه.
    سيجد هذا الرجل ان نفس الاشياء التي كان يشتريها بمئة جنيه (قيمة الطماطم) قد أصبح سعرها 109 جنيه : (25+12+11+11+50)، فما هو الحل المتاح لهذا الرجل للحصول على متطلباته؟
    ليس له الا أن يزيد سعر الطماطم الى 109 جنيه، وهكذا يحدث لبائع البصل والزيت واللحم والرغيف فترتفع بالتالي تكلفة حلة الملاح بمتوالية عددية لا ترحم أحدا” بسبب ارتفاع سعر الدولار.

    هل تذكرون نكتة بايع الازيار الذي استنكر عليه الناس ايام نميري زيادة سعر الزير وقالوا لماذا ترفع السعر ش، نو يعني الزير ما موية وطين، فأجابهم بذكاء (هو في طين)؟؟
    15/أغسطس/2018.

  5. يادكتوره يا ناهد آل قرناص وآل عدنان والنضّر بن كنانه.. كل مرّه تتفوقين على القبلك والوراك وعلى نفسك كمان ونسأل الله ان يكفيك شر خلقو و كل العيون خاصّة الفيهن نعاس!
    * محمد موسى حالو احسن حالا من جيلنا المقهور منزليا ومدرسيا(رغم ان ايامنا ديك
    بكل المقاييس هى ” good Old days “.
    اها نحن ايام المراسيل دى كنا بنلقى فيها “غرامنا” جرى ونشاط وانطلاق وانعتاق من “ًَالدََق” والقهر المنزلى بعد ما نكون اخدنا حقّنا بالزائد شويه فى المدارس .. دا بخلاف ان الله ساكت يقدّر عليك وتقول ليك “كلامن” ما يعجب الكبار والله يقدّر عليك تقولو فى وجودهم .. دا اذا سمحو ليك تقعد مع الناس الكبار.. طوالى تِتْنَهِر وتجيك العباره الخالده” قوم شوف قرايتك” والعجب اذا تقمّصت الكبير روح ال “Fault Finding” وتقضّى حقائق وتذكار ما كنا نعتقد انه راح وانطوى طوّالى فايلك كوللو ينزل ويتذكر ليك كل قديم سبق ان تحاسبت عليه تحريرا بالعصا او اليد او الاثنين معاً وشفاهة وتتم محاكمتك على ذات الخطيئه مرّ تانيه”..ً
    حاولنا ولا نزال التخلص من تلك الموروثات مع التابعين من الاجيال .. نساله تعالى المغقرة لمن انتقلوا من جيل ألآباء ويلحقهم بالصالحين..

  6. المشكلة إذا البيت فيهو حمام وااااحد!! بعدما ناس البيت يرجعو من الصفوف القلتيها دي حيقيفو في صف الحمام!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..