لامقطورة ولامقطورتان30

لامقطورة ولامقطورتان30

احمد المصطفي ابراهيم
في الأيام الماضية ظهرت مرة أخرى مُشكلة النقل في بلادنا وسبب ظُهُورها المُوسم الزراعي الجيد ورغبة كبيرة في التصدير، وهنا جاء دور قطاع النقل وبرزت مَرّةً أُخرى مُشكلة المَقطورة والمقطورتين التي ألغاها وزير النقل السابق مكاوي محمد رغم أنف غرفة النقل البري يومها، واليوم الغرفة تُريد استمرارالمقطورة الواحدة، والحكومة والمُنتجون يُريدون مَقطورتين لتخفيف تكلفة الترحيل وليصبح الصادر مُنافساً.
أما أنا فلا مع المقطورة ولا المقطورتين، أين القطارات (التي لا تستهلك الإطارات)، أين السكة حديد التي بشّرونا مرات ومرات؟ إنّها ستعود أقوى وأفعل بعد الفلنكات الخَرسانية التي نزعت لها فلنكات الخشب وقضبان السكة حديد البريطانية الصنع؟
(بالمُناسبة كان أحد أقاربنا لا يَعرف من اللغة الإنجليزية إلا ثلاث كلماتmade in England ولا يشتري إلا إذا وجد هذه الكلمات مكتوبة).
أين اختفت شركات القطاع الخاص التي دخلت كمشغل للسكة حديد، أشهرها واحدة اسمها شيخو؟ هل فشلت أم هربت؟ ولماذا؟ يبدو أنّ كل وزير نَقل يَبدأ من الصِّفر مَاسِحَاً كل ما وجد من خُطَطٍ وعُقُودٍ بممحاة إنجليزيّة الصنع ويَبدأ مَشاوير السّفر إلى الصين برؤية جديدة. (كأني أرى صينيين يتهامسان، السودان دا فيه كم سكة حديد؟ نحن الصينيين عملنا أطول خط سكة حيد في العالم من الصين إلى أوروبا ولم يُكلِّفنا ربع ما صرف هؤلاء على خطوطهم).
المعلوم الآن القطاع الخاص يقوم بترحيل 97% من البضائع و95% من الركاب [بالمُناسبة في زمن مَضَى كَانت رُخصة اللوري فيها خيار (بضاعة وركاب) والركوب على البضاعة كان متعة].
سكة حديد “هيا ? عطبرة” سمعنا يوم تأهيلها أنّها فرج النقل البري ومرّت سنين ولم نسمع فرجاً ولا رخصاً في النقل البري.. ملف السكة حديد هذا يجب أن يُفتح منذ عام 2000 إلى يومنا هذا.. كم من الدولارات صُرفت عليه؟ وأين ذهبت القُرُوض التي جاءت باسم السكة حديد؟ ومُراجعة كُل قرش صُرف على السكة حديد ليس القروش فقط، رغم أهميتها، ولكن القَرارات المُربكة مثل عُقُودات التّشغيل التي مُنحت لبعض الشّركات يوم غلب رأي أنّ على الدولة أن تخرج من تشغيل السكة حديد وتكتفي بتأهيل البنيات التحتية.
من ينفض الغبار عن مئات عربات السكة حديد المُبعثرة في محطات السكة حديد في الخرطوم وعطبرة وغيرهما، ويقال إنّه في بورتسودان مُمتلكات حديدية بملايين الدولارات وُضعت في العراء سنين عددا وأكلها الصدأ ولم يسأل مسؤول أو شبه مسؤول لماذا استوردت ولماذا لم تُرحّل ولم يستفد منها كل هذه المدة.
بدلاً من النقاش الدائر في المقطورة والمقطورتين، حرِّكوا هذه الثعابين الحديدية ودَعُوهَا تَتَلَوّى في هذا السُّودان قَاطرة تَستهلك وقود شاحنتين ولا إطارات لها وتنقل عشرات الأضعاف في السفرة الواحدة.
هل نركن الى نظرية المُؤامرة ونقول هناك جهات مُستفيدة من تَوقُّف السكة حديد ولن تتركها تقوم لها قائمة؟
هل المُقارنة بين النقل البري والسكة حديد تحتاج إلى مُختص؟!.
[email][email protected][/email] السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..