هل الحركة الإسلامية هي التنظيم السري للنظام 1-2

كثير هو الذي يمكن ان يقال عن أخطر تنظيم إسلاموى علي الكرة الارضية كلها منذ ظهور الإسلام علي وجه الأرض بثعلبيته وخداعه وتلونه وبرجماتيته وعدم اقتناعهم بتأسيس كيان واحد معروف مثل باقي الأحزاب والكيانات السياسية ولابد لهم دائما من ذراع سرية وأحيانا اكثر من ذراع واحدة .. هنا يهمنا ان نركز علي هذا الكيان المسمي (بالحركة الإسلامية) ولماذا هو موجود طالما هنالك (حزب) إذا كان فعلا حزب يسمي (المؤتمر الوطني)؟
فبل ان ندخل عريقا في سبر اغوار ذلك التنظيم لا بد من مقدمة نبين فيها ان الادوار السرية بصور مختلفة بدات مع ظهور هذه الجماعة المعروفة بحركة (الإخوان المسلمين).
د. الترابي في حواره مع الاعلامي احمد منصور إعترف بانه كان لهم تنظيم سري بدا بالعمل منذ ان وصل التيار اليساري للسلطة يعني مع نجاح انقلاب مايو الذي نفذه ضباط شيوعيين وقوميين عرب يقودهم جعفر نميري في 25 مايو 1969.
اضاف انهم بداوا التفكير في (التمكين) بمعني ان يستولوا علي السلطة في السودان وبسط مشروعهم الإسلامي بعد فشل المحاولة المسلحة التي اتت من ليبيا والتي عرفت بالغزو الاجنبي عام 1976 المكونة من كيانات حزبية قديمة معروفة (امه / إتحادي) إضافة الي التيار الاسلامي (الإخواني) تحديدا .. وقال د. الترابي اننا ادركنا لابد من ان نعمل للوصول للسلطة عن طريق انقلاب عسكري او ثورة لأننا لا يمكن ان نصل عن طريق السلمي الديمقراطي ولن يسمح لنا بذلك ولذلك بدانا في تأسيس (النظام السري) الشبيه بالنظام الخاص الذي اسسه حسن البنا في مصر عام 1940 بعد تاسسيسه لجماعة الاخوان المسلمين في الاسماعيليه عام 1928.
وهو جهاز خاص بعملية الاغتيالات والتصفيات بل ان من يعمل فيه هو نفسه معرض للإغتيال اذا خرج علي النظام الخاص او اباح سرا مهما كان حجمه وبقصد تو دون قصد، ذلك في مصر والامر كما يبدو لا يختلف كثيرا في السودان فالجماعة هي الجماعة والمنهج هو المنهج .. فهل يا تري كان الشاب امرحوم (غسان) الذي عمل في مكتب والي الخرطوم ينتمي للتنظيم السري مثلا؟ فخرج عليه وكشف سرا فكان لابد ان يموت في حادث حركة يبدو عاديا مباشرة بعد كشفه لذلك السر؟
الشاهد في الامر كان التنظيم الخاص الذي اسسه البنا بقيادة اخواني يدعي (عبد الرحمن السندي) بعد ان يؤدي الكادر الإخواني قسم البيعة العادي للمرشد حسن البنا يقوم بعد ذلك باداء قسم اخر امام شخص لايراه اي في مكان مظلم اذا تمم اختياره للإنضمام الي (النظام الخاص) واضعا يده علي المسدس ثم علي المصحف للطاعة والولاء ولعدم كشف اسرار ذلك التنظيم.
اما الذي قاله الترابي مع عدم التصديق بكلما قاله بان النظام السري قد بدا عمله عام 1977 حيث تؤكد الدلائل انه قد بدا قبل ذلك بكثير .. وان ان النظام السري بدا بحوالي 60 شخصا يسمون مجلس الشوري ويقودهم الترابي بنفسه تحتهم مساعدين في حدود الثلاثين او الاربعين مساعدا تحتهم عدد من العملاء والمخبرين من تنظيم الإخوان نفسه.
واضاف الترابي انهم وجدوا براحا وحرية في العمل وتوسعوا في علاقاتهم خارجيا واخترقوا جميع مؤسسات الدولة السودانية جيش وشرطة وقضاء وبعثات خارجية واجهزة تنفيذية خلال فترة سوار الدهب اي بعد الانتفاضة التي اطاحت بالنميري في ابريل 1985.
وتواصل التخطيط للإستيلاء علي السلطة والمزيد من الإختراقات للمؤسسات خلال فترة الديمقراطية الثالثة التي استمرت لثلاث سنوات فقط كان هم نظام الأخوان الوحيد كما قال الترابي هو (التمكين) ويقصد بذلك الوصول للسلطة والهيمنة علي السودان بصورة شاملة حتي تحقق حلمهم في 30 يونيو عام 1989.
في الجزءالثاتي اواصل .. متسائلا هل الحركة الإسلامية التي لا تمتلك اي مشىروعية وجود او عمل قانوني تمثل التنظيم السري كما يسمي في السودان او النظام الخاص الذي أسسه حسن البنا في مصر؟
تاج السر حسين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..