الطيب مصطفى: الكودة يحرم عَلَيَّ الجنة ويبيحها على النصارى

(عندما يحكم عَلَيَّ الكودة بعد مراجعاته وخزعبلاته بانه لا دين لي فاني والله استبشر. الكوده الذي يدافع عن محمود محمد طه ويهاجمني .. الكوده الذي يفتي في اخر مراجعاته بان الجنة ليست حكرا على المسلمين يحرمها عَلَيَّ انا!!!) هذا ما قاله الطيب مصطفي عن الراكوبة عن احدى مجموعات الواتساب.. نجد الجدال المحتدم بين الطيب مصطفي والكودة يتسم بالغلظة والحدة والخشونة.. في عهد بعيد ولى كانت هناك مجادلات بين الخاتم عدلان ومروان حامد الرشيد الذي افل نجمه ويقال انه يعيش في العاصمة البريطانية.. مراجعات الخاتم عدلان ومروان كانت تتسم بالمحبة والود والاحترام.. ولم يدخل احدهما الاخر النار او يخرجه من الجنة.. لذا اتساءل لماذا مناقشات الاسلاميين تتسم بالغلظة والمخاشنة والشكاسة ..
رغم انني اؤيد مراجعات الكودة واعتبرها خطوة كبيرة الى الامام بغية التخلص من السرطانات العالقة بالاسلام.. لكن مع ذلك انفر من المخاطبات المتبادلة بين الكودة والطيب مصطفى.. ارجو ان تقرأوا ما كتبه الكودة عن الطيب مصطفى (انت يا الطيب منزعج ومتضايق من هذه المراجعات لأنها جعلتك عارياً كفرعون الذي كما تقول الرواية المتداولة ان الأطفال عرفوا ان فرعون قليل العلم والحيلة وهتفوا انظروا الي مَليكَكُم العريان!!!).. يمكن ان يوصل الكودة المعلومة بطريقة افضل كالاتي بين الخاتم عدلان ومروان حامد الرشيد..
ايها السادة: اعود بكم الى سنوات مضت.. الي مسجد حي (نمرة3) وانا صغير حين اسمع الاية (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) كان الشيوخ والوعاظ يقولون ان غير المسلمين سيدخلون النار لكونهم كفار.. ولكونهم من اهل الشرك.. كنت اتساءل -ولم اعرف اسلام بحيرى او جمال البنا بعد- لماذا يدخلون النار؟.. فهم ايضا يرون ان دينهم الحق.. ولو رأوا ديننا حقا لجاؤونا في الحال ..
كبرت وبدا السؤال ياخذ منحا اخر..كم نمثل نحن المسلمون من سكان العالم.. 20% فقط.. وهل الله يوم القيامة سيدخل 80% من غير المسلمين الى النار لكونهم لا يؤمنون بملة اخر الانبياء والرسل.. 80% يدخلون النار والله يقول (ورحمتي وسعت كل شيء).. هل رحمة الله التي تسع كل شيء ولا تسع 80% من سكان العالم؟ وهل معيار العمل الصالح يسقط عن المرء غير المسلم؟.. كان جدالا يختمر في راسي ولم اجد له اجابة .. رغم ذلك كان عندي يقين ان لله قدرة في تصريف الامور لا ندركها نحن.. وعدالة الله فوق العدالة التى نتصورها نحن البشر.. هناك المسيحي الذي لم يقترف ذنبا وتقرب الى الله بالرهبنة لم يقتل ولم يزن ولم يرتكب الموبقات هل يخرج من رحمة الله كونه يؤمن بالمسيح نبيا.. هناك اليهودي الذي في حركة السلام الان ويتضامن مع المسلمين هل يدخله الله النار لانه راى دين موسي عليه السلام هو دين الحق.. هل وهل وهل..
كنت ارى ان الله اعظم من ذلك كله.. وان رحمة الله اوسع من كل التصورات التى تخطر ببالنا.. واننا فقط نضيق واسعا..
