الديمقراطية: ماذا فعلت بك الانقاذ ؟ا

الديمقراطية: ماذا فعلت بك الانقاذ ؟

د.عبد القادر الرفاعي

بنهاية الأسبوع القادم من هذا الشهر (يونيو) يكون الإسلاميون قد ضربوا الديمقراطية في مقتل وامتدت مصادرتها عقدين من الزمان وأكثر، وهكذا يجئ الانقضاض عليها على أيدى العسكر أكثر من نصف قرن، وكلما قاد الضباط انقلابهم على الديمقراطية تغرق تحت أقدامهم الطيوب ويحرق حولهم وحواليهم البخور تبركاً بمقدمهم السعيد، واعترافاً بقدسيتهم والتماساً لشفاعتهم، متناسين إن النفخ في صور الديكتاتورية اسقطها مرتين من أبراجها، وأنها لعمري اعظم رسالة قدمتها الانقاذ ولشعبنا ولشعوب العالم الثالث التي فتك بها نفس الداء وما زلنا نحن في السودان نهوى أوطانا، ونبحث عن العلاج الناجع للأزمة في النجوع والبوادي، في لاالريف والحضر، وأنا حتماً لمنتصرون إلا بذكر الديمقراطية ? ايضاً تطمئن القلوب ? ولكن بربكم انظروا إلى الذي قدمته الانقاذ للمجمع العسكري الصناعي في الدول المتقدمة، اذ وحين الم بنا داء الانقاذ لابد أن حكومات الدول المتقدمة وعلي رأسها امريكا، التي حين فاز المستر جيمي كارتر برئاستها في 1975م قد جعل معياراً من الدفاع عن حقوق الإنسان للمساعدة العسكرية، ولكن ما أن جاء خلفه رونالد ريجان حتى اصدر تعليمات بدراسة كافة طلبات الحكومات الاجنبية لشراء اسلحة تقليدية ملغياً بذلك القيود التي سبق أن فرضها سلفه الرئيس جيمي كارتر.

لننظر ومنذ مجئ الانقاذ ? الرابط بين شراء الاسلحة والديمقراطية ? وكيف أنها بأصرارها على مواصلة الحرب الأهلية كيف زادت من أهمية تجارة السلاح لتصبح اضافة هامة للدول النامية التي تهتم قبل التنمية الزراعية وانتاج الغذاء بالايدولوجية والقبلية، حتي أن مجموع الأموال التي تنفق على الاغراض العسكرية يفوق مائة مرة ما ينفق على الاستثمارات الزراعية هذا ما أشار اليه د.ايدورد صوما في احدى خطبه مطلع العام 80. وعموما يتلخص الامر في ان الدول التي لم تحصل علي الاستقلال الاقتصادي، تلهث وراء السلاح للحصول عليه، والدول المالكة لهذا الاستقلال بسيطرتها علي الاقتصاد العالمي، بعضها لديه كميات كبيرة من الغذاء الفائضة للتصدير وليس لديها سلاح، والبعض الآخر لديه السلاح دون الغذاء، وهناك دول لديها الفائض من الغذاء وفي نفس الوقت لديها ذاته هي مالكة للسلاح. وبالطبع فان مصلحة الدول تقتضي ضرورة استمرار المشاكل الاقتصادية والسياسية وخاصة في دول العالم الثالث حتى تبقي قابضة على وبيد من حديد على مصائر شعوبها. بسير الانقاذ في طريق الحرب الأهلية في جنوب السودان وغربه سارت في هذا الركب. أنظر هذا الذي فعلته الانقاذ بالديمقراطية وبالوطن.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..