الحجُ ليس ضرورياً في الوقت الراهن

قد يبدو العنوان غريبا للبعض ولكنه من صميم المنطق للذين يُفكرون،فصراع الأفكار دائما يُفتك التقاليد والأصنام الذهنية والأساطير الموروثة،فقط دعونا نغوص في عمق الجُب ونتساءل؟لماذا يدفع الحجيج المليارات من الدولارات كل عام لأنظمة البؤس والدمار!والأطفال في بلدناهم يتضرعون جوعا وظمأ؟ آلا تدرون أن تلك الأموال أغلبها أو جلها تذهب في جيوب القطط السمان في السودان والسعودية؟! أوليس حكومات الزيف والإستبداد والضلال تلك توظف ذات أموالكم في صناعة الحروب،وتُسفك دماء شعوبكم وأبنائكم في هوامش السودان واليمن بأسم عاصفة الحزم وغيرها؟! إذن لماذا تساهمون في صناعة طواحين الموت التي تُفتك بكم؟ هل سمعتم بحجيج حصنهم الحج من الغرق في بحار الدماء!التي تشعلها قاذفات الانتنوف في جبل مرة وجبال النوبة والنيل الأزرق؟!

آلا تعلمون أن بإمكانكم دخول الجنة دون حج؟! لماذا أصبح الحج مثيلاً لمهرجانات كأس العالم يرتاده الأغنياء والمشاهير ومصاصي الدماء من الرؤساء والمافيات العالمية؟! آلا تشعرون بالذل والهوان من التصنيفات هناك!حج للرؤساء،حج للملوك والوزراء وعندما يأتون تتدافعون وتسقطون جرحي وموتي بالمئات؟! لماذا يسقط شعار الناس سواسيا كأسنان المشط في بيت الله الحرام ولا تتساءلون؟!أوليس من الأجدي إنفاق تلك الاموال للفقراء والمساكين المتكدسون في أرصفة الشوارع وهم لا يمتلكون قوت يومهم؟!

كيف تعبرون الطرق من منازلكم حتي المطارات بالعربات الفارهه،والمئات من المحرومين المعدومين مرصوصين يرفعون أكفهم إليكم{يارب أديني من خلقك مدد،ياعباد الله ارحمونا}ولاتشعرون؟!آلا تعلمون أن لقمة في بطن جايع خير من الحج ألف عام!؟ أم ترون قيمة أخر ركن في الإسلام أكثر قداسة من الإنسان الذي كرمه الله علي سائر خلقه أجمعين؟!ماذا يحدث لو أنفقتم جل تلك الاموال في بناء المدارس،المستشفيات ودور لكبار السن والأيتام وشفع المايقوما؟!وإن خصصتُ السؤال لحجيج الولاية الشمالية،أيهما أفضل لكم طوافكم أسوار الكعبة وشرب ماء زمزم أم بناء مدرسة في الضفة الأخري من النيل كي لا يغرق المزيد من الاطفال؟!لابد من جواب بعد إنتهاء مراسم الحج.

فطالما بلادنا تعيش في الدرك الأسفل من الفقر والبؤس وشظف العيش،يبقي الأولوية هي معالجة القضايا التي تهم معايش الناس وتوفير الإحتياجات الأساسية لهم{خبز،ماء،دواء،كساء،كهربة،غاز،تعليم،صحة…الخ} سوي كان بالواجب الفرضي للحكومة الغائبة أو بالمجهود الشعبي ويُعد هذا هو {الحج الأكبر} وفي ظل غياب كل المذكورات تلك علينا أن لا نرهق أنفسنا بالمزيد من الإسراف في الكماليات،وأن لا نتبع تلك الترهات والتفاهات من المظاهر الإجتماعية،التي صنعها النظام وألبسها ثوب الدين والتدين!ولا سيما أنكم ترونهم يروجون شعارات الحج والعمرة بعبارات جذابة في إعلامهم المٌضلل!وقد بان كضوء الشمس أنهم يتسوقون ويستثمرون عبر إرتداء جلاليب الشعائر الدينية،والأكثر من ذلك نشر ثقافة التباهي والتفاخر بأداء المناسك وسط المجتمع،وإشعار الأخرين بالنقص طالما لم يتمكنوا من أدائها!ومن هنا سادة نمطية الضرورة لما هو غير ضروري في بنية اللاوعي،وأصبحت لعنات المجتمع تلحق الأبناء علي شاكلة{هو عمل شنو في الدنيا دي والدينهم ما حججهم} فيشعرون تلقائيا بالذنب عند عدم التمكن من تحجيج الوالدين،ويتنامي الشعور باللعنة لدرجة وصمة العار في الجبين!!

