مائة عام من الحرب !ا

تراسيم

مائة عام من الحرب !!

عبدالباقي الظافر
[email protected]

ظهر أمس الأول جاءت صبية إلى مستشفى أمدرمان تترنح من الألم.. بعد سويعات ماتت الفتاة بسبب استخدامها لمادة كحولية سامة.. الفتاة المشردة كانت رأس جبل الجليد.. بعدها طفت أكثر من جثة في الشارع العام.. عدد الموتى في ولاية عبدالرحمن الخضر بلغ سبعاً وعشرين نفراً من أهل السودان.. مجموعة من الشباب ماتوا سمبلة.. لم يجدوا يدا حانية فاختاروا من الخيران مسكناً.. كانوا يمارسون (اللا) حياة والحكومة تتفرج.
حقيقة لم تكن الحكومة تتفرج.. الولاية شغلت نفسها بأمر خارج اختصاصها.. والي الخرطوم في ذات المساء كان يخاطب حشدا شعبيا بشرق النيل.. والينا بشر شعب السودان أن حزبه مستعد لمائة عام من الحرب.. كان أهل الولاية يمارسون الموت الجماعي ووالينا عبدالرحمن الخضر يصرح: “كل من يفوت الحد يجب أن نساويه” ذات الخطاب الذي خلده التاريخ للحجاج بن يوسف “إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها”.
كان ذلك الوالي المنتخب.. ماذا عن نائبه في الحزب.. مندورالمهدي يرتدي جلباب مسجل الأحزاب و يقول: بعد التاسع من يوليو القادم لن تكون هنالك حركة شعبية بالشمال..وينصح مندور أبناء الحركة الراغبين في البقاء في الشمال تسجيل كيان جديد.. ثم يخطف مندور قبعة العسكر ويؤكد أن الحرب مستمرة.
قبل أيام كان الوالي يحدث مجموعة منتقاة من الصحفيين في حفل عشاء أقامه على شرفهم.. الوالي أقر أن مائة وأربعين ألف تلميذ محرومون من وجبة الإفطار بسبب ضيق ذات اليد.. كيف لحكومة لا يفطر تلاميذها أن تخوض حربا طولها مائة عام.
الخرطوم طوال الشهر الماضي كانت تتظاهر ضد حكومة الخضر.. لم يطلب شعب الخرطوم سوى جرعة ماء.. وعندما تبللت مواسير الخرطوم بالماء.. كان ماءً يجلب المرض من شدة تلوثه.. كيف لحكومة أن تفكر في استمرار الحرب وشعبها المسكين لا يطلب غير جرعة ماء.
في ستة أشهر كانت عائدات البترول نحو ثلاثة مليارات.. وزير النفط السوداني يصرح أن بترولنا في الشمال والجنوب سيتضاعف ويبلغ مليون برميل في اليوم.. رئيس الجمهورية وعلى الهواء مباشرة يضع شروطاً صعبة أمام تصدير نفط الجنوب.. الرئيس يحسم في خطاب شعبي أمرا مكانه التفاوض المباشر ولغته الدبلوماسية المتصلة.. ويهدد بلغة واضحة بإغلاق خط أنابيب النفط.. الرئيس صدام حسين أمر بحرق آبار النفط عندما حاصره العالم في شعاب بغداد.
بصراحة حكومتنا تبصر بعين واحدة.. ترى دائما الحل في البندقية.. النتيجة تقدمنا في هذا العام للمركز الثاني في قائمة الدول الأكثر فشلاً في العالم ولم يسبقنا في الشرف إلا الصومال الذي لا يملك حكومة منذ عشرين عاماً أو يزيد.
وددت أن أطلب من والينا الاعتذار لشعب الخرطوم لموت بضع وعشرين شاباً وشابة ولكنني أخشى أن يرى سيادته الأمر مجرد (شتارة).

تعليق واحد

  1. الاخ عبد الباقي
    لعلمك لقد وصلت عدد الموتي من المشردين حتي أمس 67 متوفي حسب ما أوردته صحيفة الصحافة السودانية في عدد اليوم السبت الموافق 25يونيو 2011م والعدد قابل للزيادة ؟؟
    أنها أزمة ضمير حينما فشل ساستنا ومجتمعنا في حل مشكلة هذه الفئة وتركناهم للضياع وحرمناهم من أبسط حقوقهم الانسانية .

  2. لوكان الخدر اعتزر حيمنا طلبت منه الاعتزار عن تأخيره النص ساعة في قناة النيل الازرق ماكان وصف سؤالك بعدم التوفيق وسوا الادب لكن يا عبد الباقي زبادي ان والى الخرطوم الذي لايظلم عنده احد كمازكر صاحبك عصمان ميرغني انه المسؤول الاول عن قتل الاطفال في هذه الولاية الذي بلغ عددهم حتى الان 66 شاب وشابة فليسط كل من تلطخت ايده بدماء هذا الشعب والعزة للشعب العظيم واللاطفال الرحمة والي الشعب الغزاء

  3. ذهبت ارواح
    وبقيت ارواح
    ومن المعلوم ان الموت سبيل كل حى
    لكن السؤال هل الارواح الباقية حية
    الروح الحية تملك الاحساس بما حولها فتفرح وتحزن وتخطئ وتصيب
    تعتذر اذا لزم الامر وتقر بذنبها
    تجد فى جنباتها مكانا للاخر ولا تضيق به
    ومن الاشياء التى ترتبط بالحياة هموم النفس وهموم الناس
    وعند المسؤولية فالهم اكبر
    والدين امرنا بصون النفس البشرية
    والاخلاق والضمير والعرف ايضا تهتم بحياة الانسان اى كان
    ومقولة الفاروق بن الخطاب رضى الله عنه لو عثرت بغلة – وليس انسان -لخفت ان يسالنى الله عنها لما سويت لها الطريق هذه المقولة تلزم من كان له علاقة بالدين
    وما حدث بشيلى ايام انقاذ عمال المنجم هو ابلغ درس لكل حاكم مفاده حق اى فرد من شعبه ان يحيا وان يقوم الحاكم بنفسه على ذلك

  4. الايام دي عبدالباقي زبادي وعثمان ميرغني بينفضوا ايديهم من حكومة البشير التي ظلوا يلمعونها طوال 22 عام ، عاوزين يغسلوا انفسهم من نجاسات الانقاذ
    لكن برضوا يطلب منكم المزيد من التوبة والاوبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..