سمعت مستر لوكا وهو وزير جنوبي سابق.. يقول في احدى المجادلات الدينية:
(المسلمون يقولون النصارى سيدخلون النار.. العكس صحيح.. المسلمون هم من يدخلون النار.. كيف يفجر المسلم المسجد على اخيه المسلم ويدخل الجنة.. المسلمون يقتلون بعضهم البعض كيف يدخلون الجنة؟.. كيف نحن الذين لا نقتل بعضنا البعض ندخل النار؟.. هل رايت مسيحيا فجر كنيسة ويقتل من فيها)..
قول مستر لوكا ظل يعيد الجدل الدائر في راسي هل دخول الجنة والنار يستند بناءا على نوع الديانة.. أم ان الامر مرتبط بالاعمال الصالحة وغير الصالحة.. نعلم ان الله هو اعدل العادلين وهو ارحم الراحمين دون جدال.. وعدالة الله ليست كعدالة الارض فهي عدالة مطلقة قادرة على النفاذ إلي قلوب العباد وقراءة كل الحروف والاسرار والنوايا الخافية..
الموضوع اسهل مما توقعت.. وجدت الحل عند الباحث الاسلامي اسلام بحيري الذي وضع الفهم الصحيح لاية (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين).. كان السؤال العسير ما المقصود بكلمة (الاسلام).. هل الاسلام الدين ام مقصود به التوحيد .. للاجابة على هذا السؤال لابد من قراءة الاية التي قبلها.. اي الاية 84 من سورة ال عمران (قل ءامنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) .. ذهب الباحث اسلام بحيري ان المقصود بالاسلام في الاية 85 هو (التوحيد) ولم يقصد (الدين الاسلامي).. لان جميع الرسل المذكورين آنفا من الموحدين.. فتلقائيا يدخل اصحاب الديانات السماوية الجنة او النار وفقا لاعمالهم.. وهذا التفسير يتسق مع ايات (ورحمتي وسعت كل شيء) و (وما انا بظلام للعبيد) و(كتب على نفسه الرحمة)..
دعوني انقل لكم هذه الجزئية من موقع اهل القران:
(ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ).. ألا تلمّح هذه الآية ، وقد تكون هناك أمثالها ، إلى أن العبد ، بمجرد أن يعتقد بأن الله واحد لا شريك له، وبمجرد أن يؤمن بأن الله أحد ,وبأنه الصمد ، وأنه لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحدٌ ، بمجرد أن يعتقد بذلك يصبح مسلما ؟
وللاستاذ جمال البنا رأي سديد في تفسير اية (ومن يبتغ غير الاسلام دينا).. حيث كتب:
( إن أي واحد يتصدى لتفسير آية يكون عليه أن يقرأ الآيات الخمس أو الست قبل هذه الآية والآيات الخمس أو الست بعدها، حتى يتبين له المقصود، لأن الآيات تبدو كما لو كانت آية مستقلة عما سبقها وعما بعدها، ولكن الحقيقة أن الآيات متصلة، فهي كموجات البحر، تظهر كل موجة كما لو كانت مستقلة،
فإذا قرأنا الآية التي سبقتها (قل ءامنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا تفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ( وهى الآية التي توجب الإيمان بكل الديانات وكل الأنبياء، مما يبدو كما لو كانت متناقضة، ولكن الآية التي بعدها (كيف يهدى الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين) توضح أن المقصود بالآية جماعة خاصة آمنت بالرسول (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون)، إذا أرادوا الرجوع من ردتهم الغليظة وأفعالهم العدوانية فلن يقبلهم الإسلام، وأوضح مبررات ذلك، فالحديث إذن ليس على مطلقه وإنما هو حالة خاصة بعينها.
ايها السادة:
المراجعات الشجاعة للكودة تجعلنا نشدد من ازره ونقبل يده وندفعه الى الامام ليمدنا بمراجعات اخرى نحن في اشد الحاجة اليها.
[email][email protected][/email]