ليس دفاعاً عن د. أبو سن

عبد الحميد الفضل
ليس دفاعاً عن د. أبو سن ولكن دفاعاً عن تلك الكوكبة المشرقة التي شاركت في تربيتها مع اخوتي المعلمين الأفاضل بمدرسة حنتوب الثانوية.. ان جيل السبعينيات الذي اشرفنا على تدريسه في حنتوب هو الذي رفض ان يتدنى مستواه عن ما سبقه من عمالقة العلم والادب والسياسة الذين أنجبتهم حنتوب بل مثلوا مجتمعاً يعج بالمواهب والذكاء والهمة والوطنية.. أراهم اليوم في مواقعهم المختلفة منهم من أشتم رائحة حنتوب فيه فأحييه ومنهم من يقبل نحوي هاتفاً ومشتاقاً ولقد سعدت بمديرهم أو «ناظرهم» كما كنا نقول الأستاذ عبد الباقي محمد عبد الباقي عندما أطل علينا في التلفاز بنفس روحه الأبية وسعيه الدؤوب وقد وخط الشيب وجهه فرسمت له في عقلي رسماً تجريدياً وهو يجري في سباق الضاحية مع أبنائه جاهداً ليسبقهم ، ولكنهم كانوا فتياناً أشد مراساً وخبرة فهم أكثر انسياباً في أقلامهم وأكثر فزعاً لآبائهم في حقولهم ومزارعهم، لقد كانت حنتوب السبعينيات تضم في جنباتها كافة مطايب المجتمع الراشد، مسرحها يشدو بالانسان والظل لمصطفى محمود وكاليجولا واستيفن بيكو، وميادينها تبعث الحماس والقوة والفن فاذا بهم اليوم يتسنمون مفاصل المجتمع السوداني، فكلما ازدادت أيام العمر كلما التقيت بوتد من أوتاد المجتمع.
أصبت في عام 7991م بجلطة دماغية أقعدتني لأيام بمدني ونقلت الى مستشفى ابن خلدون بالخرطوم تحت اشراف ابني د. حسب الرسول وعندما حان موعد تخرجي حضر ومعه د. الهادي بخيت ودار جدل كثير بيني وبين د. حسب الرسول لأعرف د. الهادي فلم استطع فقد اختلف الحجم والشكل فاذا به احد طلاب حنتوب حضر خصيصاً لتحيتي، أما البقية أجدها في كل موقع منهم بروفيسور الباقر وعمر خالد ومنهم المهندسون والمغتربون وغيرهم، لله درك حنتوب!.
في عام 1002م أصيب صديقي المرحوم موسى أحمد خليفة الملقب بـ «موسى كزام» بفشل كلوي أقعدنا جميعاً أن نفعل له شيئاً وساءت حالته بينما كافة المعلومات كانت تقول إن عمره الذي يقارب الستين لا يقبل نقل كلى له فتوكل رحمه الله على الغسيل المقيت دورياً في مدني، وبينما أنا جالس في مكتبي وأنا أشغل مديراً للمطبعة الحكومية بمدني يدخل علىّ د. عبد الله عبد الكريم أحد طلبتي بمدرسة خور طقت الثانوية ومعه واحد طويل أسمر ضاحكاً مسروراً، وقفت فضمني بحنان وشوق كثير، وظل د. عبد الله عبد الكريم أيضاً يسألني هل تعرفه؟ لم أعرفه حتى كشف لي أنه د. كمال أبو سن فقمت معانقاً له لقد كانت بيني وبينه قفشات وهو طالب بحنتوب وكان المعلمون يتبارون في رسم مستقبل طلابهم فكنت أعطي كمال والباقر النمرة الكاملة ليكونا طبيبين بل أقول لزملائي سيكونا مشهورين بإذن الله وآخرين كثيرون لقد كانت حنتوب تعج بالنجباء تراهم خارج الفصول «ترابلة» وداخلها «حنابلة» فيهم المهندسون صلاح عبد الله وأشباهه.
جلست إلى د. كمال أبو سن وهو في تواضعه وحكيت له قصة صديقي المغفور له باذن الله موسى كزام أخبرني أنه حضر خصيصاً لمدني لتقديم ما يمكن تقديمه، واسترسل يحكي أيام صغره فهو أساساً من أرقي شرق الدبة ولكن والده التحق بالعمل في مشروع الجزيرة فصار يجمع بين دروسه ومساعدة والده على حماره ووسط أغنامه حتى قيض الله له أن يكون ذاك الرجل الذي أعده الله وأعد نفسه لتقديم خدماته للناس.
