مقالات سياسية

شباب الحركة الإسلامية واستنساخ نموذج الحوت ..!

لسنا قضاة ًعلى المجتمع ..ولكن يجب أن نكون دعاة للإصلاح وموجهين الى الفضائل ..!
.. لذا فإنني أتمنى على شباب الحركة أن يخرج من بينهم أصواتاً ومواهب مثل الراحل محمودعبدالعزيزالذي استأثر بالقلوب وأثرى الوجدان.. ذلك الكلام إن لم أكن قد نقلته حرفيا ..فإنه يلخص بالمضمون والمعنى ماقالته القيادية الشابة بالحركة الإسلامية السيدة أمل البيلي وزيرة الرعاية الإجتماعة في حكومة ولاية الخرطوم عندمخاطبتها إحدى تجمعات شباب الحركة ..وهي بالطبع واحدة من شابات وشبان هذا الكيان الذين ارتقوا منصات عالية في هرم الأجهزة الحاكمة خلال عمر هذا النظام الإنقاذي ..ليس صعودا على سلم الكفاءة بالتدرج المنطقي في الظروف العادية أوإتكاءاً على تؤدة إكتساب الخبرة ..نظرا لعمرهم المبكر الذي أتاح لهم شيخوهم فيه فرص القفز على زانة الدلال و الولاء الذي يعلوعندهم فوق كل إعتبارات قد تتوفر في الكثيرين غيرهم ولكنهم لن يجدوا سانحة لبلوغها لآنهم ليسوا من كوادر التنظيم الذي انتهج اسلوب التمكين وسيلة لإقصاء الآخرين !

كلام الوزيرة الشابة دون شك يصب في سياسة مراجعة ونقد الذات بعدأن تيقن الكثيرون من أهل الحركة ..بانهم وطيلة لعبة مشروعهم التي كانت بفريق واحدحاول أن يتسيد الملعب ..فاكتشف بعدأن تقطعت أنفاسه إنه كان يحرز أهدافاً في مرماه بنفسه ..وقد بلغ به الفشل في كسب أفئدة الناس في سودان البهجة التي لاتزول عن لياليهم حتى في أحلك ظلماتها ..فأرادوا أن يعودوا ليستعطفوا ذلك الوجدان الندي طرقا على أبواب تعلقه بالفنون والآداب التي كانوا هم من اشهروا سيوفهم لمنازلتها وهي التي لا تحمل إلا سلاح الكلمة والنغم والريشة والتعبير بالجسد..ولعل ذلك ماغرسه شيوخهم كقدوة سيئة في شباب حركتهم وكتربية قائمة على العنف ..وهم الذين كانوا شباباً ..حينما اقتحموا مسرح جامعة الخرطوم بقضبان الحديدو السكاكين وربما الفؤوس .. قبل نصف قرن أو نحو ذلك ليحولوا دون عرض أحدى الرقصات الشعبية التراثية ..بحجةأن فيها إختلاط لن يسمحوا بتفشي أدبياته مهما كانت المبررات بين الطلبة والطالبات وقتئذ..!

ومن هنا كان من البديهي أن يرضع شبابهم من مثل هذا القطران الأسود وتتشبع نفوسهم المفرغة من كل صنوف الجمال الإبداعي بثقافة التسلح والتصفيات الجسدية لمن يقارعونهم الحجةولو بمنطق اللسان ..!

لذا وبعدنجاح إنقلابهم المشئؤم فقد أنشأءوا لهذا الغرض الخبيث كتائبا للجهاد في كافة الجامعات لتأديب من يخالفهم الراي ..فتصبح دماء ضحاياهم مهدرة دون قيمة ولا تستحق مجرد تقصي أثر قاتليهم الذين يتضرعون بسلاحهم وهو يقطر باثبات جرمهم ويجدون الحماية الكاملة ليس من إمكانية المحاكمة بل مجرد الإشارة اليهم بأصبع الإتهام !

ولعل الناس يذكرون بداية الهيمنة الكاملة لشيوخ ودعاة وعلماء الحركة على أجهزة الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحف ..في حقبة ما أسموها بالشرعية الثورية لكارثة الإنقاذ ..فرفعوا سبابة التحقير للفنون والآداب باعتبارها رجس سيفسد الشابات والشبان وربما حتى الرياضة وهم في غمرة حلمهم أو قل أوهامهم في تحقيق تغيير شامل لحياة المجتمع حتى يصبح خاتما في أصبع فكرهم ..فأنشأوا في ذلك الوقت المبكر لمشوار إخفاقاتهم كيانا هلامياً أطلقوا عليه ..مسمى وزارة التخطيط الإجتماعي أذابوا فيه وزارات التوجيه والإرشاد والرياضة والشباب الخ..ولآنهم كانوا يعولون على هذا الكيان في القيام بمهمته الخطيرة دون إحتمال لأي إخفاق ..فقد سلموا قياده للرجل الثاني في التنظيم وهو الشيخ على عثمان محمد طه !
ولطالما ضاق الناس وقتها ببرامج وأناشد الشحن الجهادي التي كانوا يبثونها عبر تلك الأجهزة الداعية للنزال في ساحات هم من لغموها بمتفجرات العداء بمسوغات انفجرت لاحقاً في وجوههم قبل غيرهم فعادوا عنها بشبابهم المغرر بهم وهم منكسي الرؤوس أو مقطعي الأطراف أوتركوهم في أجداث لا زالت مجهولة لذويهم الممزقي الأكباد !

