«راحت السكرة وجاءت الفكرة».. الخرطوم وجوبا تطويان مرحلة «الحرب» وتدشنان «مرحلة التعاون»

الخرطوم: أحمد يونس
بدأ نفط دولة جنوب السودان يتدفق مجددا على أراضي الدولة السودانية في الشمال، معلنا نهاية أزمة طالت بين البلدين، وكادت تصل بهما إلى شفير حرب.

وأعلنت وزارة النفط السودانية أمس أن خام جنوب السودان عاد ليتدفق مجددا عبر الأراضي السودانية، ما سيمكن البلدين من الحصول على عائدات كبيرة.

واعتبرت الخطوة «إشارة» إلى نهاية الأزمة التي نشبت بسبب خلافات حدودية، وقضايا خلافية أخرى معلقة منذ أن نال السودان الجنوبي استقلاله عن السودان في يوليو (تموز) 2011.

ويمكن تدفق نفط الجنوب عبر أنابيب النفط السودانية إلى ميناء التصدير في بورتسودان، البلدين من الحصول على عائدات «كبيرة» تسهم في دفع اقتصاديهما المنهكين أصلا، التي زادها إنهاكا إيقاف الجنوب تصدير نفطه في العشرين من يناير (كانون الثاني) عام 2012، متهما السودان بسرقة قرابة 120 ألف برميل من نفطه. واصطحب الرئيس البشير «نصف حكومته» تقريبا إلى جوبا الجمعة الماضي، وقوبل شعبيا ورسميا بأريحية لافتة، تجاوزت وصفه للحركة الحاكمة في الجنوب بـ«الحشرة الشعبية» والتعبئة المضادة. وعقد الجانبان مباحثات وصفت نتائجها بالمثمرة.

وما إن عاد البشير إلى الخرطوم حتى خرجت إلى الإعلام «استجابة» رئيس الجنوب سلفا كير ميارديت لدعوة نظيره البشير لزيارة الخرطوم. تطورات لاهثة حدثت عقب توقيع اتفاقية أديس أبابا «الأخيرة»، تجعل المراقب يتساءل مندهشا: «أليس هؤلاء أعداء الأمس؟ ما الذي دفع العلاقات هذه الدفعة الكبيرة، وجعل الخصماء يتحولون إلى أولياء حميمين؟». ويثير هذا التحسن السريع في العلاقات بين البلدين أسئلة من قبيل: «هل ثمة قوة تقف خلف هذا التحسن السريع، أدى دورها لقلب الأوضاع رأسا على عقب، من شفير الحرب إلى التعاون في المجالات كافة؟».

يقول الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي محمد إبراهيم كبج: «هناك ضغوط دولية بالطبع»، لكن ظروفا ذاتية دفعت الطرفين للتوصل للاتفاق، فاقتصادا البلدين لا يمكنانهما من الدخول في حرب شاملة مكلفة، وشعبا البلدين ينتظران ثمرة السلام.

ويضيف: «واجه اقتصاد السودان بعد أربعة أشهر من الانفصال وضعا مأساويا وضعه على حافة الانهيار»، تراجع إنتاجه من النفط إلى 107 آلاف برميل، حصته منها 60 ألفا، وما يتبقى هو حصة الشركاء «الشركة الصينية، الماليزية، وغيرهما»، وهي لا تكفي الاستهلاك المحلي البالغ 90 ألف برميل. وأوضح كبج أن الخرطوم كانت تغطي العجز البالغ 30 ألف برميل بالاستدانة من الشركاء، وتكفي الكمية المصفاة من البنزين الاحتياج المحلي، مع عجز في «الديزل» تضطر لاستيراده من الخارج. وعن «الضغوط الدولية» يقول كبج: «حكومة السودان تسعى لتحسين علاقتها مع الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي بشتى السبل، ولتحسن صورتها عندهم لا خيار أمامها إلا الاتجاه نحو التعاون مع جنوب السودان».

أما حكومة جنوب السودان فهي الأخرى لن تستطيع مواصلة عزف طبول الحرب؛ لأن ذلك يجرد استقلال الجنوب من كل مضامينه، كما أن الدخول في حرب شاملة يفقدها حلفاءها الدوليين الذين لن يؤيدوها في حرب مكلفة.

