الرئيس المصري محمد مرسي في السودان بضغوط قطرية

«واجب لا أكثر»، قد يكون هو التعبير الأكثر توصيفاً للزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي اليوم للسودان، رغم ارتباط البلدين بملفات استراتيجية تتطلب منهما أرفع درجات التنسيق.

مي علي

الخرطوم | بعدما حلّ ضيفاً على أكثر من عشر دول عربية وغربية، يصل الرئيس المصري، محمد مرسي، اليوم إلى الخرطوم في زيارة تبدو كأنها «إجبارية» لجاره الجنوبي، وسط ترجيحات تتحدث عن ضغوط قطرية أقنعت مرسي بضرورة التوجه إلى السودان.
الزيارة التي ستستمر لـ24 ساعة فقط، وتتخللها مباحثات مشتركة مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من قيادات الأحزاب السودانية، يرى مراقبون أنها تأخرت؛ إذ من المفترض أن يكون السودان الدولة الأقرب لنظام مرسي، باعتبار أن النظام القائم في السودان نظامٌ إسلامي وصاحب تجربة طويلة في الحكم فاقت عشرين عاماً. لكن منذ وصول حزب الحرية والعدالة إلى مقاليد الحكم في مصر، خيّب التوقعات بتقاربه مع نظام البشير الذي كان البعض يعول على أن يلجأ إخوان مصر للاستفادة من تجربة الإسلامين في السودان. غير أن واقع الحال يشير إلى أن حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر نأى بنفسه بعيداً واكتفى بالحفاظ على علاقات دبلوماسية مع الخرطوم، من دون إعطائها أي خصوصية تذكر. ورغم أن الزيارة تأخذ طابع الحفاظ على متانة العلاقات بين البلدين، إلاّ أن ثمة ما يوحي بوجود بوادر أزمة دبلوماسية متكومة بين الخرطوم والقاهرة، ولا سيما مع تأخر زيارة الرئيس المصري.
وتفيد مصادر مطلعة بأن القيادة السودانية كانت في حال من التململ والاستياء نتيجة اتخاذ القيادة المصرية الجديدة المواقف الإقصائية ذاتها التي مارسها النظام السابق ضد الحكومة السودانية وتبني مواقف مشابهة لمواقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك وسياساته تجاه السودان. والأخير كان يتعامل مع الملف السوداني كملف أمني من الدرجة الأولى وأن السودان يمثل العمق الأمني لمصر. ولم يستبعد مراقبون أن تكون زيارة محمد مرسي قد جاءت بناءً على رغبة حكومة الخرطوم وبضغوط من دولة قطر التي تربطها علاقة وثيقة مع حكومة الخرطوم. وبدا أن قطر حريصة على التوسط بين الخرطوم والقاهرة، ولا سيما أن ملف السودان لطالما كان قضية خلافية بين القاهرة والدوحة إبان عهد مبارك، بعد تبني الأخيرة لملف دارفور واعتراض القاهرة على تحجيم دورها الإقليمي بإبعاد ملف دارفور عنها.
لكن الحكومة السودانية وجدت مبرراً لتأخر زيارة مرسي مدة سبعة أشهر كاملة، بقول وكيل وزارة الخارجية السوداني، رحمة الله عثمان: «نحن قدرنا ظروف القيادة السياسية في مصر في السابق ونرحب بزيارة الرئيس مرسي في الوقت الحالي».
من جهته، رأى الخبير المصري في الشؤون السودانية، هاني رسلان، في حديث مع «الأخبار» أنه «يتضح جيداً أن زيارة الرئيس مرسي للخرطوم تأتي بطلب وإلحاح من القيادة السودانية». وأوضح «فلسفة» النظام في الخرطوم الرامية الى تمتين العلاقة مع مصر، لافتاً إلى أن «نظام البشير يريد فتح صفحة جديدة مع الإخوان في مصر، باعتبار أن الإسلام السياسي» يجمعهما. وشدد على أن إصرار الخرطوم على إقامة علاقات جيدة مع نظام مرسي «بغرض تحقيق مصالح النظامين في كلتا الدولتين»، لا مصالح البلدين. ورأى أن ذلك النهج يضر بالعلاقة التي تجمع مصر والسودان.
ويتشارك البلدان في مصالح استراتيجية إقليمية كبرى؛ إذ يتخذ السودان ومصر موقفاً موحداً في ما يتعلق بقضية ملف مياه النيل.
وفيما تسعى دول المنبع (أوغندا، إثيوبيا، الكونغو الديموقراطية، بوروندي، تنزانيا، رواندا، كينيا، وإريتريا) إلى تعديل اتفاقية 1959 التي حددت حصة كل دولة من مياه النيل، ترفض دولتا المصبّ، السودان ومصر، الأمر على اعتبار أن أي تعديل سيخفض من حصتيهما. لكن رغم خطورة هذا الملف، يبدو التنسيق بين البلدين في أدنى مستوياته. وتعترض زيارة مرسي «ألغام» مدفونة في طريق تحسين العلاقة بين البلدين، أهمها وأخطرها على الإطلاق أزمة مثلث حلايب الحدودي، المتنازع عليه. وهي الأزمة التي ظلت تراوح مكانها منذ عهد مبارك، ومن الممكن أن تستخدمها المعارضة المصرية في وجه مرسي إذا أبدى أي مرونة أو تنازل فيها. لكن في رأي رسلان، ليس من مصلحة محمد مرسي مناقشة قضية حلايب مع الجانب السوداني في الوقت الحالي؛ إذ تشهد الساحة السياسية الداخلية حالة صراع واستقطاب شديدين. لكن بدا واضحاً أنّ القيادة السودانية هي الأخرى غير مستعدة الآن لإثارة ملف حلايب، ولا تريد أن تؤدي هذه المشكلة إلى وضع عراقيل في مسار العلاقة بين البلدين. فمنذ إطاحة نظام مبارك قبل عامين، امتنعت القيادة السياسية في الخرطوم عن إثارة ملف حلايب وشلاتين المتنازع عليها مع الجار الشمالي، تقديراً منها للظروف السياسية الداخلية التي تمرّ بها مصر، ولم تنفك الحكومة السودانية تكرر مقولة أن القضايا الحدودية لا يمكن أن تشكل نقاط خلاف بين الدول، على أن تؤجَّل الملفات العالقة بين البلدين إلى حين استقرار الأوضاع السياسية في مصر.
إلى جانب ملف حلايب، يقف ملف «الحريات الأربع» حجر عثرة في طريق التطبيع الكامل في العلاقات بين البلدين؛ إذ لا تزال بعض بنود الاتفاق الذي ينص على حرية التملك والتنقل والإقامة والعمل ينقصه التنفيذ.
كذلك ينتظر أن تزيل زيارة مرسي الكثير من الاستفهامات بعد استقبال حزب الحرية والعدالة الحاكم لقيادات من الحركات المسلحة السودانية في مصر والسماح لها بفتح مكاتب لممارسة نشاطها السياسي، وهو ما كان السودان قد أبدى امتعاضه من الأمر وتقدم بشكوى رسمية وقتذاك للسلطات المصرية.

