مقالات سياسية

حساب الولد من يحكمنا؟

محمد حسن مصطفى

ا نبحث في الكتابة عن الجواب أن “من الذي يحكم السودان اليوم؟”!
و كثرت بيننا شخوص و أشخاص و أسماء منفوخة وهماً و عظمة و متضخِّمة بأل “أنا” و حتى تتجلى لنا “الصورة” لابد من أن نضع كل واحد في مكانه و حجمه الحقيقي.
فحميدتي دون الدعم السريع و “الذهب” زولاً ساي،
و الدعم السريع دون مظلة الجيش السوداني و النسب إليه مجرد مليشيات و جنجويد.
و مختلف الأحزاب و الحركات و القوى “دون الثورة” هي كما هي كما كانت و كانو ناس كلام طير و جديع و تنظير.
أما البرهان من غير الجيش فملكي،
و حمدوك إن فقد دعم الشعب فحكاية مغترب.

إذا كيف تملك و تكسب وزناً و قوة -الآن- في السودان؟!
عل إجابة ما نجدها كقناعة عند زعماء مختلف الحركات و المليشيات و العصابات المسلحة التي حلت بيننا في أكثر من شكل و رسم و إسم و صورة و أوَّلها بل أهمها هي صنيعة الإنقاذ و عمر البشير “الدعم السريع”.
لكن هل حقاً هو واقع أن كل من حمل السلاح ضد نظام الإنقاذ و الكيزان الساقط و أعلن وقتها تمرده عليه أو خدم طوعا أو باُجرة الإنقاذ في حروب الوكالة معها أو ضدها هو فعلاً قوة تُحتسب لِزاماً في سودان ما بعد الثورة؟!

هل القياس هنا في “سودان الثورة” على ما أنجبته و ولدته و أجهضته و كل ما سببته الإنقاذ من كره و غل و أحقاد و ثارات و لعنات عليها؟ هل على السودان الشعب فالدولة أن يدفع الثمن من ماضيه و حاضره و مستقبله؟!
لماذا نظل ندفع ثمن أخطاء و جرائم أنظمة بالقوة قهراً حكمتنا؟!
لا “رومنسية” حالمة هنا لأن إجابة جاهزة “معلبة” ستجدونها عند أكثر من هم اليوم يظنون السودان بعد الثورة أصبح لهم مُستباحاً!.

و بعد تلك المقدمة أعتقد أن حساب القوى في السودان صار أوضح و الرؤية له أسهل.
أنت في السودان أمامك قوتين لا ثالث لهما و ما تظنه هي القوى اللاعبة أو الأساسية فيه و المؤثرة عليه فذلك في ظنك يبقى و “أوهامك” فاحتفظ يا “الموهوم” بها.
الأولى هي قوة الشعب السوداني الذي يُشهَد له طول الصبر و سعته مع عنفوان الثورة فيه و الغضبة و الكرامة.
و الثانية قوة جيش الشعب و قواته المسلحة؛ نعم تلك التي هي من تُنسَب إلي الشعب “قوات الشعب السودانيّة المسلحة” لا الشعب من يُنسَب لها.

و عودة إلى جرائم كل الأنظمة -عسكرية جميعها- التي حكمت بالقوة -“الجيش”- السودان -“الشعب”- لنتسأل عن كيف طاوعت قلوب أبناء الشعب في قواته المسلحة أن ترفع سلاحها ضد نفسها و أهلها و شعبها؟!
كيف قتلت يا أنت نفسك؟!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..