عالم المشردين و.. سر الموت الجماعي ..!ا

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]

عالم المشردين و.. سر الموت الجماعي ..!!

** نعم مادة الإسبرت، السبيرتو، السلسيون وغيرها – من المواد المخدرة التي تستخدمها شريحة المشردين – مواد قاتلة، ولا شك في ذلك.. ونعم لايمضي الأسبوع أو الشهرا و إلا تكون مضابط الشرطة وسجلات المشافي قد وثقت خلاله حالة وفاة أوحالات وفيات وسط المشردين من جراء تعاطيهم تلك المواد القاتلة..ولكن حدث الثلاثة أيام الفائتة يختلف عما يحدث كل أسبوع وشهر، ولم يكن حدثا روتينيا، إذ لم يحدث – في تاريخ التشرد – إمتلاء المشافي بجثامين المشردين – في72 ساعة – ، بأعداد كما التي شاهدناها، والتي عجزت الشرطة وصحف الخرطوم عن تحديد حجمها حتى ضحى البارحة ..عدد الضحايا، حسب إحدى إحصائيات الشرطة، تجاوز ( 60 متشردا ).. ولاتزال الشرطة – منذ الأربعاء الفائت – تواصل عمليات التمشيط في الأزقة والمجاري وبراميل النفايات بحثا عن آخرين ..!!
** الحدث يعيد إلى ذاكرة الناس ما حدث بمدن أمريكا اللاتينية في منتصف الثمانينات، حيث إرتكب ما يسمى آنذاك بتنظيم ب(فيالق الموت) أكبر وأفظع مجزرة في الأطفال المشردين بتبرير فحواه : تطهير وتنظيف المجتمع من العناصر الضارة.. ثم إنتقل عدوى ذاك التنظيم الإجرامي من شوارع أمريكا اللاتينية إلى شوارع أوربا، وإستهدف بشكل مباشر كبار السن في شوارع باريس ولندن، تحت ذات الشعار: تطهير وتنظيف المجتمع.. وتلك فترة تعد بمثابة وصمة عار في جبين المجتمع الغربي، ولاتزال أفلامهم تستلهم قصصها وأفكارها وسيناريوهاتها من وحي تلك المجازر الجماعية التي كانت تحدث تارة في غفلة الشرطة وتارة أخرى تحت سمع وبصر الشرطة، بل بمساعدتها..!!
** وليست عفوية أن تشهد كل محافظات الخرطوم موتا جماعيا بهذا الحجم خلال ثلاثة أيام، وكأن تلك المواد لم تكن تستخدم في أوساطهم من قبل أو كأنهم إجتمعوا وقرروا على تعاطيها بجرعة إنتحارية..كثيرة هي الأسئلة المريبة التي تفرض ذاتها في حدث مؤلم كهذا، والشرطة وحدها هي المناط بها البحث عن إجاباتها، حتى يطمئن المجتمع.. نعم للمتشرد أيضا حقوق على الدولة والمجتمع، وأبسطها( حق الحياة) إلى أن يتوفاه الله وفاة طبيعية..ولكن ( الموت بالجملة)، بين ليلة وضحاها، ليس موتا طبيعيا، حتى ولو كشفت كل التقارير الطبية بأن تلك المواد هي السبب..هناك ثمة أسئلة من شاكلة : كيف؟، ومن أين؟ ولماذا؟، تسربت تلك المواد – فجأة – بهذه (الكمية القاتلة)..؟..ومن ؟، كيف؟، ولماذا؟، تم توزيع تلك المواد القاتلة بخارطة جغرافية إختارت أمكنة تواجدهم الكثيف بهذه الدقة التي إستهدفتهم بالعشرات ؟..هل مايحدث في عالم المشردين منذ الثلاثاء الفائت، وفاة طبيعية أم هي (إبادة جماعية)..؟..تلك هي الأسئلة المشروعة في حادثة كهذه، إن لم تكن أرواح المشردين رخيصة كما أرواح غير المشردين، في بلد صار أرخص ما فيها هي ( روح مواطنها)..!!
** والكارثة ليست في الموت الإجمالي فحسب، بل حجم الموتى كشف حجم الأحياء منهم أيضا، أي حجم الذين يترقبون مصيرا كهذا في غفلة الدولة وأجهزتها المناط بها رعاية هذه الشريحة وإعادة تأهيلها ودمجها في المجتمع ..أين دور الإيواء يا سادة وزارة ال( شنو كدة الإجتماعية) ؟..نسيتها، رعاية تسبق تلك الإجتماعية أم شؤون..وليس مهما، فالحادثة تكشف بأنها – هذه الوزارة – عاجزة عن رعاية المشردين، وكذلك لأ شأن لنهجها بحياتهم وموتهم، ولو كان غامضا و( بالإجمالي)..هذه الوزارة هي المسؤولة – إنسانيا وأخلاقيا – عن هذه الحادثة، وهي المسؤولة عما يحدث وسيحدث للآخرين أيضا، موتا كان أو حياة تشرد..إن توفرت لسادتها الإرادة والهمة والرغبة في خدمة الناس والبلد، ليس بعسير عليهم جمع المشردين وعلاج إدمانهم وتأهيلهم بحيث يكونوا إضافة للمجتمع .. وكثيرة هي المنظمات والجمعيات التي يمكن تسخيرها لتكون عونا لتلك الوزارة في مهام كهذه.. ولكن، أين هي الوزارة ..؟..هي أيضا – كما الشماشة- ترهق المجتمع، أي ( عالة عليه)…!!
………..
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. ياود ساتي الحكومة دي من عدالتها شملت كل الناس بعزابها بس المشردين والعتالة شوية اتخارو في عزابهم وان كان المشردين ارتاحو من قرف الحياة في ……..

