نظرة فى دفتر حسابات تاجر أمدرمانى في الثلاثينات

الخرطوم: عبدالوهاب جمعة : مطلع كل صباح جديد يزداد حنين الناس الى الماضي .. وكثيرا ما يردد البعض « حليل ايام زمان » في دلالة على رخاء وطيب الايام الخوالي .. وبات الناس يتوقون الى حلاوة سابق الايام ويردد كبار السن ان طعم الحياة كان حلوا، مشيرين الى بساطة ووضوح الاشياء .. واكثر الاشياء التي تثير في النفوس الحنين الى الماضي التجارة والاسعار ، ويعتقد الناس ان تجارة زمان كانت تحفها البركة لجهة امانة التجار ومعدنهم الكبير ، وفي مدينة امدرمان عثرنا على دفتر يومية حسابات احد التجار بمدينة امدرمان ويغطي دفتر اليومية حسابات ذلك التاجر لعام 1934 ، والملاحظ ان ذلك التاجر كان بارعا في مسك الدفاتر كما يطلق عليه خبراء المحاسبة المالية ويبدو ان التاجر كان على علم بنظرية القيد المزدوج التي تنص على قيد كل العمليات المالية في خانتي الدائن والمدين، ومن خلال وضوح وجمال الخط فان التاجر كان مهتما بتسجيل العمليات الحسابية بكل وضوح ، لم نجد كشطا او محاولة تعديل في العمليات المسجلة ويدل ذلك على المعرفة العميقة بمجال التجارة والمعرفة العلمية، ويتجلى اهتمام التاجر في الكتابة بقلم خط عربي جميل مع استخدام اللون الاحمر في توضيح التواريخ وجملة العمليات الحسابية و استخدام المسطرة لوضع خطين يزيدان الحساب براعة .
ويعتبر تدوين التاجر لقيود تلك العمليات المحاسبية توثيقا للحياة اليومية لسكان امدرمان .. فهناك اصناف عرفت بها تلك الحقبة التاريخية مثل الدقيق الاسترالي والشاي الذهبي وجوالات الدقيق ماركة ابو نجوم وابو مركب وابو شجرة وتوضح تلك القيود المحاسبية موازين ومقاييس ذلك الزمان فالسكر يباع بـ«الراس » والشاي بـ« الوقة ».
وبلغ التاجر من الدقة الحسابية ان قام بتسجيل مصروفاته الشخصية في دفتر اليومية تحت نقدية المصروف الخصوصي من « حساب مصاريف المنزل » و للاسف الشديد لم نتعرف على اسم التاجر او محل تجارته
الصحافة
عشان كدة بتأكد كل يوم ان ناس امدرمان هم الوطن والشموخ والكبرياء على مر العصور المتوارثة .هذا درس مهم ومفيد لتجار اليوم المامعروف ليهم اصل او سند مالى او اجتماعى
ياودامدرمان اقرأ كتاب المقدمات للطيب صالح علشان تعرف امدر دي نشأت كيف ودور الانجليز في تثقيف اهلها اللي هم ابناء كل السودان الحضروا مع الامام المهدي تعويض ليهم عن القتل الجماعي في كرري …..اقرأ وتعال امسك دفاتر اقصد علق
انا امدرمان انا السودان