الحركة في مؤتمرها ..!

شمائل النور

حتى كتابة هذه السطور لا علم لي إن كانت الحركة الإسلامية قد اختارت أمينها العام الجديد أم ليس بعد، ولا أشعر أن هناك ما يستوجب الملاحقة لمعرفة ذلك قبل الكتابة، لا شيء سوى أنه لن يحدث فرق، لا فرق إن تم التجديد أو التمديد للأمين الحالي أو تم اختيار وجه جديد.

هذا ليس مهماً وليس مهماً أن يغرق من يكتب في وحل الفشل في تقديم خيارات للقيادة أو تلاشي الديمقراطية، فهذا ترف في الكتابة.

إطلعت على ما كتبه الإسلامي المعروف التيجاني عبد القادر تحت عنوان الحركة الإسلامية المختطفة، بدأه بالفقرة التالية: ?هذه مقالة من الأرشيف. نشرتها قبل خمس سنوات (27 يوليو 2013) عن مأزق الحركة الإسلامية في السودان. أعيد نشرها بمناسبة انعقاد المؤتمر الأخير لهذه الحركة (نوفمبر 2018)، لعل بعض من نظم المؤتمر أو شارك فيه يجد وقتاً للقراءة والتأمل قبل انعقاد المؤتمر القادم، خاصة وأن المأزق قد صار أكثر عمقاً وأعظم خطراً.

ولو أن عبد القادر كان حضوراً أو شاهداً على هذا المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس الأول، فلربما يتخذ قراراً بوقف كتاباته الرامية نحو الإصلاح، لأن واقع الحركة الآن هو أشد خطراً على البلاد. كيف؟

تابعت الجلسة الختامية للمؤتمر، ليلة السبت، كان البرنامج عبارة عن كلمات لبعض الضيوف من خارج البلاد عطفاً على البيان الختامي والتوصيات وكلمة الأمين العام المنتهية ولايته. الخلاصة أنه وأنت تستمع داخل القاعة لهذه الكلمات، لن ينتابك شك في أنك تعيش واقع مغاير تماماً عن الواقع الحقيقي.

هذه الحركة، وبالمناسبة، رغم أن هناك الكثير من الإسلاميين يعتبرون أنها لا تمثل سوى المؤتمر الوطني، لكن الحضور الذي كان في هذا المؤتمر كبير، أياً كان هؤلاء، إسلاميو الوطني أو الرصيف، فهذه الحركة منفصلة عن الواقع على نحو مقلق.. هذه الحركة لا تشعر بأزمة ليس لأنها لا تريد، بل هي لا ترى في الأصل أزمة.

حركة تحكم البلاد لنحو 30 عاماً، تقيم مؤتمرها التاسع في هذا التوقيت الذي تتقلب فيه البلاد على أزمات عدة، تتجاوز كل هذا الواقع المر ولا تقف عنده ولو بورقة، بل ولا مجرد توصية في بيانها الختامي، هذه مسألة خطيرة للغاية، وهذا عبء كبير على البلاد.

الحركة الحالية أو الجسم الموجود حامل الاسم، استطاعت مؤسسة الرئاسة أن تحوّله إلى تنفيذيين يفعلون ما يؤمرون، وهم مرتاحون على هذه الوضعية.. ليس ثمة علاج ممكن في جسم ميت.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..