نور الصادق للميدان : المشهد الان فى دارفور ?انفلات امنى وحجر على الحريات

الاوضاع لاتطاق ?لابد ان تكون جيوبك ممتلئة بالمال لمعالجة مريضك
التنمية فى مفهوم الحكومة لايتجاوز اقامة طرق لا تتحمل سير المواطنين عليها
رؤية الحزب لازمة دارفور ?اسقاط النظام اولا ولكل مقام مقال
حوار: القسم السياسى
عشرة اعوام مرت على الحرب فى دارفور . مازال اهلها فى معسكرات النزوح واللجؤ وفى المدن يدفعون ثمنها الباهظ من الارواح والممتلكات . ماهو الوضع الان وينظر الحزب الشيوعى للامر وماهى رؤيته لحل الازمة فى دارفور . كانت تلك ابرز محاور الحوار مع الاستاذة نور الصادق عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى و المسؤول السياسى بمدينة نيالا .
انفلات امنى وحجر على الحريات .
**رغم الخطاب الحكومي حول الاستقرار في دارفور ومسار تنفيذ اتفاقية الدوحة هل حدث اي تغيير علي الواقع في ما يتعلق باذدياد العنف والماسأة الانسانية في المعسكرات؟
= أولاً أشكر صحيفة الميدان وأتمنى أن نراها في المكتبات قريبا ?الخطاب الحكومي حول استقرار الأوضاع في دارفور هو كذب وافتراء فانفلات الامن في كل مدن دارفور الكبرى نيالا ، الفاشر،زالنجي والجنينة وانعدام الأمن كلياً خارج المدن وفي الارياف هو سيد الموقف. وأضرب مثلاً بمدينة نيالا حيث أقطن فأن عدد حوادث القتل والنهب والتهديد خلال شهر فبراير المنصرم فاقت الثلاثين حادثة وبمعدل بلغ أكثر من حادثة خلال اليوم الواحد وفي قلب مدينة نيالا. أما فيما يتعلق بمسارتنفيذ اتفاقية الدوحة والوضع الانساني داخل المعسكرات فلا جديد تحت الشمس ولا وجود على أرض الواقع لتنفيذ بنود اتفاقية الدوحة على أي مستوى فالوضع في المعسكرات كما هو بل أكثر تدهوراً لأن أداء المنظمات المانحة والتي كانت تساعد النازحين وتعينهم على ظروفهم الصعبة فيما يتعلق بالاعاشة والعلاج وتحسين السكن تقلصت بنسبة كبيرة جداً مما أجبرهم لتدبر أمورهم بالخروج الى العمل والتعرض للاعتداءات خاصة النساء اللاتي يعانين عند العودة من اماكن العمل او الاحتطاب .
**الي اي مدي استطاع تحالف قوي الاجماع الوطني بدارفور ان يصل الي الرأى العام في ما يتعلق بمطالب اهل دارفور (اوضاع الحريات السياسية) ؟
=للأسف الشديد تضييق الخناق الأمني وعدم منح الفرصة لاجتماعات التحالف
ومصادرة البيانات التي يصدرها والاستدعاءات المتكررة لأعضاء التحالف ومنع
قيام الندوات الجماهيرية والتي هي أساس التواصل بين التحالف والجماهير أعاق كثيراً دور التحالف في اوصول للجماهير وتوضيح الرأي. فالحريات السياسية في دارفور مكبوتة تماماً.
ثانياً اللهث وراء لقمة العيش والعلاج وتعليم الابناء والتي أصبحت صعبة ان لم تكن مستحيلة، هي أسباب رئيسية في تدني العمل السياسي في دارفور.
دارفور وقضايا الحدود :
**الي اي مدي انعكس الخلاف بين دولتي السودان وعدم ترسيم الحدود علي مجمل الاوضاع في دارفور ؟
= أولاً دارفور بها مناطق حدودية متاخمة لدولة الجنوب في شرق دارفور ومناطق بحر العرب والقبائل في هذه المناطق متصاهرة وتوجد بينهم علاقات اسرية قوية جدا كما توجد بينهم علاقات تجارية تستفيد منها كل القبائل الموجودة على الحدود بين الدولتين وبغض النظر عن تبعية بعض المناطق لهذه الدولة أو تلك فان سكان تلك المناطق يتبادلون المنافع ويتعايشون في سلام تام قبل ان تتدخل الدولة في منع التجارة بين الدولتين وقفل الحدود وتطبيق عقوبات قاسية على كل من يخالف رأي الدولة الخاطئ والذي يسعى للانتقام من ابناء جنوب السودان بتجويعهم والضغط على حكومتهم واتهامها بأنها تسببت فيما يحدث لاخوتنا في جنوب السودان.
