من ضباب إلى ضباب

من ضباب إلى ضباب
صلاح الدين عووضة
*البروف يوسف نور عوض ـ بقناة الجزيرة ـ يزور السودان هذه الأيام متوكئاً عصاه عقب وعكة ألزمته فراش الاستشفاء زمناً بعاصمة الضباب ..
* ثم عصاه هذه نفسها يود يوسف لو أنه يقدر أن يهش بها على رؤوس مثقفي العرب وساستهم وإعلامييهم للدواعي نفسها التي جعلت موسى النبي يهش بعصاه على غنمه ..
*فالبروف يوسف رأيه فى عقلية عرب هذا الزمان مثل رأينا تماماً وإن كان لا يجنح الى الذي نجنح اليه نحن من مطالبة بـ (فرز العيشة) بما أنه اخذها من قصيرها وتجنس بجنسية الانجليز ..
* فمدعّو الفهم من العرب ـ حسب رأي يوسف ـ محدودو النظر والفكر والوعي قياساً لما عليه نظراؤهم في البلاد المتقدمة..
ثم هم ـ رغم ذلك ـ (مدعون ! ! ) ..
*فالمثقف العربي يكاد ينطق بلسان الحال صائحاً : ( يا دنيا ما فيكِ إلاّ أنا ) ..
*ونظيره في البلدان المتطورة ينطق بلسان المقال قائلاً : ( أنا ولا شيْ ) ..
* وعجز المثقف العربي عن ادراك ما هو خارج محدودية فهمه يذكّرنى بطرفة بلدياتنا في منطقتنا النوبية حين كانت لواري (السفنجه ) تدخل في ثقافة الغناء والرقص و( الشبال )
مقرونة بـ (الحِنية )..
*فمما كان يتغنى به اهلنا في هذا الخصوص قولهم: (واللّا سفنوج حنينري وآسمارنا)..
*ولولا (الكوز ) الذي كان يوضع أمام مروحة ماكينة اللوري لما كان ذاك الصوت (الحنين ) الذي صار ملهماً لخيال الشعراء والمطربين في ذاك الزمان ..
*فبلدياتنا هذا (طلعت في راسو ) يوماً أن يتمرد على الزمان والمكان والأهل والسواقي والزروع دونما مبرر ( موضوعي ) لهذا التمرد ..
*فقد قرر ان يلازم (الصوت الحنين ) الى ما بعد حدود ( المألوف ) ..
*وحين وصل المتمرد بلدة الدبة فؤجئ بأن مهاتفة تخلو من ( الحنين ) قد سبقته الى هناك ووضعت حداً لتمرده ..
*وبعد ذلك صار الناس في منطقتنا يتندرون بعبارات بلدياتنا التي يحكي فيها كيف أن هذه الدنيا (واسعة لى برة كدي ) ..
*ومثقفو العرب رغم انهم يسافرون الى بلاد الله الواسعة الا ان آفة المحدودية هنا تتعلق بما فى رؤوسهم من فهم ووعي وثقافة ..
*انها عقول أضّر بها ـ ربما ـ طول الخضوع لأنظمة (توسّع ) في معينات التمكين، و (تضيّق ) في معينات التفكير ..
*ومن مظاهر (ضيق )الأفق الاعلامي ـ حسب رأي البروف يوسف ـ التركيز على ما صار (مألوفاً ) من قضايا الساحة العربية رغم مأساوية البعض منها ..
*فالناس لا يتفاعلون مع ما هو ألوف ما دام (الفاعل ) و (المفعول به ) كلاهما يتعايشان مع ديمومة حادثات أضحت مثل مسلّمتى الليل والنهار ..
*حادثات يكفى أن نقول عنها تلميحاً : (أنا ما بفسر ؛ وانت ما بتقصر ) ..
*فقط انظر حولك في اجهزة الاعلام العربي ..
*ثم انظر الى قناة الجزيرة نفسها التي ينتسب اليها حامل جنسية عاصمة الضباب ..
*فالضباب الذي يلفها اشدّ عتمة من ضباب بريطانيا ..
*ويوسف الذى يريد أن يهش بعصاه على رؤوس مثقفي العرب عليه أن يبدأ من هناك ..
*مِن الذي هو في متناول ( عصاه ) ..
*وتحريضاً من جانبنا نقول له إن بعضاً من رؤوس بني يعرب (تستاهل ) أكثر من (الهش ) .. *تستاهل أن ينهال عليها ضرباً ( من طرف)..
*ولكن الضرب الأقسى يكون على رؤوسنا نحن الذين رضينا أن نكون عرباً دون المستعربة ..
*ثم ليبحث يوسف عن اشتقاق لغوي لهذه المنزلة الثالثة بما أنه استاذ فى اللغويات .
صحيفة الحقيقة
مرحب بيك يا ود عووضة في الراكوبة نقولك جيت وفيك ملامحنا محب بالكتابة الحرة والاحرار المقال يحكي عن واقع اذن فاليستيقظ المستعربين ويقول نحن مسلمون سودانيون وكفي ابي الاسلام لا ابي لي سواه ان افتخروا بقيس او تميم