مأزق الملكية في اسبانيا.. سموابنة الملك مشتبه بها وزوجها غارق في الفساد

مدريد – سينيكا تارفاينين – بعد 17 عاما وانجاب أربعة أطفال، تحول الزفاف الاسطوري لأميرة اسبانيا كريستينا ولاعب كرة اليد الأولمبي السابق ايناكي اوردانجارين إلى كابوس .
يتجنب الزوجان اللذان كانا يوما محبوبين في برشلونة حاليا وسائل الإعلام نظرا لتورطهما في فضيحة فساد هزت أركان الملكية .
” سموها مشتبه بها ” ، كان هذا عنوان إحدى الصحف ، بعدما استدعى قاض التحقيق خوسيه كاسترو الأميرة /47 عاما/ للاستجواب في 27 نيسان/ابريل الجاري .
الجدير بالذكر ان كريستينا واوردانجارين أول شخصين بالاسرة الملكيةيدرج اسميهما في قائمة المشتبه بهم جنائيا في تاريخ اسبانيا الحديثة .
وفي اواخر عام 2011 ، بدأ قاضي بالما دي مايوركا ” خوسيه كاسترو ” تقصي معاملات مؤسسة نوس الخيرية التي ترأسها اوردانجارين في فترة 2004 – 2006.
ويشتبه في ان دوق بالما دي مايوركا /45 عاما/ وشريكه التجاري دييجو توريس اختلسا أكثر من ستة ملايين يورو ( 8ر7 مليون دولار) من أموال الدولة عبر منظمة نوس .
ويزعم انهما استخدما مؤسسة نوس التي تنظم فعاليات رياضية وسياحية فى جزر البليار و شرق فالنسيا لنقل الأموال إلى شركاتهما الخاصة .
وترأست كريستينا مؤسسة نوس وشاركت في ملكية إحدى شركات زوجها .
واعطى توريس رسائل بريد الكتروني إلى المحكمة تشير إلى ان اوردانجارين ناقش ادارة مؤسسة نوس مع زوجته ، حسبما قال كاسترو في الحكم الذي ادرج فيه الأميرة مشتبه بها .
ورفض القاضي مرافعات دفاع اوردانجارين ان رسائل البريد الالكتروني ليست قانونية كدليل .
ويقول كاسترو إنه حتى إذا لم تكن كريستينا على دراية بكثير من التفاصيل فان كونها من الاسرة الملكية ساعد اوردانجارين على الحصول على صفقات تجارية .
وقال المعلقون إن الاشتباه بها لا يعني بالضرورة انها سوف تحاكم حيث ان الادلة ضدها ضعيفة جدا مما يحول دون محاكماتها .
وتسببت الخطوة الجرئية من جانب كاسترو صدمة في اسبانيا . وقال قصر زارزولا الملكي إنه ” فوجئ ” . وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل جارسيا-مارجالو إن ” الحكومة في شدة القلق “.
ويجب على القصر تحمل بالفعل وصمة مشاهدة العالم لاوردانجارين يسير إلى المحكمة للاستجواب . والآن ، سوف تغرق صور كريستينا وسائل الإعلام إلا إذا نجح استئناف قدم ضد اعتبارها مشتبه بها .
وتأتي تلك الخطوة في وقت يفقد فيه الاسبان بشكل عام الثقة في مؤسساتهم ، مع الاشتباه بتربح رئيس الوزراء ماريانو راخوي من الرشى .
غير ان محللين يقولون إنه بدلا من توجيه صفعة إلى الملكية المصابة بالفضائح فان الاجراءات القضائية ضد كريستينا قد تنقذها .
وطلبت الاحزاب اليسارية الأسبوع الجاري من الملك توضيح ما إذا كان دفع ضرائب على ميراث يبلغ 3ر2 مليون يورو يزعم انه حصل عليه من والده قبل عشرين عاما.
وقال خوسيه وهو مهندس /51 عاما/ :” تجعل قضية كريستينا سمعة الملكية تنهار في نظري بالتأكيد “.
وأضاف :” يجب ان يتنازل الملك عن العرش لولي العهد الأمير فيليب . ثم سيحتاج فيليب إلى ان يصبح صارما ويرتب وينظم القصر . وإلا ، فاننا نتجه إلى جمهورية “.
ولم تؤد فضيحة اوردانجارين إلى دعوات بتنازل الملك عن العرش فحسب ولكن أيضا إلى تخلي كريستينا عن حقها في اعتلاء العرش وهي السابعة في ترتيب الذين يتولون العرض وحتى طلب الطلاق .
ولكن طالما ما أظهرت كريستينا وهي أول أميرة اسبانية تحصل على درجة الماجستير وتعمل في مؤسسة خيرية في برشلونة ، نزعة استقلالية .
هدهد