ويوضح كبج أن حكومة السودان وبمعاونة دولية استطاعت استرداد منطقة هجليج النفطية من سيطرة الجنوب، وكانت نتيجة ذلك الاحتلال سالبة بالنسبة للجنوب. ويقول: «بالطبع هناك أنصار حرب يدقون طبولها في البلدين، لكن لا خيار للبلدين إلا التعاون والتعايش وحسن الجوار».

«راحت السكرة وجاءت الفكرة».. بهذه العبارة وصف المحلل السياسي المستشار الجميل الفاضل ما حدث وقال: «إنها المصلحة الاقتصادية، يضاف إليها الضغط الدولي»، معتبرا ملف النفط ومتعلقاته التي أثرت على الاقتصاد إيجابا في كلا الدولتين، قبيل استئناف التصدير.

واعتبر الفاضل التعاون «الجديد» بين البلدين «إدراكا متأخرا» للمصالح المشتركة للطرفين، وأنهما وعيا الدرس القاسي الذي واجه الحكام والمسؤولين، خاصة في إدارة ملف الاقتصاد. وأضاف أن دعاة الحرب في البلدين بإثارة العواطف والحديث عن «عزة متوهمة»، في طريقهم لـ«التبخر»، وأن الطرفين كانا يستخدمانهما كأدوات ضغط مصنوعة لأداء أدوار محددة، لكن «من يقود الرسن» لم يعد باستطاعته إرخاؤه لهما، بعد أن عاد لصوت العقل بثمن باهظ من «اللحم الحي». كما لا يستطيع أحد تجاهل ضغوط المجتمع الدولي على الطرفين التي بلغت أقصاها بالقرار 2046 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في مايو (أيار) من العام الماضي، تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو يجيز التدخل العسكري. وأمر القرار بإنهاء الأعمال العدائية، ووقف تصعيد الحرب والهجمات والتحركات عبر الحدود، وعمليات القصف الجوي، وسحب القوات من المناطق الحدودية، وتنشيط آليات أمن الحدود، وإيقاف دعم المجموعات المتمردة على طرفي الحدود، والعودة فورا إلى طاولة المفاوضات.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. هل انتهت المشكلة التى بسببها
    ((تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة)))
    ولا المشكلة عن الدول الكبرى هى البترول فقط
    اما ان يظل المتأسلمون يهدمون ديننا ويشردوننا
    ويقتلوننا غير مهم
    على كل حال تستمر العلاقات بين الشمال والجنوب
    لان عمر البشير من أجندته وخروجه فى مظاهرة امان السودان قبل
    إنقلابه المشؤوم هو فصل الجنوب !!!!! ونحن نريد لكل أقليم
    فى السودان أن يأخذ حقه من موارده 50% للأقليم
    40 % تجمع من كل الأقاليم وتقسم بعدد السكان
    ويتبغى لإدارة الحكم الفيدرالى

  2. أحبب حبيبك هونا عسي أن يكون بغيضك يوما وابغض بغيضك هونا عسي ان يكون حبيبك يوما. هذه هي السياسه . بس رئيسنا كلامو ششين

  3. سبحان الله..ياكيزان فرحانين بالايردات التى سوف تجنوها من تدفق بترول الجنوبيين عبر دولتكم…تفصلو بلدكم وتتسولو المال من هذه الجزء الذى رفضتوهو من بلادكم…والله زكرتونى ..(كان فى واحد عندو عربية
    قام باع عربيتو واشتغل فيها سواق ..اصحاب العربة الجدد يوم يطردوا السواق ويوم يرجعوا…) ..شاطرين والله شطاره شديدة….

