رواد الرائد كاذبون و عميان

رواد الرائد كاذبون و عميان (2/2)

ابراهيم بخيت
[email protected]

تعرض كاتب المقال في الحلقة الماضية لمحاولات إعلام المؤتمر الوطني بغرض غسل ثياب الانقاذ و سدنة المؤتمر الوطنى مما علق بها و بهم من ادران الفساد و التطاول فى البنيان و الاعتداء على حقوق الاخرين و حرمانهم حتى من ماء الشرب . وقال ان الرواد فى اى مجال او محفل او تنظيم لا يكذبون اهلهم . و فى حقل الصحافة تكون الكذبة اوسع انتشارا و اكثر ضررا من ثرثرة المجالس . و اذا كان صحفيو الانقاذ يتسربون الى حيث المجالس و يتسمعون احاديثها ثم يتنقون منها ما يعتقدون انه مجرد اكاذيب و اختلاقات يسهل عليهم دحضها فهذا مما لا يعد عملا قاصدا فهم قد ضلوا سبيلهم للدفاع عن الانقاذ.

ويواصل في هذه الحلقة الأخيرة عرض أكاذيب الصحافة الانقاذية :

ان حكاية رمز الانقاذ احمد محجوب حاج نور فى مسجد جامعة الخرطوم و المواجهة الشهيرة بينه و بين احد المصلين ليست مجرد اكذوبة ، يحاول بعض الكتبة انكارها لتنقية ثوبه او ثوب الانقاذ . و كان فى امكانه الوصول الى من واجه حاج نور بعد تلك الخطبة قبل ان يكذب الاخرين (أنت كاذبٌ..كاذب، بالأمس لم يكن حاج نور هناك ليُصلي أو يخطب أو ليرد عليه أحد) و حتى لو ان حكاية حاج نور كانت محض اختلاق . فهل لا تدعو الانقاذ الى التقشف ؟ لن نضيف لكاتب المقال سطرا خارج السياق الجارى لسدنة الانقاذ و نلفت رقبته بلطف لينظر الى ما يظن انها مجرد ثرثرة مجالس غير موثقة . و نسأله ان يكلف نفسه بالنظر الى الفارهات البنايات و السيارات و ما تستبطنه من حسان الاحياء و الجمادات . و بذات اسلوبه نسأله من هم من يملكون هذه البدع على المجتمع السوداني ؟ و هل ظهرت فى زمن العلمانية الديموقراطية الكافرة أم فى زمن التوجه الحضارى القاصد الى دولة الرسالة ؟ ام تراها مجرد اختلاقات من اعداء الانقاذ ؟ و السؤال موجه للضمير الا يعتبر هذا البطر مصيبة تتعدى الافراد و تصيب التوجه الحضارى الذى تلوذ به على اى ثوب جاء . نعرف ان الاسلام لا يأمر بالسكوت عن المنكر على اطلاقه . و فقه السترة لم نسمع به من قبل فى حق ايا كان منصبه او موقعه من السلطة او المجتمع . و مراجعة العقيدة و الضمير و الرجوع لتعاليم الدين الاسلامى هى اولى الاسس التى تفرّق بين الحق و الباطل فى الدفاع عن الاحباب او التحريض على المعادين او المعارضين . و لا اظن ان كاتب المقال قد نظر بصدق لدواخله . و ليس ادل على ذلك من محاولته المغالطة حين يؤكد الواقع و ينكره فى ذات الوقت او يحاول تمويهه او التقليل من ضرره حين لا ينفى ( وجود أوجه ونماذج تستحق البتر والإعفاء والإبعاد النهائي ممن أضرت بهم السلطة من الإسلاميين أو المتمسحين بهم، أو الذين صعدوا إلى قطار الإنقاذ وصاروا فيه، ربما الجهة التي تمنح التذاكر وتحدد مجالس القوم ودرجات إقامتهم في التنظيم والدولة، ) فالجهة التى تمنح التذاكر و تحدد مجالس القوم لا تعطى بالطبع تذاكرها ( سمبلة ) او لوجه الله . و هى التى يحاول كاتب المقال جاهدا الدفاع عنها فى حين انها تطلق الطلقات الحقيقة الحية و ليس الطلقة الاولى ( الكذبة ) فى جدار الثقة بين الانقاذ و المواطنين . و الحال كذلك الم يك من الافيد للعقيدة و للتنظيم الذى يلتزم له ان تكون المناصحة بديلا عن المحاولات البئيسة للتبرئة مما هو ظاهر للعيان و يمشى بين الناس و يضر بدينهم و دنياهم . ان ما يتداوله الناس عن الفساد و المفاسد ليس مجرد احاديث النميمة او اختلاق لا يسنده واقع . سيرة المتطاولين فى البنيان من سدنة الانقاذ انفسهم و من لف لفهم من قبائح تراها العين و لكنها قد لا تصل لبعض الضمائر . و الا لما احال حقيقة قصر الوزير و حوض السباحة الى مجرد الظن الذى يجد فيه للوزير الحق فى بنائه ( كونه صاحب مال وهو كذلك قبل أن يأتي للسلطة أو يقربها ) و غالب اهل السودان لا اظنهم كانوا يعرفون الوزير قبل الانقاذ بين رجال المال و الاعمال . و حتى لا تصبح الحقائق عند البعض مجرد ظنون او زعم فقصر الوزير المعنى ليس فى بلاد الواق واق . و لا فى اسرائيل التى تمنعنا جوازات السفر اليها . و لا اعتقد ان هنالك حراسة على الحى الذى يقطنه تمنع ذلك الكاتب المدافع عن الوصول اليه حتى يتيقن بنفسه بان ليس فى الامر اختلاق و لا محاولة للنيل من بعض رموز الانقاذ . و ليتيقن ايضا من ان من ثاروا طلبا للماء كانوا وما زالوا عطشى حتى الان سواء بسبب تغول الوزير على الماء او بسبب فشل الانقاذ و تقاعسها عن سقياهم واعتبارهم ( ابل رحيل ) فقط و النيل الازرق يحيط بهم . و كان فى امكان الوزير استجلاب الماء لداره من النيل مباشرة و قصره لا يبعد عنه سوى امتار قليلة . ان اضر ما يضر الانقاذ هم المتنطعون حاملى المباخر الذين يتلككون كل يوم فى اوحال عدم المصداقية و مجانبة الشهامة فيظنون انهم اصلاء فى الدفاع عن الانقاذ و هم يوحلونها كل ساعة معهم و يجعلون منها ( لبانة ) المجالس المحلاة بكتاباتهم المسخرة . ان المحاولات البئيسة و المخاتلة لتجزئة الجرائم و الركوض نحو تبرئة بعض المجرمين لن تجدى . لان الجريمة المرتكبة ما كان للمجرم ان يفعلها بمفرده لو لا انتمائه لمنظومة متكاملة من فصيلته . و لهذا ما كان لهذا المدافع ان يدافع عن الاهوال التى ترتكب كل يوم فى الوطن و ابنائه لو لم يك هو نفسه منغمسا فيها بكلياته الدنيوية.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..