  2. استاذ ساتى وزترة الرعايه الاجتماعيه لا تهتم بغير المشردين دع عنك المشردين ,,,!!؟

    الحمد لله إلى الان لم يظهر اى مسئول للتعليق او هيئة علمائهم ولتمنى ان لا يحدث ذلك حتى لا يفقعوا ما تبقى من مرارتنا

  3. لا شك ان هناك شئ مريب في هذه الاحداث هل هو زياده في المادة السامه فيها من الجهات المصنعة ام اضيفت لها بعد التصنيع هل هناك رقابة علي توزيعها في المنطقة الصناعية ام تباع لكل من هب ودب لا بد من فحص هذه المواد وضبط استعمالاتها ومراقبتها

  4. الاخ ساتي
    بحثت في معظم الصحف لاجد من يأخذ هذه القضيه بهذه الطريقه التي ناقشتها بها وأخيرا وجدتك لادلو بدلوي
    قبل فتره حدثت نفس هذه الاحداث بإحدى المدن ولكن ليس بين الشماشه بل بين بعض الغير شماشه بسبب الاسبرت أدى لوفاة وعمي البعض ولم تكن بهذه العدديه نسبه لوعي المستعملين وتوقفت .
    مصدر الكسب المادي النقدي والعيني للشماشه لاستمرار حياتهم بمجملها إما السرقه أو من خشاش الارض مما تجود به فضلات الغير شماشه .
    حسب إعتقادي فمصدر الاسبرت هذا الذي أدى لموت هذا العدد الكبير إما السرقه أو فضلات الغير شماشه .
    فالشماشي عندما يسرق مالا لا يحتفظ به لنفسه حتى لباقي اليوم فيصرف فورا حتى إن تم القبض عليه لايكون لديه ما يخسره فيسارع بصرفه حسب كميته على بقية الرفقه بما تجود عليهم به الكافتريات فالاسبرت إما أن يكون قد سرق من مستودع مهمل وبكميه كبيره وتم توزيعه أو أن جهة ما ألقته كقمامه دون أن تعلم عواقب ما فعلته هذا من ناحيه .
    أما من الناحيه الاخرى كما حدث في سردك في بعض الدول من تصفيه للشماشه بغرض نظافة وجه المدن ونحن على مشارف 9/7 فلا نستبعد أن تكون هذه العمليه مدبره لحصر الهويه وضبط الشارع كوقايه إستباقيه من التفلتات الامنيه المتوقعه ومن إستخدام الشماشه كوقود لشرارة الثوره المتوقعه .

