استبدلوا نجيلة استاد الهلال بنبات قصب السكر..

اصبت بالاحباط واليأس وانا ارى الهزيمة الثقيلة التى مُني بها فريق الهلال قبل ايام.. هذه الهزيمة تجعلنا نردد الى متى تستمر مهازل الكورة السودانية.. هل يعقل ان ينهزم فريق وسط بلده وبين جمهورة وفي بطولة قارية.. هذه الفضيحة لا تنصرف الى الهلال وحده بل والى كافة الفرق الاخرى التي تمثلنا خارجيا أسوأ تمثيل..
سبق وذكرت كثيرا ان تدهور الكرة السودانية مرتبط ارتباطا وثيقا بالهلال والمريخ.. الفريقان يستحوزان على كل المواهب الكروية التى تظهر في الساحة ويقتلان بعض هذه المواهب بتجليسها على كنبة الاحتياط فاصبحت بقية فرق الدورى الممتاز خالية من المواهب لتعلب دور (الكومبارس) ليس الا وتنهزم من الهلال والمريخ ب 3 و 4 و7 .. ما يدعوا للتعجب ان فريقي الهلال والمريخ هنا في الدورى الممتاز اسدين مخيفين وتجدهما نعامتين تجفلان من صفير الصافر عندما يلاعبان الفرق الافريقية والعربية..
هل يعقل ان ينهزم فريق بين جمهوره وفي ملعبه 2 مقابل لاشيء من نهضة بركان.. ماذا سيفعل الهلال لو جاء فريق الرجاء البيضاوي او فريق الوداد.. يا لهذا الجمهور التعيس الذي تكبد المشاق ودفع ثمن التذكرة وربما هناك من جاء من الاقاليم ومن قطع الفيافي والصحاري وهو يرغب في رؤية نصر مؤزر لفريقه يجعله سعيدا منتشيا متفاخرا.. ترى كيف قضت هذه الجماهير العريضة ليلتها البائسة.. بعدما خذلهم فريقهم المغوار.. بينما (اللعيبة) ذهبوا لتناول عشاؤهم المكون من فول(البوش) وملحقاته كأن لم تكن هناك خيبة وانكسار وذل.. كأنهم لم يتسببوا في جرح مشاعر الملايين.. كانهم لم يتسببوا في (المغصة ) التى اصابت جموع المشجعين..
ايها السادة هل تذكرون عندما تناولت سيرة لاعب كرة السلة الجنوبي مانوت بول وكتبت حينها (وبعدها جاء شاب في مقتبل العمر الى مدينة جوبا .. كان راويا يحكي القصص والنوادر .. ذات مرة حكي لنا قصة عن رجل عملاق اسمه (غوج) .. نسيت مفردات كثيرة عن القصة .. لكنه ذكر ان غوج هذا ظهر في عهد النبي نوح .. وبلغ من الطول مبلغا لم يصله احدا من العالمين .. فكان يدخل المحيط ويخرج السمك بيده من الماء ثم يقربه للشمس – اي السمك – فيشويه .. بعدها يتناوله كوجبه طازجة ساخنة ).. اتدرون اين الان هذا الشاب الذي حكى لنا قصة غوج.. انه من كبار مليونيرات البلد لأنه لعب لعبة ماهرة حيث سجل عدد كبير في عضوية النادي واصبح يقبض الثمن في موسم الانتخابات وصار من كبار الاقطاب و(من ديك وعييك).. هذا ما يسمى بالثراء الفاحش من وراء الفرق الرياضية..
لي قريب لاذع في السخرية والتهكم حكى لي اخفاق لازمه يوما ما ربما افضل قليلا من اخفاق اغسطس وصديقته هيزل غرايس لانكستر وهما يبحثان عن نهاية رواية بيتر فان هاوتن.. قال قريبي انهم زرعوا قطعة ارض بنبات البامية.. بذلوا الجهد والعرق في العزق والسقاية والتسميد والرش.. لكن النتيجة لم تكن جيدة حيث منحتهم نباتات البامية المزروعة قرن واحد فقط.. نعم قرن واحد فقط.. قريبي بسخريته اللاذعة اطلق على قرن البامية ذاك اسم (القرن الافريقي).. نعم للمريخ ايضا قصة شبيهة بقصة قريبي هذا.. المريخ حصل على بطولة افريقية واحدة في 89 رغم العناية والمال الوفير وجلب المدربين الاكفاء ف(لعيبة) المريخ مثل (لعيبة) الهلال يتركون اكل الفنادق الفخم الذي يمنحهم الطاقة للجري و(المدافسة) طيلة اوقات المباراة ويتجهون لاكل الفول.. ربما هذه المرة الاولي التى يسجل فيها الفول نصرا عظيما.. ايها السادة الا نستحق ان نطلق على بطولة المريخ تلك اسم بطولة (قرن البامية) او بطولة (بيضة الديك)..
اصدقكم القول لو ان الامر بيدي لحرثت نجيلة ناديي الهلال والمريخ ولزرعت مكانها شتول قصب السكر.. طالما الميزانية السنوية تسجل (سالب) بدليل ان مديونية الناديين في ارتفاع؟ وطالما اخفاقهما في البطولات الافريقية يسجل ايضا سالب كبير.. وطالما ان اللعيبة ياكلون فتة الفول في مقابل منافسين افارقة احجاهم مثل الجواميس وقوتهم مثل قوة الاسود وسرعتهم مثل سرعة الفهود ورشاقتهم مثل رشاقة الغزالان..
العائد من زراعة قصب السكر افضل بكثير من العائد السالب الذي يحققه الفريقين.. لن ازرع الفول اطلاقا لان (البوش) احد اسباب النكسات والنكبات والاخفاقات الكروية..هذه الحقيقة يعرفها الجميع..
ايها السادة : جاء في (الاخوة كارامازوف) ان ديمتري قال وهو يخاطب شقيقه اليكسي: الكيسي صلي من اجلي ..
انت ايضا صلوا من اجل فريق الهلال.. واقع الهلال المزري يؤكد انه لن يحرز بطولة افريقية الا ببركة من السماء ودعاء مستجاب.. لان اكل الفول لا يمنح البتة بطولة افريقية..
النذير زيدان
[email][email protected][/email]
كان أستاذ الكيمياء المصري بالمرحلة الثانوية يأتي للحصة التي كانت بالجدول بعد الفطور…كان يجد الطلاب شبه نائمين و لا يتابعون الدرس…لذلك كان يعلق قائلاً:”ما حتفهموش… دا انتو أخدتو حبوب منع الفهم”- يقصد الفول!!
كان أستاذ الكيمياء المصري بالمرحلة الثانوية يأتي للحصة التي كانت بالجدول بعد الفطور…كان يجد الطلاب شبه نائمين و لا يتابعون الدرس…لذلك كان يعلق قائلاً:”ما حتفهموش… دا انتو أخدتو حبوب منع الفهم”- يقصد الفول!!