خضع المرحوم موسى لفحوصات معملية بمستشفى الشرطة وتبرع له ابن أخته بكليته ونزح جميع أصدقائه يوم العملية إلى الخرطوم من ود مدني وجلسنا في الشارع فاذا «بتلفوني» يرن فاذا هو د. أبو سن: أستاذ عبد الحميد موسى الآن يشهد بنفسه عملية النقل قيل إنها أول تجربة تجرى فنياً لنقل الكلى لرجل في هذا السن، وتحدث موسى بنفسه شاكراً ومقدراً. وهكذا كان موسى قد شفى وكان أبوسن قد أوفى بوعده، وظللنا بعد ذلك نتابع د. كمال أبو سن في كافة المستشفيات ولم نكن نتوقع أن تحاط به الأقاويل وتنسج حوله الخيوط، وما كنت أتوقع وقد بلغ بي العمر إلى السبعين أن يصبح أطباؤنا في السودان عرضة للمحاسبات ولا أتخيل أن يكون الطبيب يخطيء عمداً في عمل ما ، فالثقة التي تربطنا تاريخياً بأطبائنا ثقة مفرطة واعتماد مطلق على أمانتهم وعلمهم وأدائهم.
إن اتساع تبادل التهم وفتح أبواب الشكاوى أرى أنه ضعف في التوكل على أمر الله لأن الثقة في الطبيب يجب أن تكون متوفرة وإلا انفرط العقد وتاه المواطن المريض في متاهات لا يعلم مداها إلا الله. إن الجيل الذي أنتج د. كمال أبو سن وزملاءه من كافة المهن أجزم أنه جيل يحمل من الأخلاق والمثل والقيم والعلم ما يجعل الثقة متوفرة في أدائه. لقد عهدناهم ونحن نعلمهم ونربيهم ذوي خلق ورجولة ووطنية، ولا أظن زملائي المعلمين في تلك الحقبة والذين كانوا على قدر الرسالة الخالدة من أمثال الدولب وأحمد بابكر والطيب علي وادريس وشداد ومحمد عبد الرحمن وهاشم سليمان وسليمان محمد علي لايشهدون بعلو أخلاق طلابهم ونجابة عقولهم.
هذه شهادة من أحد المعلمين الذين عاصروا د. كمال أبو سن وزملائه بحنتوب طيلة ست سنوات غنية بالبذل والعطاء، وهذا نداء بأن تطفأ هذه النيران المشتعلة حتى لا تتسع فتحرق اللين والناشف.. وتودي بمهنة الطب إلى قاع الأقاويل والأحاديث.. والله المستعان.
الصحافة
بعد التحية والتقديرللاستاذ الجليل فقط اردت ان اضف لعلمك ان المجلس الطبى هو من يقوم بتسجيل الاطباء ومنحهم رخصة مزاولة مهنة الطب ويحاسبهم على الاخطاء حتى ولو حدثت بغير قصد وهوليس محكمة لتقاضى المذنب فقط من حقه سحب الترخيص ولومؤقتا عن ممارسة المهنة.فيا استاذ ليس الطبيب استثناء فى المحاسبة عن الاخطاء ولو كان ابوقراط فهذه ارواح بشرية لاتتحمل الاخطاء والاهمال.مع راى خاص ان المجلس فى هذا الزمن عندو مكيالين وشكرا
لقد قلت استاذذى ( إن اتساع تبادل التهم وفتح أبواب الشكاوى أرى أنه ضعف في التوكل على أمر الله )
مع احترامنا لدفاعك عن تلميذك الا أن هذا القول منك لا يجد حظه من المنطق ولا من البداهة العقلية ولا القانون ، فاذا تتبعنا منطقك هذا فهو يعنى ترك كل الناس يفعلون ما يشاءون دون محاسبة على الاهمال وعلى الاخطاء التى تسبب اضرارا ولا على العمد ، كل القوانين فى العالم تعطى الناس حق الشكوى ولذلك انشىء القضاء النزيه المستقل الذى يحاسب المخطىء ويعاقبه ، فاذا كان طبيبك هذا غير مخطىء فلماذا يخاف كما انه قد عرف القانون التفريق بين الخطأ المهنى العادى والخطأ الجسيم كذلك فرق القانون بين الاهمال وما دون ذلك والقانون كذلك نظر واعطى الطبيب المساحة الكافية فى العمل حتى لا يرتجف مشرطه وهو يعمل ومع ذلك فأن القانون يحاسب الطبيب المهمل فهناك اساسيات للعمل اتفقت عليها اخلاقيات المهنة يجب على الطبيب الا يتخطاها ، فكيف يترك طبيب دون محاسبة وهو يترك مقص داخل بطن مريضه ، كيف يترك مريض دون محاسبة وهو باهمال يتسبب فى قطع حبال صوتية لمريض كيف لطبيب يترك دون محاسبة وهو يتسبب فى اجهاض امرأة كيف لطبيب يترك دون محاسبة وهو يتسبب فى ازالة رحم امرأة ويحرمها من الانجاب كيف لطبيب يترك دون محاسبة وهو بدلا عن ازالة زائدة لمريض يأخذ كليته ليتصرف فيها والامثلة كثيرة دون حصر وهناك ايضا اخلاق للتعامل مع المرضى فلا يمكن السكوت على تصرف طبيب همه الاساسى جمع المال وترك المريض واسرته دون علاج .
