(إذا خلص الفول.. أنا ما مسؤول).. ..الخواجات يحسدوننا..الفول.. وجبـة مظلومة

الفول.. وجبـة مظلومة
(إذا خلص الفول.. أنا ما مسؤول).. عبارة شائعة يعلقها أصحاب المطاعم الشعبية على أبوابهم، ولا تمر مرور الكرام لمن قصد (الفوال) لتناول وجبته المفضلة، وهنا يدخل في ما يسمى (الاكتئاب الفولي)، إذا (شطب) الطلب من الفول..!
لا نذكر أول مرة تناولنا فيها الفول، وذلك بسبب الاعتياد اليومي، ففي السودان يمثل الفول الطبق الوحيد (الجاذب) الذي يجمع حوله كل الناس، ونحن مولعون به لدرجة اطلاق الألقاب عليه، وكثرة الأسماء تدل على عِظم المُسمى، فهو (الخرسانة، والصبة، والملطم) وغيرها.. وهو وجبة شعبية مهمة يتناولها الطلاب والمعلمون والموظفون وحتى (الفول فطور الوزير، وغداء الفقير)..
مدرب المريخ الألماني السابق أوتوفيستر، طلب من اللاعبين عدم الإكثار من الفول، لما يعتقده انه يؤثرسلبا على لاعبيه ان اكثروا في اكله. لاعبيه الذين يراهم يفضلونه كثيراً، والفول تعتبر أسعاره هي الأقل مقارنة ببقية المأكولات، لذا اشتهرت بفضله مطاعم عديدة تقوم شهرتها على (دنكلة) الصحن، والطلاب (خصوصاً) بعد صحن (البوش) يذهبون إلى الفصل (بنصف الوعي)، ومعظم (آكلي البوش) ينامون بعد (الفسحة) مباشرة..
قالت صحيفة كندية انه قد اتضح أن غالبية الشعب السوداني، يعتمدون على الفول كوجبة رئيسية في غذائهم، وأضافت منظمة أجنبية عاملة في السودان في أحد تقاريرها: الشعب السوداني يحب أكل الفول المصري بكثرة، ولا يمل منه أبداً، لذا نوصي بالمزيد من الدراسات حول تأثير الفول على المزاج.
ثنائيات خطيرة
يمكن للسوداني تناول الفول في كل وجبة وليس لطعام آخر الاستطاعة في منافسته، فصحن الفول قابل للتفاعل مع أية مادة مضافة اليه، كالليمون والدكوة والسلطات بأنواعها، وتختلف تماماً هذه المكونات عن الفول (السادة)، كما أن بعض الأطعمة شكلت ثنائية خطيرة مع الفول، خصوصاً الجبنة وزيت السمسم، كما أن بعض المواد الغذائية تدخل على الفول (كزيادة خير)، ولكنها نادرة التحالف معه -لغلاء سعرها- مثل الساردين.
شهيد الفول
الصحافي الاماراتي خالد القشطيني كتب ابان زيارة له إلى السودان: في السودان مدينة جميلة سُميت كسلا، يميل أهلها للاكثار من أكل الفول كلما أرادوا النوم عميقاً..
ولعل السخرية من الفول لا تنسحب على السودان فقط، ففي مسرحية (المتزوجون) يسخر سمير غانم ممن تناول الفول بقوله: (يمشي على الزلط ويقطع الاشارة الحمراء، واللي واكل فول يبان على وشو)، وأيضاً العراقيون يحبون الفول مثلنا، ويسمونه (الباقلاء) وهم لا يعتقدون بأنه يساعد على النوم، ولكنهم يرون أنه يورث الغباء
كتب الصحافي المصري محمود السعدني عن الفول : يسبب الاكثار من الفول الكثير من الغازات بالبطن، والفول يحتوي على نسب عالية من الغاز السام المسمى كبريتيد الكربون، ويحكي ان احد الجيران بلغ الشرطة انهم سمعوا من غرفة جارهم أصواتاً متكررة لفرقعات، وعندما فتحت الشرطة غرفة جارهم وجدوه قد فارق الحياة، فقد مات شهيداً للفول بسبب كبريتيد الكربون.
وتروي الروايات أن أشهر آكلي الفول الأديب العالمي الشهير نجيب محفوظ والرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري.