الاخبار

تعليق واحد

  1. ونسأل عنه كان طول ****** وما هاميه كان غبنا
    بعد ما اكلو اللحم العجالي الطاعم بتاعنا كنت او بالاصح كانت الحكومة بتتوقع انه الود مرسي بعد ما اصبح الرئيس بركب اول طيارة قايمة من مطار القاهرة وطوالي على الخرطوم ولكن حصل العكس فالود مرسي زار كل بلدان الدنيا والعالمين و لمن بقا على السودان قالو مشغول
    الغريبه رئيسنا عمر البشير لمن مشى مصر كانت كل الكبريهات مفتوحة وكانت كل مومسات مصر يمارسن عملهن بكل جد و اجتهاد ولكن لما جاء الرئيس مرسي اليوم للبلدنا اوقفو كل بائعات الشاي والفريشه والباعة المتجولين لمدة يومين يعني بالواضح كده لمن الود مرسي يسافر لبلده ويشوف شوارع الخرطوم نظيف و خالية من الحاجات السالبة ويقول ياسلاااااااااااااااااااااااام بلدكم حلوة ونظيفة لكن تبقى المشكلة في اولئك الصغار الذين ينتظرون قدوم ستات الشاي والفريشة و و و و وحاملين معهم قوت اليوم ولكن يفجأ اولئك الصغار بان ابائهم وامهاتهم اتوهم لكن بلافتات كبيرة مكتوب عليها اصبرو الليله وبكرة واكلوا من سنامكم لمن سيدنا مرسي يسافر بالسلامه