وكذلك الولدان يرون أن إبنهم غير بار بهما إن لم يفعل ما يفعله الأخرون!وتسود لغة المُقارنات عالية{والله السنة ناس فلان ذاتهم ودوا أبوهم وأمهم إلا نحنا الفضلنا في الحلة} فإختلت الأولويات وأصبح الحج يتصدر القوائم،وكل من هاجر أو إغترب يفكر في ذلك قبل شراء مسكن له ولأسرته،والأمثلة في هذا المضمار حدث ولا حرج،وكل من ينظر حوله سوف يحصي الكثير،وفي تقديري الخاص نمط التبعية هذه يعود لمخططات وزارة التخطيط الإجتماعي الكيزانية،التي عملت علي إعادة صياغة الإنسان السودان في حقل الفراغ والجهل والتجهيل المتعمد،ليسهُل قيادتة سنينا عددا عبر ترسيخ منهج التفكير المضطرب.

إذن يجب أن لا يكترس ابناء السودان المغتربين والمهاجرين لهذا الأمر،لأنه أحد أمراض العصر التي تتداعي أحيانا ثم تنجلي،وعند العودة لصدر الإسلام نجد الخليفة الخطاب قد منع الحج لعشرة سنوات كاملة لظروف كهذة!وطالما بلادنا تعاني من حالة الدمار الشامل في كل الأصعدة،يجب توظيف الإمكانيات في صناعة التغيير وخلق وطن معافي أولا،ثم ترميم البني التحتية وإعادة النازحين واللاجئين الي أوطانهم،وضمان العيش الكريم لهم وكنس كل مظاهر الإنسانية السالبة في العاصمة والمدن،ووضع آلية مُثلي للتكافل والتراحم الذي يعزز ثقافة السلام الإجتماعي،ثم يتضافر الجهود لبناء وطن يسع الجميع،وحينها فاليكن ما فاض من الأموال للحج،وحتماً إن فعلتم ما سبق سوف تدخلون الجنة دون حج،وما دون ذلك يُعد محض هراع.

تعليق واحد

  1. والـبـشـيـر عـوضا من أن يخـبـر اهالى الضحايا الأطفال الذين غـرقـوا فى الـنـيـل بأنه امـر بالتـنـفـيـذ فـورا ببناء مـدرسة للأطفال فى منطقة سكـنهـم يقـول لهم بأنه امـر لهم بعـمرة . اتخـيل مـقـدار العـبط والهـبل والسطحـية والجهـل الذى يتمتع به هـذا الـرئيس .

  2. كذبت والله في مقالك الركيك هذا
    عمر بن الخطاب لم يحكم ال10 سنوات اللي قلت انه منع الحج فيها
    الحج ركن من أركان الإسلام معروف لمن استطاع إليه سبيلا.. ما عندك القدرة ما تحج وبس
    أي واحد عايز يظهر يتكلم في الدين
    قال ليس ضرورياً قال..

  3. والـبـشـيـر عـوضا من أن يخـبـر اهالى الضحايا الأطفال الذين غـرقـوا فى الـنـيـل بأنه امـر بالتـنـفـيـذ فـورا ببناء مـدرسة للأطفال فى منطقة سكـنهـم يقـول لهم بأنه امـر لهم بعـمرة . اتخـيل مـقـدار العـبط والهـبل والسطحـية والجهـل الذى يتمتع به هـذا الـرئيس .

  4. كذبت والله في مقالك الركيك هذا
    عمر بن الخطاب لم يحكم ال10 سنوات اللي قلت انه منع الحج فيها
    الحج ركن من أركان الإسلام معروف لمن استطاع إليه سبيلا.. ما عندك القدرة ما تحج وبس
    أي واحد عايز يظهر يتكلم في الدين
    قال ليس ضرورياً قال..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..