انت تدافع عن تلميذك ولكنك تنكبت الطريق فلا اراك الله يوما مكروها ووقعت فى أسر طبيب لا يخاف الله فيك ولا يخاف السلطة ولا القانون .
قد أفلح إن صدق وأحسبه صادقا في شهاته حيث أحسب أساتذي يكمنهم يقيمونني وأحسب أن من في عمره -أمده الله بالعافيه – لايحتاج الى أن ينافق فكما قال أعزه الله: وهذا نداء بأن تطفأ هذه النيران المشتعلة حتى لا تتسع فتحرق اللين والناشف.. وتودي بمهنة الطب إلى قاع الأقاويل والأحاديث.. والله المستعان.
حياك الله أيها المربي ، ورحم الله أيام ليتها تعود لترى كيف أصبحنا فى ظلام دامس لا نرى له إصباح ، ل حول و لا قوة إلا بالله!
العمر ليس سببآ لعدم زراعة الكلى لرجل فى الستينات ، واذا كان هناك سبب طبى يمنع زراعة الكلى للرجل فالقيام بها قد يكون طيش وتهور.
شكرا لك الاستاذ الجليل ..شكرا لك لانك دافعت عن احد تلاميذك وابناءك …شكرا لك ولسوف يظل الدكتور كمال ابو سن اغلى جوهره بالسودان وعلى مستوى العالم …شكرا لك لانك تحدث فانصفت ورحم الله الزينه التى ارجو ان يكون اولادها فى حلاوه اسمها
لك التحية يا استاذ وكل استاذ بتلميذه النجيب معجب لا اعرف ابو سن شخصيا ولكن من متابعة
عملياته ومواقفه الانسانية كنت اول من دافع عنه لكن يا استاذ هناك ادلة وبراهين ووثائق
تؤكد اخطاء بروف ابو سن وتعرضه للعقوبة داخل وخارج السودان وهذا لايعنى ان نسئ للرجل او
ننكر مواقفه الجميلة ولا ان نغالط ونكابر فى انه غير مخطئ بل نقول ان لكل جواد كبوة واقولها
استاذنا ان تلميزك اخطاء فى حق نفسه باجراء عملية وهو موقوف واخطاء وظلم نفسه وسيرته عندما
تعامل مع جزار معروف ومكروه فى مجزرته المسماة بالزيتونة انربط اسم ابوسن باسم الجزار
والجزارة وحده جريمة ويجب ان يحاسب المخطئ وان كان ابننا وانت استاذ وتعرف ان من اهم القيم محاسبة المخطئ مهما كان
حياك الله استاذا الفاضل (الخلق والاخلاق) التى تجسدت فيك ولاننسى نظرتك السريالية للوحات والرسومات عندما تمر علينا داخل الفصل امد الله فى عمرك ومتعك بالصحة والعافية
I am sorry to say it, but what has happened to Dr. Abu Sin, was planned and done by his own colleagues, and they were behind him since long time. Look at this: from 20/01/2009
أوضح د. ياسر حنفي مدير مستشفى أحمد قاسم للأطفال وجراحة الكلى، إنهم أوقفوا د. كمال أبو سن جرّاح الكلى من دخول المستشفى بعلم السلطات الصحية بالوزارة.
وقال د. حنفي أمس إنه اتخذ القرار بناءً على تهجم د. أبوسن على د. نزار حسن زلفو جرّاح الكلى بالمستشفى أثناء قيامه بعملية جراحية دون استئذان، باعتبار أن د. نزار كتب تقريراً حول عدم إمكانية إجراء عمليات نقل وجراحة كلى بالمستشفى الجنوبي الجديد، الذي يعمل به د. أبو سن. ود. نزار زلفو تم تكليفه من قبل المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى، وأكد أنه غير مؤهل لمثل هذه العمليات الخطرة، ولا مكان مؤهل لها خلاف مستشفى أحمد قاسم. وقال د. ياسر حنفي بناءً على بلاغ العاملين بغرفة العمليات وحماية لهم ولراحة المرضى، وحتى لا تحدث فوضى، اتخذت القرار وأخطرت النظام العام بمنعه من الدخول، ثم أخطرت وكيل وزارة الصحة د. كمال عبدالقادر بملابسات القرار.
وأبان د. حنفي أن الكادر الطبي بالمستشفى لم يحوجهم لجهود د. كمال أبو سن، لأنه أصلاً غير مستقر يقوم بإجراء عمليات جراحية خطرة، ولا يتابعها، لأنه يسافر بعد ساعة منها، مما يعرض المريض لخطورة، مبيناً أن مثل هذه العمليات تحتاج لمتابعة دقيقة، وكل حالات الوفيات التي تحدث يكون سببها العملية.
وذكر د. حنفي أنه بعد القرار، زاره د. أبو سن بمكتبه واستقبله، وأوضح له مسببات القرار. وقال إنه محسود لأنه ناجح في عمله، وأنه سيوصل الأمر لوزارة الصحة الاتحادية.