نقص الموارد أم نقص الكفاءة؟؟

1

كلما أعلنت الحكومة مصفوفة حلول اقتصادية تكاثرت الصفوف واستطالت، منذ زمن بعيد (الغبش واقفين صفوف) ولكن إلى متى؟.. هل كُتب على الشعب أن يزهق نصف عمره في صفوف لا متناهية، اليوم يكاد يكون معاش الناس مرتبطاً بالصفوف وكل صنف له صف.. البنزين صف، الجازولين صف، الخبز صف، وأخيراً صف الكاش. هذا إذا كنت محظوظاً ووجدت بنكاً أو صرافاً آلياً به فلوس أصلاً؟.. ما السبب يا ترى؟.. هل هو نقص موارد أم نقص كفاءة؟ أم تآمر وحفر لإفشال السياسات الجديدة، أم أنه خليط من كل تلك الأسباب؟.

2

لنبدأ بنقص الموارد.. كل التصريحات والأرقام تشير إلى أن الحكومة تسدد ما عليها للمطاحن على (داير المليم) وهي تنفق 25 مليار جنيه يومياً لدعم الخبز، وتسلم المطاحن الحصص كاملة للوكلاء الذين يفترض أن يسلموها للمخابز ومنها للمواطن. المطاحن تنتج أكثر من حاجة البلاد من الدقيق ولا مشكلة في الاستيراد والمخزون الاستراتيجي كافٍ بحسب الأرقام التي تصدرها الحكومة.. إذن لماذا والحال كذلك تحدث أزمة في الخبز؟. القنوات بحسب الحكومة تعمل بصورة محكمة مما لا يدع مجالاً لتهريب الدقيق، كما قالوا للسوق الأسود، إذن أين الخلل؟ أين الحلقة المفقودة؟ إذا كانت الموارد متوفرة والأزمات مستمرة عليك أن تسأل عن كفاءة البشر.
تنطبق هذه المعادلة على البنزين والجازولين، الحكومة تحلف بربها وبالطلاق وفي وقت قريب أنها وفرت الدولارات الكافية لاستيراد خمس شحنات وهي ترد تباعاً إلى ميناء بورتسودان، ومن وقتها ينبغي أن تكون تلك الشحنات قد وصلت إلى المحطات وانتهت أزمة الجازولين والبنزين ولكن هذا لم يحدث.. لماذا؟. اسأل عن كفاءة الإدارة.. هل ستحل إقالة وكيل النفط الأزمة؟

3

عجزت الحكومة عن حل أزمة النقود رغم الوعود المتكررة، كما عجزت عن إعادة ثقة الناس في النظام المصرفي وتضج البلاد الآن بالشكوى من عدم قدرة المودعين على الحصول على أموالهم والحكومة عاجزة عن اتخاذ قرارات حاسمة لتقنين الدفع بالموبايل. إزاء هذا الوضع لابد للحكومة إجراء حاسم ومر ومكلف ولكن لابد منه، وهو اتخاذ قرار بتغيير العملة وفوراً.. إعادة العملة إلى خزائن البنوك يتيح لها التحكم في النقود، ولا أعني بذلك بالطبع مصادرتها ولكنه إجراء مؤقت لإرجاع السيولة وضبطها وتوجيهها بصورة صحيحة بدلاً من تركها في المخازن والاتجاه لمزيد من الطباعة التي لم تعد تجدي. هذه الفكرة ليست بحاجة لموارد إنما لكفاءة، وإذا كانت الحكومة تنقصها الموارد فعلى الأقل ينبغي ألا تنقصها الكفاءة، أما إذا جمعت بين نقص الموارد ونقص الكفاءة فلتنتظر الله في الكريبة!!

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..