ونقول للست الوزيرةالشابة ..إذا كنتم تودون إعادة شحن شبابكم من بطاريات الفنون التي تشع جمالا في الدواخل ..لابد أن تفرغوا عقولهم من خلايا التعالي التي تحجرت في رؤسهم ..ومن ثم تفرغوا كافة مخزون أسلحة ما يسمى بالجهادالشبابي أوماشابه ذلك المكدس في الجامعات التي كانت في زمانها الغابر مكامنا للفكر ومنابرا للنقاش الحر وأركانا لنشر الفضائل دون تزمت أو شطط أو إقصاء للآخر !

فمحمودعبدالعزيز يا وزيرة الرعاية الشابة ..لم يستلب العقول و يلتصق في مسامع الناس ويرتسم في حوائط وجدانهم بل أصبح منحوتاً فيها بإزميل الخلود.. ليس لآنه خدع الناس باشعار تمنيهم بنعيم الجنة ..بينما مطلقوها يلهثون خلف مباهج الدنيا من زينة المال و متعة النساء تشبثا بسلطة لطالما عاثوا في زمانها فسادا.. فلو أن قيادها فلت من بين اياديهم وسقطوا من على حصانها الذي يغيرون به ظلما على جموع الجوعى الواقفين في الصفوف ويدوسون على أصواتهم قهرا بحدوات حوافره المسروقة معه ..لما تجرأ شبابهم بعد ذلك على رفع السلاح في وجه الذين يصدعون بقول الحق من زملائهم المسالمين !

فلا يمكن لمثل شبابكم أن ينالوا ذرة من تمجيد هذا الشعب ممثلا في شبابه من غير المنتمين لكم لمحمود حتى بعد مماته ..فخرجوا يشيعونه بالملايين التي قالت كلمتها بالدموع وبالإصرار على إحراج شيوخكم قبل شبابكم الموهوم و الذين تمنوا في دواخلهم موكبا تلقايا مماثلا يتبع جنائزهم أو يحضر خطبهم وهم أحياء مثل الذي سارخلف نعش الحوت ..دون أن يكون الأجر مدفوعا للحشود مثلما يجيشها مقاولو تنظيمكم ..!

فالمبدعون أمثال محمود..يدخلون الى جوانح الناس مادين اليها شرايينالأوتار التى تسكب فيها عصارة الحس الإنساني الذي تحلبه الأصابع المرهفةالناعمة والتي لا تشبه تلك التي تضغط على زناد إفناء حيوات الناس فقط لآنهم مختلفون عن من يدعون أنهم ملائكة ..!
.ولكن هاهي عوراتهم تتكشف وهي التي كانت تتستر تحت ريش أجنحة مزيفة ..تساقط عنها في رياح الزمن الذي هوكفيل بفضح أي زيف مهما طال زمان صبر الناس عليه !

فدعوتك يا سيادة الوزيرة الشابة ..جاءت متأخرة .بعد أن بلغ السيل الزبا في نفوس شعبنا وأمتلاْ بغضاً لكل من ينتمي الى تنظيمكم الذي كتب شهادة وفاته بقلم الظلم وقدإنكسر هوالآخر على يده متمثلا في شباب لن يخرج من أعماقه غير المدادالأسودالمنتهي الصلاحية ..فالوان الإبداع في اقلام الغد المترعة بالوان الجماليات .. فاننا ندخرها لمرحلة مابعد إزاحة كابوسكم الطويل ..منسكبة في دواخل شبابنا المنعتق من سجن فكركم الصدي الأسلاك و المتهدم الجدران !
فقد إنتهت دروس الغباء بشعاراتكم التي أفرغتها التجربة من هواء الفشل المُسمم.. فنامت بالوناتها جثثا هامدة في طرقات وطننا يسدالعابرون عليها أنوفهم من بقايا رائحتها وهي على وشك الزوال الحتمي والنهائي !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نقول لهذه السيدة المجاهدة اخت نسيبة . الفن الجميل نتاج زمان ومكان وبئية جملية صالحة .وليس شىء يصنع بالمزاج . كيف تريد من طفل فى السادسة يذهب الى المدرسة فى ذى عسكرى وفى طابور الصباح يردد اناشيد تدعو للموت والدمار مثل التى كان يرددها اسحق فضل الله فى ساحات الفدا. وتحشو رأس هذا الطفل بخزبلات لم ينزل الله بها من سلطان وان كل مستقبله هو الجهاد ضد ابناء يلده من الجنوبيين الكفار . الزمن الجميل ينتج فنا جميلا وكورة جميلة وغناء جميل واطفال اصحاء . اما هذا الزمن الاغبر فلا ينتج الا كل ما هو قبيح مثله . لك التحية والود اخونا برقاوى .

  2. نقول لهذه السيدة المجاهدة اخت نسيبة . الفن الجميل نتاج زمان ومكان وبئية جملية صالحة .وليس شىء يصنع بالمزاج . كيف تريد من طفل فى السادسة يذهب الى المدرسة فى ذى عسكرى وفى طابور الصباح يردد اناشيد تدعو للموت والدمار مثل التى كان يرددها اسحق فضل الله فى ساحات الفدا. وتحشو رأس هذا الطفل بخزبلات لم ينزل الله بها من سلطان وان كل مستقبله هو الجهاد ضد ابناء يلده من الجنوبيين الكفار . الزمن الجميل ينتج فنا جميلا وكورة جميلة وغناء جميل واطفال اصحاء . اما هذا الزمن الاغبر فلا ينتج الا كل ما هو قبيح مثله . لك التحية والود اخونا برقاوى .

  3. هذه يا استاز برقاوى حركة العهر والدعارة السياسية باسم الاسلام بل العهر والدعارة اطهر واشرف منها ومن الاسسوها فى السودان ومصر!!!

  4. هذه يا استاز برقاوى حركة العهر والدعارة السياسية باسم الاسلام بل العهر والدعارة اطهر واشرف منها ومن الاسسوها فى السودان ومصر!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..