    ا

  4. ان مصلحة البلدين تتطلب تعاونهما فى كافة المجالات حيث ثبت بما لا يدع مجال للشك بان الانفصال انفصال سياسى فقط ويجب على البلدين النخلى عن دعم التمرد لكل طرف بل المساهمة الفعالة والعمل على استقرار كل طرف

  5. عندما ياتي سلفاكير الخرطوم سنقابله بالرياحين الأزاهر والموسيقى وسنخرج عن بكرة ابينا في ذلك اليوم من شهر مايو وليشهد العالم اجمع بأننا اخوه وسنظل اخوه وسندهش العالم نحن سودانيون مهما حدث و يفكي ان كلمة زول تجمعنا فنحن الشعب وتبا للحكومات

  6. حمى الله بلادنا شر الحروب ..ولكن أتساءل أين ستذهب قوات الدي سي الموجودة في مناطق دار عيال إحميد؟وكيف يتم تجريدها من السلاح وهي أصلا وبالا على السكان المحليين؟!!

  7. ياريت نشوف تعليقاتكم ياناااااااااااااس
    شايف المقال دا جميل ويستحق التعليق لماذا لم نرى اراء بكثره ؟؟؟؟؟
    ام انكم تحبون الشتم ولم تأتو بماهو رأى للنقاش ؟؟؟

  8. الاعلام المصري، هذه الايام، ساعد الكثير من السودنيين، في العودة الى رشدهم..؟؟..وعدم الاستغراق في النوم والاحلام الوردية..
    الاعلام المصري، يصف زيارة مرسي للسودان، بالإنفتاح على افريقيا..؟؟..وليس على الاشقاء كما يحلو لأعلامنا (النائم في العسل)..؟؟
    احد المهرجين، وصف حال السودان، اليومين ديل : مثل الذي خلع نصفه (التحتاني)..؟!. وينظر الينا لي (فوق)..؟؟..وهو عارٍ…؟؟!!..ويعني انفصال الجنوب.
    وقال آخر: السودان يسعى جاهدا، للاتحاد مع مصر، وهو عجز عن الاتحاد مع بعضه..؟؟!!.ويشير الى الجنوب ودارفور والجبال والنيل الازرق ..؟؟..كل هذه العيارات ان تصبك في مقتل، فهي (تدوخ)..؟؟.او بالاحرى تعطي مناعة ولكن لمن له استعداد اصلا لأخذ مناعة…؟؟

    ظل السودان منذ الاستقلال والى اليوم : (جاري ورا السراب …مخدوع وضاع الزمن..كيف انسى العذاب ………….الخ الاغنية.

  9. the war is extent to the frist who had creature before the human being .so the peace is ours duties which is beating with breeing of justic

  10. تابعت زيارة الرئيس للجنوب في التلفزيون لحظة بلحظة ولم أرى باقان اموم أين هو يا ترى؟ أم كان موجود ولم اراه؟

  11. تصدير النفط من جديد سيفيد نظام اللصوص في الخرطوم ولن يستفيد شعب السودان منه
    شيئا كما لم يستفيد منه سابقا وسيزيد من القبضة الحديدية لهذا النظام الفاشي .
    للأسف كلما ضاق الخناق بالعصابة الحاكمة في الخرطوم وجدت المخرج وكأنها مؤامرة
    دولية ضد الشعب السوداني لاستمرار حكم عمر البشير ولو على أشلاء الشعب السوداني ..

  12. ربنا يزيد الآصرة بين الشعبين والشفافية مطلوبة بين الدولتين والشعب وأنصاف المثقفين والمطبلاتية يرجعوا لموقعهم الطبيعي بدون زعل.

  13. أنا مقتنع السكرة راحت لكن الفكرة جات دي دايره ليها مخاض عسير في رحم سودان الشمال و رحم سودان الجنوب و سودان الجنوب قد يلد رحمه من المخاض الأول.. ذلك لأن الجنوب مازال بكرا و لم تتلقفه إغتصابات العسكر و الطائفيين و الملالي … الجنوب سادتي كان و مازال هشا تحت مطرقة القبلية ..و لكن ألم يعاني الشمال منها و ما زال و خاصة بعد إغتصاب الملالي لكل هذا فالفكرة لا يمكن ضخها عبر انبوب ينحدر طبيعيا من الجنوب الى الشمال الشرقي لكنها تهتز لها أرجاء الأرض لأن الفكرة هي العقل المجرد لا تعرف الطائفة و لا القبيلة و لا الجهوية و لا الشمولية ولا كل القيود تنطلق الى النقاء و الصفاء الى العدالة الى رضا الله و الشعب انا لست متشائما أبدا والله و لكن أمني النفس بالعقلانية و أعرف أن السودان ما زال ولودا و الفكر فيه متقدا لكننا نعاني من أمراض مزمنة لابد من إعمال المشرط عليها و اولها قيود الرجولة الفكرية من محاباة الاسرة و القبيلة و المنطقة و الجهة و القومية و الحزبية و الطائفة !!!