  5. لا حول ولا قوة الا بالله.بصراحة نحن لا نستاهل السودان.وصلنا قمة الانحراف .;( ;( ;( ;( ;(

  6. خواجه واحد صغير السن يعمل في منظمة طوعية سنة 1986م بعد الانتفاضة عمل شركة للشماشة مهمتها توفير عمل كريم لهم واشترى شوية عجلات بالتبرعات واستخدم عدد كبير من الشماشة عشان يوصلوا المراسلات بنظام الورديات بين الوزارات والمصالح الحكومية والشركات بالسرعة المطلوبة لأنو الهواتف دايما معطلة والشوارع مزحومة بالعربات ومافي انترنت ولا ايميل ولا وسيلة مواصلات أخرى وأجورهم يتقاسمونها من حصيلة العائد الذي يتلقونه من توصيل المراسلات بعد خصم تكاليف صيانة العجلات.
    الشماشة الذين رأيتهم يعملون انتقلت حياتهم من حال لحال يعملون بهمة ونشاط في توصيل المراسلات بالدراجات ويتسابقون بين صفوف العربات المتوقفة وهم يلبسون الزي الرسمي النظيف والمميز للشركة ومحترمين لأنفسهم وللآخرين.
    هكذا يفكر الاخرون أما نحن فإننا نفكر بعلقية "أبيدوهم"و "حقنة واحدة مافي"

  7. الاخ ساتي
    لقد تناولت في مقالك عدة احتمالات ولكن لم اري انك قد تطرقت الي الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة فبدون شك هنالك اسباب اخري لم ولن تستطيع الوصول اليها دون الفحص المعملي لاسباب الوفاة هذا اذا سمح لك بذلك لانني اعرف طبيبا كتب ذات مرة ان سبب الوفاة تمزق في الكبد نتيجة الضرب بالة حادة في داخل معسكر الدفاع الشعبي فتم اعتقال الطبيب ووجد مقتولا بدق مسمار في راسه وكتب تقرير اخر ان المجني عليه الاول توفي بسبب الملاريا اما عن الطبيب فان عائلته وارته الثري ولم تجد شيئا سوي احتسابه شهيدا لاجل اعلاء كلمة الحق :mad: :mad: :mad:

  8. أسالوا العنصري الحاقد الطيب مصطفي و اعوانه في منبر السلام الغير العادل ، أكيد لهم أيدي واضحة وراء هذه الجريمة النكراء .:confused: :confused: :confused:

  9. نتمني من الوزيرة سناء حمد أن تبين لنا ماذا فعلت وزارتها لهذه الفئة المحرومه والتي هي ضحية لسياسات الدولة الرسالية ؟؟ بدلاً من خطل الأفكار الذي تبثه للأعلام :mad: :mad:

  10. ياساتي الاتعلم إن حكومتناالرشيده تحكم بأمر الله؟حارقك شنو؟الدور جايينابالدور مثقفين علماءستات رجال غنم ولن يبقي في سودان العزه إلاالصالحين فقط؟عرفتهم ولاأوريك:crazy:

  11. تلفزيون الطيب مصطفى قال انهم عشرة وانا اتخيلت منظرهم انهم اتقاسمو اكل فاسد وكانو فرحانيين بيهو دموعي نزلت كالسيل لكن 60 معناهو الحكاية فيها انة

  12. الحاصل شنو الناس دى كلها شغالة فساد و انتقاد كانما صحت اسع او كانما الفساد ده ظهر امبارح
    زمان كنتو وين؟؟؟

  13. نطالب بالغاء وزارة الرعاية الاجتماعية وتحويل مخصصاتها وعقوداتها الى وزارة المالية
    وبلد هاملة ماعندها سيد ولاعندها وجيع
    وملعون ابوكى بلد

  14. الاخ ساتى حاولت نقل الصورة الفوتوغرافية لعمارة زولك بتاع الكسره ( وزير الماليه ) الاستكيشكم و استكردكم و ضححك عليكم انت و الصحفى الكان معاك و بس كان حاقول ليك ……………حذر فذر دى عمارة منو ؟؟؟؟ و اكسب المليون !!!!!!!!

    ارجع للصورة فى حريات

  15. السلام عليكم يا جماعة انا ملاحظ ان حالات الوفيات كلها متشردين زي تقول مافي شريحة غيرهم في السودان تتعاطي الخمور و(جاري البحث في الطرقات عن حالات وفاة) معناه في علم مسبق انو الحالات ستكون في الشارع و ليست في شباب الجامعات ولا من الفنانيـــــــــــــــــــــــن و بعدين سعر الزبيرتو يشتري خمسة اضعافو من العرقي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..