علماء: دليل على وجود المادة المظلمة

سكاي نيوز عربية
كشف علماء الفلك مؤخراً عن أكثر الأدلة الفيزيائية على وجود المادة المظلمة أو السوداء، وهي المكون الغامض من الكون، التي وضعت افترضاً لتفسير جزء كبير من مجموع كتلة الكون.
وتشكل المادة المظلمة أكثر من ربع الكون، ولا يمكن رؤيتها بالتليكسوبات، وإنما يستدل عليها بجاذبيتها الهائلة.
وما توصل إليه العلماء حتى الآن هو مجرد “مفاتيح” تشير إلى وجود المادة المظلمة أو السوداء، من خلال تأثيرات جاذبيتها على المجرات المرئية.
ولكن الآن، وفرت “آلة” تدور حول الأرض موجودة على متن محطة الفضاء الدولية أول دليل ملموس على وجود هذه المادة.
فقد تمكن مطياف فضائي، تبلغ تكلفته نحو ملياري دولار، ولأول مرة من التقاط “جزئيات مشعة في الفضاء ربما يكون مصدرها مادة مظلمة اصطدمت ببعضها في مكان ما في الفضاء”.
ويطلق على العملية اسم “الإفناء” وينجم عنها ما يسمى “البوزيترون” وهو جسيم أولي يعتبر الجسيم المضاد للإلكترون أو يعتبر إلكتروناً يحمل شحنة موجبة.
ويقول العلماء في وكالة الفضاء الأميركية ناسا ومعهد “سيرن” إن مطياف ألفا المغناطيسي تمكن من التقاط الجسيمات التي ربما نجمت عن نجم ميت يطلق عليه اسم “بولسار”.
ويوضح العلماء أنه تم التقاط هذه الجسيمات من أكثر من مصدر، ما يعني أنها ربما كانت ناجمة عن مادة مظلمة.
وقال صامويل تينغ رئيس الفريق العلمي المشرف على المشروع وهو من جامعة ماساشوستيس للتكنولوجيا: “سنتمكن من حل اللغز دون شك”.
وأضاف أنه “خلال الشهور المقبلة سيتمكن المطياف من إبلاغنا ما إذا كانت هذه البوزيترونات مؤشر على وجود المادة المظلمة أم أن لها مصدراً آخر”.
يشار إلى أن المطياف، البالغ وزنه 7 أطنان، يحتوي على مغناطيس هائل يمكنه أن يولد حقلاً مغناطيسيا أقوى بنحو 3 آلاف مرة من حقل الأرض المغناطيسي.
وخلال عام ونصف من الأعمال التجريبية، اكتشف المطياف 30 مليار جسيم، منها نحو 400 ألف بوزيترون.
وكالات
في علم الفلك وعلم الكون، المادة المظلمة أو المادة السوداء (بالإنجليزية: Dark Matter) هي مادة افترضت لتفسير جزء كبير من مجموع كتلة الكون. لايمكن رؤية المادة المظلمة بشكل مباشر باستخدام التلسكوبات، حيث من الواضح أنها لا تبعث ولاتمتص الضوء أو أي إشعاع كهرومغناطيسي آخر على أي مستوى هام. عوضاً عن ذلك، يستدل على وجود المادة المظلمة وعلى خصائصها من آثار الجاذبية التي تمارسها على المادة المرئية، والإشعاع، والبنية الكبيرة للكون. يقدر أن تشكل المادة المظلمة 84% من المادة في الكون، و23% من الكتلة والطاقة.
أتت المادة المظلمة إلى اهتمام علماء الفيزياء الفلكية نتيجة التباين بين كتلة الأجسام الفلكية المحددة من آثار الجاذبية الخاصة بهم، وتلك المحسوبة من “المادة المضيئة” التي تحويها هذه الأجسام مثل النجوم والغاز والغبار. افترض Jan Oort المادة المظلمة لأول مرة عام 1932 لحساب السرعات المدارية للنجوم في مجرة درب التبانة، وافترضها فريتز زفيكي للحصول على دليل حول “الكتلة المفقودة” للسرعات المدارية للمجرات في عناقيد المجرات. لاحقاً، أشارت بعض الملاحظات إلى وجود المادة المظلمة في الكون، بما في ذلك سرعة دوران المجرات حول نفسها، وتشكل عدسات الجاذبية من الأجسام الخلفية من قبل عناقيد المجرات، مثل عنقود الرصاصة، وتوزيع الحرارة للغازات الساخنة في المجرات وعناقيد المجرات. وفقاً لتوافق الآراء بين علماء الكون، تتكون المادة المظلمة بشكل أساسي من نوع من الجسيمات الدون الذرية جديدة وغير محددة بعد. اليوم يعد البحث عن هذه الجسيمات بشتى الوسائل هو أحد الجهود الأساسية في فيزياء الجسيمات.