أسوأ عادة
رغم التنوع الغذائي للمائدة السودانية، إلا أن هناك أشياء تعد من ثوابت (الصينية) التي يتمسكون بها، فالفول سيد المائدة، وليس (عند اللزوم فقط)، وحينما يتحدث أحدهم بحديث (مشاتر) يقولون له: (كلامك زي الفول بدون زيت).. وقال احد محبي الفول:
أتاني الفول قبل اللحم يوماً
فصادف بطناً خاوياً.. فتمكنا
كما قال أحد أهل القرى الذين جاءوا إلى الخرطوم: ناس الخرطوم علمونا أسوأ عادة، وهي أكل الفول..
الفول مظلوم
الخبير الغذائي د. بدر الدين السر قسم السيد قال ان الفول (وجبة مظلومة جداً)، وأكد أن تناول طبق من الفول في الصباح يجعلك سعيداً طوال النهار، وتكون حينها أقل عرضة للتقلبات الانفعالية وأشد استغراقاً في النوم.
وأشار بدر الدين أن خبراء التغذية يؤكدون أن الفول يعد أعظم مصدر للألياف التي تساعد على عدم وصول المواد الضارة للمخ، والتي تؤثر على افراز مادة (السيراتونين) التي تسبب السعادة، وأن طبقاً متوسطاً من الفول يحتوي على نصف كمية الحديد التي يحتاج اليها الجسم يومياً، ولزيادة امتصاص الحديد، يوصي بدر الدين أن يتم تناول الفول مع الأغذية الغنية بفيتامين (سي) وذلك باضافة الليمون وشرائح الطماطم والبصل.
ويعتبر الخبير بدر الدين ان تناول الفول مع الزبادي يعد أحسن (التدخلات) الغذائية بسبب أن الزبادي يمد الفول بالأحماض الأمينية الحيوية الناقصة في الفول، كما يمده بالدهون والكالسيوم.
ولهذا نوصي (جمعية حماية المستهلك) بحماية المستهلك السوداني من زيادة أسعار (حبيب الشعب)، ففراق الأحبة يدمي القلوب، وهنا وفي حالة الفول، يدمي الجيوب أيضاً..
الخرطوم: نشأت الإمام
الرأي العام
هل تذكروت قصة الدجاجة الصغيرة الحمراء ومقولتها (الفول فولي زرعته وحدي وسأكله وحدي ) ذلك لمن تكاسل عن الجد ونام وعندما جاء وقت الحصاد لجأ للتسول تماما مثل اؤلئك الذين يطالبون بازاحة حزب المؤتمر الوطني من الحكم يعني كان الافضل ان يحشدواالقوي ويعدوا العدة للانتخابات ويفوزوا بالاصوات ويحكموا البلاد مش يناموا ويلموا الناس في بلاد الغرب عشان يفكروا كيف يبعد وا اهل الانقاذ من انقاذ السودان ولو فلح المتسول ما كانت هنالك ايدي تمد لهم الفتات
ارجوك خلي حبيبنا الفول في حاله فطور الجعان وعشا الضيفان واذا مااكلنا فول عايزنا ناكل نيم ولا شنو والفول وجبه مشبعة خالص وحبيب الشعب وعمر الانسان ماكتلو الفول بل كتلو يومه وعدم الفول والجوع ولو ما الفول لقعدت محسور واذا فقدت الفول ابحث عن مويه الفول فشيء خير من لاشيء
ورد خبر قبل مدة ليست بالقصيرة،أن أحد الباحثين وهو طبيب سوداني، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، توصل إلى نتيجة مفادها أن في الفول مادة أو عنصر يمنع أويقاوم حدوث مرض الصرع، وقد استخلص مادة من الفول لعلاج مرض الصرع. علماً بأن البحث أجري في جامعة الملك سعود بالإشتراك مع جامعة كندية على ما أذكر.
وفي الخبر ورد أن الباحث السوداني توصل إلى نتائج هذا البحث من خلال ملاحظته لمعدلات الإصابة بمرض الصرع على المستوى العالمي، ولاحظ أن هذا المعدل العالمي منخفض جداً في السودان، ففكر في أكثر المواد الغذائية تناولاً في السودان، وتبادر إلى ذهنه (الفول)، وعندما أجرى أبحاثه على الفول، واستخدم في ذلك فئران التجارب، توصل إلى نتيجة بحثه القيم.
فلا تظلموا الفول أيها الناس.