آهات المعلم الذي يحترق!ا

آهات المعلم الذي يحترق!
د.عبداللطيف محمد سعيد
[email protected]
قبل بداية العام الدراسي الجديد يجب حل مشاكل المعلم اولاً فالمعلم الذي قيل عنه انه الشمعة التي تحترق لتنير الطريق للاخرين يعاني من الظلم… حتى صار في السودان المعلم تحرقه الدولة بنار الاهمال وعدم التقدير! لا نريد الحديث عن الفرق بين حافزه الذي صرفه مقابل المراقبة واعمال الكنترول والتصحيح وحافز الدكتور الذي بلغ الملايين وانما نريد الحديث عن راتبه الضعيف جداً والذي لا يصرفه اول الشهر ولكنه يتأخر ويتكرر التأخير كل شهر ولا احد يستجيب ولا احد يعالج! ونسأل اهل الحافز المليوني هل تتأخر مرتباتهم كما تتأخر مرتبات المعلمين؟ هل يتذكر هؤلاء قرار الرئيس او تصريحاته بان يصرف المعلم مرتبه قبل الدستوريين وهل تحقق ذلك؟ وهل صار مرتب المعلم اعلى مرتب في الدولة كما اوصى السيد رئيس الجمهورية؟
لقد قلت كثيراً اننا ننتظر انصاف المعلم على كل المستويات ونذكر بالخير كله الاستاذ عبد الباسط سبدرات ايام كان وزيرا للتربية والتعليم وانجازاته التي منها بطاقة المعلم والتي صارت بعده لا تفعل شيئاً سوى السماح لحاملها بدخول المستشفى للزيارة فقط وليس العلاج… حتى صار الحديث عن تلك البطاقة مثار سخرية واستهزاء فقد سمعت يوما احد الضباط يقول لزميله عبر الهاتف انه اليوم يعمل في البطاقة التي تدخل المستشفى ولم يقل بطاقة المعلم… هل الحكمة من ان هذه البطاقة لا تدخل إلا المستشفى تدل على ان الدولة تعترف بانها تسبب الامراض للمعلم؟ هل ستفعل هذه البطاقة خاصة بعد السجل المدني ام انها ستلغى ونرتاح من استخراجها وتجديدها والاجراءات الطويلة وهو امر لا يتم الا في السجانة؟
هل نتوقع هذا العام وبعد الحديث عن الحوافز المليونية وبعد الذل وعدم الاهتمام الذي عان منه المعلم يوم صرف حافزه عن المراقبة واعمال الكنترول هل نتوقع مع اطلالة العام الجديد ان ينصف المعلم ام اننا سنعود ونكتب نفس الكلام الذي تعبنا منه وتعبت منه مجالس المدينة ولكن لا احد يسمع؟
اما الجانب الاخر من عدم انصاف المعلم فحكاية الترقيات… هل يصدق القارئ ان المعلم عليه متابعة ترقيته بنفسه؟ وبالوزارة عشرات الموظفين ولا اظن ان ترقياتهم تتأخر ففي يدهم القلم وقديما قيل (الفي يدو القلم ما بكتب نفسه شقي) وان الترقيات تفتقر الى المساواة؟ وان شعار هذه حالة فردية يقال لعشرات المعلمين والمعلمات كاعتذار لتأخر الترقية؟ وحتى بعد الترقية تطل مشكلة صرف الفروقات وان فروقات بعض السنوات تسقط ولا يدخل هذا من باب اكل مال الناس بالباطل!
نأمل ان يتبدل الحال هذا العام وان ينصف المعلم وان نكتب مشيدين بالوزارة والوزير ونكف عن الكتابة عن مشاكل المعلم وظلمه واولها ان تصرف المرتبات مع بداية الشهر. واخرها تفعيل بطاقة المعلم حتى لا يقتصر دورها على دخول المستشفى فقط.
والله من وراء القصد
يا أستاذي العزيز لا تنتظر من التيس أن يأتيك بالحليب مع عدم المؤاخذة , مهنة التعليم مهنة شريفة ومهنة محترمة فلا تنتظر أن ينصف المعلم أو مهنته من أشخاص ليست لهم علاقة بالشرف أو الاحترام أو قل لا تنتظر أن ينصف المعلم من قبل من لا يعرفون معنى التفاني ونكران الذات , فنحن قوم تحكمنا حفنة من اللصوص أول ما فعلت عندما أتت للسلطة قامت بتدمير التعليم والقضاء عليه بشكل كامل لتجهيل الأجيال القادمة من أبناء هذا الشعب وذلك كجزء من مؤامرة كبرى تضمن لها البقاء في السلطة مدى الحياة . أما رئيسكم الراقص صاحب القرارات الجوفاء, فقد أطلق هذه القرارات ولم يكن في نيته تنفيذها أصلا و انه لا يدري كيف تنفذ وما هي الجهة التي ينبغي عليها الشروع في التنفيذ . فعلينا أن ننتظر الفرج من الكريم وان نتضرع بالدعاء من اجل رحيل هؤلاء اللصوص ومن ثم نبحث عن كيفية إنصاف المعلم .