ضغوط اقتصادية وانعدام الخدمات :
**ماذا عن الاوضاع المعيشية والاقتصادية في دارفور عموما ؟
= الأوضاع المعيشية والاقتصادية في دارفور متردية الى أبعد الحدود فلم يحدث قط مايحدث الان من غلاء وعدم وجود لأي نوع من الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الكهرباء والوقود والغاز والمياه بالاضافة الى غلاء الاسعار والذي أصبح جحيماً لا يطاق ورغم انعدام المياه تماماً في فصل الصيف والذي نحن على اعتابه فقد تم في بداية مارس الحالي رفع تعريفة المياه من 25 جنيهاً الى 45 جنيهاً أي زيادة بنسبة 80% لمياه قد تأتي مرة كل اسبوع في أحسن الأحوال وقد لا تأتي وذلك في فصل الصيف.أما المستشفيات فحدث ولا حرج اذ تفتقر لكل ما يحتاجه الطبيب لمعالجة المريض بدء بالأدوية، الحقن، الشاش، القطن ،المحاليل الوريدية ولا توجد حالات طارئة اذ لابد ان تكون جيوبك ممتلئة حتى تعالج مريضك. لا أملك ان أقول الا ان الاحوال المعيشية والاقتصادية لا تطاق.
مفهوم الحكومة للتنمية :
**تتحدث الحكومة عن تنمية في دارفور ما هي صحة هذا الحديث؟
= عندما تتحدث الحكومة عن تنمية في دارفور أظنها تقصد أصلاح بعض الطرق والتي أصبحت لا تستوعب حتى مرور الناس عليها بأرجلهم ناهيك عن سياراتهم.التنمية تعني قيام مشاريع تستوعب عمالة من أبناء دارفور وتدر أرباحاً يستفيد منها مواطن دارفور . مشاريع زراعية كبيرة .مشاريع صناعية،مشاريع اجتماعية تستوعب المتبطلين والمشردين والمجانين والمتسولين متعاطي السلسيون واقامة ملاجيء لايوائهم وتعليمهم مهن يستطيعون العيش منها، ويستفيدون هم منها ويكونوا منتجين ومعتمدين على انفسهم.أنا شخصياً لا أرى أي مشاريع تنموية في دارفور.
**وماذا عن انتشار السلاح وارهاب المليشيات ؟
= أولاً الحكومة كونت لمصلحتها عدداً لا يستهان به من المليشيات وقامت بتسليحها كما قامت بتسليح بعض القبائل للقضاء على قبائل اخرى غير موالية للنظام فأصبح انتشار السلاح قنبلة موقوتة تهدد المواطنين أولاً وتهدد حتى الحكومة نفسها احياناً كثيرة. فالانفلات الأمني الان في دارفور سببه انتشار السلاح وعدم وفاء الحكومة بالتزاماتها المالية تجاه المسلحين مما يعرض المواطنين وممتلكاتهم للخطر ومما يجعل الحكومة شريكاً اصيلاً في كل حوادث نهب البنوك والمال العام واختطاف التجار بقصد الفدية. وقد فشلت الحكومة فشلاً ذريعاً في ضبط مليشياتها أو احتواء مشاكلهم مما عرض الكثير من المواطنين للأخطار
**ماهي رؤية الحزب الشيوعي للخروج بدارفور من النفق المظلم ؟
= رؤيتنا في الحزب الشيوعي بدارفور للخروج من هذا النفق هي اسقاط هذا النظام المهترئ الفاسد الجشع أولاً لأن اصلاح الوضع في دارفور بوجود هذا النظام هو المستحيل بعينه. فكل ما يحدث في دارفور الان ومنذ 2003 هو نتاج لتخطيط هذا النظام بتفشي القبلية والجهوية ومساندة هذه القبيلة على حساب تلك لا لسبب الا موالاة النظام مماجعل دارفور مسرحاً لأحداث قاسية جعلت منهم منتقمين ضد بعضهم البعض،وتمزق النسيج الاجتماعي بدارفور والذي أشهد انه كان أعظم نسيج أراه وأعايشه فقد عشت وتعلمت وعملت بدارفور منذ نعومة أظفاري وتجولت في مناطق دارفور من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها كان الأمن هو سيد الموقف، كنا نزور مناطق جبل مرة ونقضي أوقاتاً جميلة مع قاطني تلك المناطق لكن الان لا شيئ من هذا يحدث لا أود أن أخوض في تفاصيل رؤيتنا فقد ذكرناها كثيراً ولن تتحقق وهؤلاء الانقاذيون على سدة الحكم اذن فلنعمل جميعاً في دارفور خاصة والسودان عامة على اسقاط هذا النظام وعندها لكل مقام مقال.
الميدان
شكل الطوفان قد إقترب