رأي: 5 علامات تثبت أن الشرق الأوسط تغيّر فعلا

ملاحظة: فريدا غيتيس كاتبة صحفية تعمل في “ميامي هيرالد” و”وورلد بوليتيكس ريفيو.” عملت غيتيس سابقا في شبكة CNN كمراسلة وصحفية، ومن مؤلفاتها كتاب “نهاية الثورة: عالم متغير في زمن البث التلفزيوني المباشر.”

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قد تحمل الكثير من الأفكار عن منطقة الشرق الأوسط، بعضها جيد، وبعضها الآخر سيء، ولكن ما يتفق عليه الجميع هو أن هذه المنطقة، التي لطالما عانت من صراعات متعددة، مليئة بالمفاجآت.

وخلال مهنتي بالصحافة، تنقلت بين عدد من دول الشرق الأوسط، ولاحظت التغيرات التي طرأت على المنطقة، ولكن هناك خمسة أمور تغيرت بطريقة ستفاجئك.

1. بدلا من السياسة والدين، جرب التانغو والسالسا: الدين والسياسة هما جزء أساسي من الحياة هنا. ولكن ورغم ذلك، يبقى هناك شغف كبير للرقص. فمثلا، في عمّان، وبعد غروب الشمس، تصبح النوادي الليلية مزدحمة بالباحثين عن حياة ليلية ممتعة، خصوصا أولئك الشباب الذين لا تربطهم علاقات ودية مع عالم السياسة.

ويبدو مشهد الحياة الليلية بالموسيقى العالية، والأجساد المتمايلة، والتفاعل الحيوي بين الرجال والنساء، بعيدا عن المشهد السياسي، ولكن لا يمكن لأي كان إنكار توجه هذه البلدان إلى الحداثة والعالمية.

2. أصبحت النكتة جزءا من حياة القاطنين في هذه المنطقة، وسلاحا لانتقاد الواقع. فبعد أن تمكنت الحركات الإسلامية من الفوز في معظم الانتخابات التي حصلت في دول الربيع العربي، اتبع الليبراليون أسلوب: “إن لم تتغلب عليهم، اسخر منهم.” وقد ساعدت الإنترنت في انتشار الشباب الساخرين من الواقع المحيط بهم، في كل من مصر، والسعودية، وتونس، والأردن، وسوريا.

غير أن السلطات بدأت بملاحقة عدد من هؤلاء، كالإعلامي باسم يوسف في مصر، الذي اتهم بازدراء الأديان وإهانة رئيس الجمهورية.

3. حينما يزورنا رئيس أمريكي، لم يعد الأمر مهما جدا. فعندما زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما العاصمة الأردنية عمّان نهاية الشهر الماضي، لم يلق الأردنيون بالا لزيارته. فهناك الكثير من الاتهامات الموجهة للولايات المتحدة الأمريكية، منها أنها لا تبذل جهودا كافية لوقف حمام الدم في سوريا، وأنها تسعى لكسب رضى إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

4. يعي سكان الشرق الأوسط أن إسرائيل ليست السبب في جميع مشاكلهم، وهذا ما كان الحكام يروجون له في السابق: أن إسرائيل هي السبب الرئيسي في تعاسة العرب. ولكن بعد عامين من انطلاق الثورات العربية، يستبعد العرب قيام دولة فلسطينية أو حل مشاكلهم بإزالة إسرائيل عن الخارطة.

5. حتى الملوك أصبحوا يطالبون بالديمقراطية: حتى وإن فشلت الثورات العربية في بعض جوانبها بتحقيق أهدافها، مازالت هناك بعض المطالب بالإصلاح. ومن أحد أبرز هؤلاء المطالبين بالإصلاح، الملك الأردني عبدالله الثاني.

قد لا يبدو الشرق الأوسط مشابها لما كان عليه في السابق، فقد أصبحت المظاهرات جزءا روتينيا منه، وقد يبدو التغيير قادما، ولكن الأفكار المنتشرة عن المنطقة لا تخدم الحال هنا أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..