  2. بعد ضغوطدولة قطر البشير اكون تلفن مرسى..عليك الله تعال ما تحرجنا يا عمى مرسى..عدم جيتك فضحتنا مع الخلق…. الله ارضى عليك ياعمى مرسى … ما تنسى عشرة البقر والانعام الرسلته ليكم.. والله تجى تانى ارسل لييكم عشرة الف بقرة انت لوحدك عندك فيها خمسة الف…مرسى بقول ليه .زانت ناسك حعانين ومرضاتين من وين ترسل البقر… البشير برد عليه.. انت والله ما جايب خبر هم لو ما جاعوا ومرضوا والله العملوها فى حسنى كان بقت علي.. بعدين العشرة الف بقرة بس شيك من وزارة المالية لعبد الرحمن الخضر ولا المتعافى .. العشرة الف بقرة ده من طرف مزرعتم ..الله اديهم العافية…

  3. ظللت اقول واكرر القول سواء كان بالاشارة او بالتلميح وا بالتصريح , ان الذي بين الاخوان في مصر والسوداني والبقية الاتية في محيطنا العربي والاسلامي اكبر من ان تستدركه وتحيط به التحليلات الفطيرة والافكار القاصرة وهو سر نجاح الحركة الاسلامية بقيادة شيوخها الاجلاء من عهد حسن البنا والي الشيخ الترابي وشيخ علي عثمان ما يجري تحت الطاولة يختلف قلبا وقالباً مما يحدث في العلن فالاخوان سمن علي عسل لكنها تكتيكات المرحلة ايها الساذجون ,, وبعدين اقول لكم حاجة ان الشيخ الترابي ……………….. تموها براكم ,,,, هاهههههه ههههههها

  4. زيارة رئيس لمدة 24 ساعة لا تكفى لعقد موتمر صحفى بحق وحقيقه ناهيك عن الملفات المسكوت عليها فعلا كما ذكر الخبير المصرى هانى ارسلان بان زيارة مرسى للخرطوم بناء على الحاح الحكومه السودانيه

  5. يعنى الا يجى يقيل سيبونا من حركات جاى واقف على كرعينو

    الخلافه قاده لا محاله رغم تثبيط الاعلام

  6. لن ننسي ذاكرة حلايب ولن نفرط فيها مهما بلغ من الأمر شيئآ غير أسترداد الأرض لنا وبكل أحترام. وأنا أعلم شخصية السرطان المصري الغادر حتي علي نفسه والخيانة التي يتمتع بها منذ البعيد تاريخ أســود غابر بالغدر والخيانة..أحدثكم سـرأ والله لم أحلام يومأ بي سلطة ولكن كثيرأ ما يراودني الحلم بان أكون رئيسآ للسودان لأسترجاع حلايـب من هؤلاء الخونة والماجوريين وأذكر باني أول المتطوعيين حينها عند دخول حلايـب مع العلم لا يربطني النظام الحاكم من قريـب أو بعيد غير تراب الوطن..والنظام الحاكم متدنئ المستـوي لا يملك في قرار اذلال النظام المصري الخائن المغتصـب لأرضنا ووعد لن تضيعئ يا حلايـب طال الزمن أم قصر.عليكم بالقضاء علي السرطان المصـري عديم الذمـة والأخـلاق.

  7. بعد ضغوط قطر .. يعنى كمان ما من نفسو كده .. ورئيسنا الاهبل بعد ده كلو اداهو قطعه ارض بمساحة 2 مليون بالله شوفو قمة الغباء .. يعنى لو كان جاهو من نفسو كان اداهو الولاية الشمالية .. العوير بتاعنا ده يسمو شنو عليكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..