  14. الموضوع ما حايستمر…مش ياهم بني كوز ديل وله ناس تانين…اصبرو اسبوعين تلاته بالكتير وحاتشوفو.

  15. مصلحة الشعب تقتضي ان لا يكون هناك صراع مع دولة السودان الجنوبي.. مصالح هذه العصابة اقتضت ان يكون هنالك صراع وكذلك اقتضت ان يكون هنالك اتفاق ومن ثم اذا اقتضى الامر ان يكون هناك صراع لمصلحتهم فسيكن..
    اما انت ايها الصحفية فقد سجل لكم التاريخ انكم تسوقون لهذه العصابة باعتبار ان افرادها رجال دولة وتستميتون في خداع الشعب بان هنالك دولة ولكن ستدفعون الثمن يا صحفي الغفلة وفعلا صحفي غفلة لانكم تظنون انكم ستفلتون من العقاب كما يحاول الفرعون الذي تحاولون تجميله الافلات من العقاب ولكن هيهات لان من يظن ان حال البلد هذه سنصلح بذهاب الفرعون اقتنع الان انه مع ذهاب الفرعون يجب ان تطير رقاب صحفي الغفلة من امثالك حتى لا تتكرر تجربة احمد البلال الطيب من مايو للانقاذ والذي اسنسخ الاف احمد البلال الطيب تنهش في عظام هذا الشعب

  16. من قبل عندما كان السودان موحدا شهدا فترة اطلق عليها الاقتصاديون ( الفورة النفطية) للسودان، كما بلغت عائدات النفط منذ بدأية انتاجه في عام 1998م.. يا ناس اصحوا الكيزان اصحاب الشيطان لهفوا كل اموال البترول وحولها للخارج.. ماذا تنتظرون من تدفق النفط الجنوبي طالما ان اللصوص لازالوا علي سدة الحكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  17. تاباها مملحه تكوسها قروض …قد الفضل إنشاء يسلم من اللحس ويستعدل ولوسنه الحال المايل

  18. سيجانب التوفيق المؤتمرجية وإن ملكوا جبل أحد ذهباً ولا يمكن لراع يترفه ورعيته من حوله يتضورون جوعاً أن يحالفه التوفيق! أخشى أن تكون الفكرة يا دوووووووب قد طارت وجاءت السكرة فقد رفعت حكومة البشير الدعم عن البنزين وجمعت من الضرائب والجبايات ما لم يجمعه ربما الأمريكان أنفسهم ولم تنصلح أحوالنا البتة وذلك لسوء نية المؤتمرجية ولعدم التوفيق!

  19. هل اصبح البشير حشرة ام الحشرة الشعبية اصبحت زول..

    بعد قرصة اذن صغيرة:
    يا ولد يا بشير اعقل شوية وسيبك من المهاترة والالفاظ الشينة ديك.. انت قايل الحكاية دى زى حكاية القنقر؟؟..
    بترول الجنوب لازم يمر والحدود لازم تنفتح للتجارة..
    البشير:
    لا والله يا جماعة انا ما قاصد اقول الجنوبيين حشرات بس كنت زعلان فى مسألة هجليج وكده..
    بعدين الكلام ده بس للخطاب الجماهيرى ورقصة الحماسة عشان الشعب المسكين ده بيعتبرنى اسد العرب وكده..
    الجماعة اياهم:
    انت اسد على شعبك بس.. لكين هنا ابو الجقر زاتا كتيرة عليك.. فاهم؟؟
    البشير:
    حاضر.. حاضر..

    الشعب المسكين يقف فى ذهول ولا يدرى ماذا يفعل بل يدخل فى حالة من التوهان والضياع ويسأل فى بلاهة:
    البديل منو؟؟
    ليهم حق يتساءلوا لانو..
    ………………..
    الباقى تموه يا جماعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..