تنوم شايل هموم بلدك .. تقوم تلقى الفقيد ولدك

في البدء نعزي كل أسر شهداء القارب من أبناء المناصير الذين غرقوا في النهر نسال الله سبحانه ان يصبر الأسر المكلومة التي فقدت فلذات أكبادها ،وان يجعل ذلك ذخراً واجراً وشفاعة يوم العرض والحساب وان يتقبل الموتى قبولاً حسناً.
في حادثة تدمع لها القلب توفي غرقا 22 تلاميذاً وامراة في نهر النيل الأسبوع الماضي في أسوأ كارثة إنسانية في حق أطفال عزل في زهو طفولتهم خرجوا من بيوت زويهم ليتعلموا بعد ان اطمأنت كل أم على طفلتها وجهزتها بافضل ما يكون حتى يعينهم في يوماً عاصف لا يعلمنّ ما يخفيها لهم وفي طريقهم لدراسة مواد لا علاقة بواقعهم لكن الواجب فرض عليهم أداءها ليتم تسليمهم الي سواق القارب الذي مهمته ربحية في المقام الاول مقابل توصيلهم الي الضفة الآخري حيث المدرسة بكل عشم وثقة تامة .
لكنهم لا يعملون ان مصيرهم الغرق وان الانسان في عهد الإنقاذ اصبح لا قيمة له من قبل من تسموا بالمسئولين في هذا البلد، والذين امتلأت جيوبهم بالجبايات المحرمة من هذه المواعين النهرية العاطلة عن وسائل السلامة.
حيث وقع علي زويهم خبر غرف القارب وغرق 22 تلميذاً من الأطفال الذين كانوا على متنها كالصاعقة والمؤسف حقاً هو ان خمسة بين هؤلاء التلاميذ أبناء شخص واحد مما جعل الحيرة والحسرة يقيّم كل من تلقى هذ الخبر الشووم ويتالم ويتقطع من شدة الذهول لا ادري كيف استقبل هذا الأب المسكين الذي فقد جُل فلذات أكباده هذا الخبر الحزين ! بل كيف عايشها ! وكيف سيكون حاله عندما يتذكر أطفاله الخمس ! بل ما هو شعوره عندما يرى أطفال ذاهبون الي المدرسة ! المعادلة صعبة بكل المقايس نسال الله يلهمه الصبر والسلوان.
نعم حقاً الدنيا قاسية والاسواء عندما يكون وراء مثل هذه الحوادث مسؤلين في الدولة متمثلة في الرئيس والوالي وكل أعضاء حكومته .
نعلم ان القدر المكتوب لا مفر منه لكن الواجب يفرض على السلطات أخذ الحيطة والحذر و وضع كل الاحتمال التي من شانها ان تقلل من إمكانية حدوث مثل الحوادث بل حتى وان وقعت تقلل من الاثار المترتبة عليها من الضرر وحتى سقط وغضب الناس .
الذي اثار حفيظة المواطنين هو فشل السلطات حتى لحظة كتابة هذه السطور في العثور على بعض الجثث لأسباب لا يعلمها الا الله في دولة شعارها المشروع الحضاري ويتحدث مسؤوليها في القرن القرن الواحد والعشرون عن التقنية والحكومة الإلكترونية.
كل ما استطع أؤكده ان الحكومة لا تولي اَي اهتمام بشأن المواطن سوي كيفية المحافظة مواقعهم وحماية كراسيهم والدليل على ذلك هو تصريح والي الولاية بشأن الحادثة قائلاً بانه يتحمل كافة المسؤوليات القانونية والأخلاقية المترتبة علي الحادثة بدلاً من ان يقدم استقالته فوراً و يسلم نفسه امام القضاء للمحاسبة ،وكأن يقول للناس اذا طلب منه الاستقالة سوف يستقيل .
في ظل هذه الحكومة الشعب السوداني موعود بمزيد من مثل هذه الحوادث التى ظلت تحدث مراراً وتكراراً منذ مجيئ هؤلاء الشرذمة حادثة تهشم جماجم ثلاث تلميذات بمرحلة الأساس، تحت أنقاض فصل دراسي بمنطقة أمبدة بأم درمان ليس ببعيدة والقائمة طويلة يكفي ما تعرض له المواطنين في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور و في الشرق وكافة أنحاء السودان من القتل والتشريد والعذاب.
الحل ليس في ذهاب البشير لتقديم واجب العزاء إنما في ذهابه هو وزمرته الي مذبلة التاريخ وترك البلاد الذي بسببهم ذاق البلاد كل المرارات وتعرض الوطن للاهانة والمذلة ونال منه الكل حتى أصبحنا إداءة سخرية من كل شعوب العالم .
العالم يبداء من حيث ما انتهى عليه الآخرون ولكنا في عهد الإنقاذ رجعنا بما بدءاه الآخرون حتى وصلنا بعد ربع قرن من الزمان الي نقطة البداية .
الحل في رحيل البشير واعوانه وتقديم استقالته فوراً ويتم محاكمته امام المُلا وكل من تسبب في معاناة ألشعب.
الدم واحد .. الوطن واحد .. والعدو واحد.