بالرغم من قبول المجتمع العلمي السائد عموماً لوجود المادة المظلمة، اقترحت العديد من الظريات البديلة لشرح الشذوذ الذي من أجله افترضت المادة المظلمة.
?
يستدل على وجود المادة المظلمة من آثار الجاذبية التي تمارسها على المادة المرئية وتشكل عدسات الجاذبية لإشعاع الخلفية، وافترضت أساساً لتفسير التباين بين كتلة المجرات وعناقيد المجرات المحسوبة بطرق الديناميكا والنسبية العامة، وبين تلك المحسوبة اعتماداً على كتلة المادة المرئية “المضيئة” التي تحويها المجرات وعناقيد المجرات مثل النجوم والغاز والغبار للوسط البين نجمي و الوسط بين المجرات.
التفسير الأكثر قبولاً لهذه الظواهر، هو أن المادة المظلمة موجودة وتتكون على الأرجح من جسيمات ثقيلة تتفاعل من خلال الجاذبية وربما القوة النووية الضعيفة. على أية حال، اقترحت تفسيرات بديلة، ولا يوجد حتى الآن أدلة تجريبية كافية لتحديد أي من هذه التفسيرات هو الصحيح، وتجرى حالياً العديد من التجارب لتحديد جسيمات المادة المظلمة المقترحة من خلال وسائل غير مرتبطة بالجاذبية.
وفقاً لملاحظات البنى الأكبر من النظام الشمسي بالإضافة إلى الانفجار العظيم بموجب معادلات فريدمان وإحداثيات روبرتسون-ووكر، تشكل المادة المظلمة 23% من متحوى كتلة وطاقة الكون المنظور مقابل 4.6% للمادة العادية، وتعزى النسبة الباقية إلى الطاقة المظلمة. وفقاً لهذه الأرقام، تشكل المادة المظلمة 83%، (23/(23+4.6))، من المادة في الكون، في حين تشكل المادة العادية نسبة 17% فقط.
تلعب المادة المظلمة دوراً مركزياً في نمذجة تشكل البنية وتشكل وتطور المجرات، ولها تأثيرات قابلة للقياس على عدم توحد الخواص الملاحظ في الخلفية الميكرونية الكونية. كل هذه الدلائل تقترح أن المجرات، وعناقيد المجرات، والكون ككل تحتوي مادة أكثر بكثير من تلك التي تتفاعل مع الإشعاع الكهرومغناطيسي.
باعتقاد أهمية وجود المادة المظلمة في الكون، الدلائل المباشرة لوجودها والفهم الملموس لطبيعتها تبقى بعيدة المنال. بالرغم من بقاء نظرية المادة المظلمة الأكثر قبولاً لشرح الشذوذ الملاحظ في الدوران المجري، طورت بعض الطرق النظرية البديلة والتي تدخل على نطاق واسع في قوانين الجاذبية المعدلة وقوانين الجاذبية الكمية.
المادة المظلمة
لعبت المادة المظلمة دوراً أساسياً في تخليق النجوم في البدايات الأولى من الكون، إذا كانت المادة المظلمة على هذه الحالة، على أية حال، يجب أن يشتمل المادة المظلمة على الجزيئات المعروفة بـ”النيوترونات العقيمة”. قام بيتر بيرمان من معهد ماكس بلانك لعلوم الفلك الإشعاعي في بون، وألكسندر كوسينكو، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، باظهار أنه عندما تضمحل النيوترونات العقيمة، فإنها تسرّع عملية خلق جزيئات الهيدروجين، هذه العملية ساعدت على إضاءة النجوم الأولى فقط منذ حوالي 20 إلى 100 مليار سنة بعد الانفجار الكبير، كل هذه المعطيات تعطينا تفسيراً بسيطاً لبعض الملاحظات المحيرة الأخرى التي تتعلق بالمادة المظلمة، النيوترونات العقيمة، والمادة المضادة.
اكتشف العلماء بأن تلك النيوترونات لها كتلة خلال تجارب قياس ذبذبة النيوترونات. هذا قاد إلى افتراضات بإن النيوترونات العقيمة الموجودة – هي كذلك معروفة أيضا بالنيوترونات اليمينية، وبأنها لا تشارك في التفاعلات الضعيفة مباشرة، ولكنها تتفاعل من خلال خلطها مع النيوترونات العادية.إن العدد الكلي للنيوترونات العقيمة غير واضح، إذا كانت كتلة المادة المظلمة نعادل بضعة كيلو إلكترونوفولتز (1 KeV تعادل مليون كتلة ذرة الهيدروجين)، فإنها توضح ضخامة الكتلة المفقودة في الكون، أحيانا، تسمى المادة المظلمة، ودعمت ملاحظات الفلكيين الفيزيائيين وجهة نظر باحتمال بأن المادة المظلمة تشتمل على النيوترونات العقيمة.