مطالعات حزينة في بلد يتفكك

الرأي23

مطالعات حزينة في بلد يتفكك

أ.د.الطيب زين العابدين

رغم اهتمامي المهني بقراءة العديد من الصحف يومياً إلا أني لا أستطيع القول إني أستمتع دائماً بذلك الواجب الصحفي، بل كثيراً ما أتعمد تأجيل القراءة إلى آخر الليل أو إلى صباح اليوم التالي لأن محتواها في أغلب الأحوال يعكر مزاجي بأخبار محزنة ومؤسفة تحدث في السودان والعالم العربي بكسب أيدي النخبة الحاكمة. ولكن مطالعتي لصحف الثلاثاء 21 يونيو (يوم واحد من أيام السنة) كانت جرعتها المحزنة والمؤسفة فوق ما تحملت فحفظتها ليومين قبل أن أعاود النظر فيها مرة أخرى، ولم يخفف عليّ تأجيلها شيئاً فقررت الكتابة عنها في هذا المقال الأسبوعي لعل المشاركة مع القارئ تنفث عني قدراً من الهم أو تمنحني الشعور بأني أديت بعض واجب المعذرة عن هذا الوطن المبتلى بسوء الإدارة والحكم. وأنا من المؤمنين بأن المصائب المجتمعية هي من كسب أيدي الناس مصداقاً للآية الكريمة «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير»، وهي بالضرورة نتيجة لمظالم وأخطاء سلوكية يقع فيها غالبية أعضاء المجتمع ولو بالسكوت عليها.
كانت أشد المواد الصحفية على نفسي في ذلك اليوم (21/6) التحقيق الجيد الذي كتبته الصحفية المرموقة حنان بدوي في جريدة التيار بعنوان « الحصانة تحجب العدالة! في حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً حضر إليه ثمانية من أفراد الشرطة وتم ضرب المجني عليه بالرصاص مما أدى لوفاته بعد ساعتين من الحادث»، وتوفي سائق التراكتور الصديق علي محمد في منطقة زرقة الشنابلة ريفي الدويم في يوم 21/7/2010م، وتولت النيابة التحري ورفعت الأوراق للمدعي العام لرفع الحصانة عن أفراد الشرطة وبعد خمسة أشهر خاطب وزير العدل وزير الداخلية برفع الحصانة ولم يرفع وزير الداخلية الحصانة حتى اليوم بل نصح أهل المجني عليه أن يسعوا للصلح! من الذي يسعى للصلح يا وزير الداخلية الجاني أم أهل المجني عليه؟ وهل هذه عدالة الإسلام التي تتشدقون بها صباح ومساء؟ وتريدون أن تحكموا باسمها هذا الشعب الطيب عشرات السنين؟ وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي ترتكب فيها بعض عناصر القوات النظامية جريمة القتل أو الأذى الجسيم ضد مواطن عادي وتحول بدعة الحصانة، التي توسعت فيها حكومة الإنقاذ لكل القوات النظامية ومعظم المسئولين في الدولة أكثر من أية حكومة مضت في تاريخ السودان، دون أن تأخذ العدالة مجراها مع المجرم الجاني. وتسكت النخبة المنتفعة في وزارة العدل والقضائية والبرلمان ومجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء السودان عن هذه البدعة الظالمة التي تنتهك أقدس قيم الإسلام ألا وهو العدل. ولأن الناس يشهدون مثل هذه الممارسات اللا إسلامية في واقع حياتهم اليومية لذلك يسخرون حين يتكلم أهل الإنقاذ عن تطبيق الحدود الشرعية على ضعفاء الناس من أمثال فتاة الڤديو التي أشاد الرئيس بجلدها على ملأ من الناس! إن حكومة الإنقاذ تسئ أيما إساءة لشريعة الإسلام حين تطفف في تطبيق العدالة بين مسئولي الحكومة ومتنفذي الحزب وعامة المواطنين، وتستحق الهلاك الذي توعد به الرسول (ص) من يقيم الحد على الضعيف ويترك الشريف دون قصاص.
ومثال ثان يفوق الأول في الاستهتار والجبن وعدم المروءة ومن مسئول كبير في حكومة الولاية ورد في جريدة «ألوان» يقول: مسئول كبير في حكومة ولاية الخرطوم يدهس شرطي مرور بعربته قاصداً إزهاق روحه في شارع النيل احتجاجاً على قيام الأخير بإغلاق الطريق أثناء مرور موكب نائب رئيس الجمهورية، ولاذ المسئول الكبير بالفرار حتى قبضت عليه دورية البوليس بعد مطاردة مثيرة. والحقيقة أن قفل الشوارع لمواكب المسئولين وضيوفهم وكل من يستطيع دفع أجرة عسكري الموتر أصبحت تسبب مضايقة شديدة للناس في حركة المرور بشوارع الخرطوم الضيقة التي بدأت تختنق من كثرة العربات، بالإضافة إلى قفل الشوارع حول وزارة الداخلية ومجلس الوزراء واقتطاع جزء من الشارع أمام كل المؤسسات المتنفذة موقفاً لعربات العاملين فيها. وقفل الشوارع لمواكب المسئولين سمة تخلف ابتدعتها الأنظمة الشمولية والعسكرية في العالم الثالث من باب تأمين كبار المسئولين الخائفين على حياتهم من غضب عامة الناس، ولا أحسب أن لها صلة بالإسلام! ولكن الخطأ في قفل الشارع قبل مرور موكب المسئول لا يبرر بحال ما فعله المسئول بحكومة الخرطوم، فقد ارتكب الرجل جريمة متعمدة يستحق عليها القصاص ثم يفر هارباً مثل أي لص يتعقبه أهل الدار. والسؤال هو: هل ستنجيه الحصانة الإنقاذية من سوء فعله ضد عسكري مرور لا حول له ولا قوة؟ وأوردت جريدة «الأحداث» في ذات النهج قصة أخرى ذات صلة تقول: رفضت الشرطة الرواية التي رشحت بشأن اختطاف ومقتل طالب جامعي (حسين إبراهيم انقابو) قالت بها هيئة محامي دارفور وهي أن حسين طالب في جامعة الدلنج شارك في مخاطبة الجبهة الشعبية المتحدة بجامعة الخرطوم يوم الخميس الماضي وتم اختطافه من الشارع العام بحي مايو بالقرب من مسكنه في صباح الجمعة وقذف بجثته في العراء قرب منزله صبيحة السبت. لكن رواية الشرطة تقول بأنه لقي حتفه نتيجة صعقة كهربائية من (وضاية) المخبز الذي يعمل فيه وأنها اتخذت الإجراءات القانونية المتعلقة بالوفاة في ظروف غامضة (لماذا غامضة؟) قبل تسليم الجثة لذويه وهم من أهالي كاس في جنوب دارفور. يصعب معرفة الحقيقة من هاتين الروايتين ولكن رواية هيئة محامي دارفور تكشف عن هوة سحيقة في الثقة بين المواطنين وأجهزة الحكم، وقد تكررت مثل هذه الروايات عن حوادث وقعت لطلاب ناشطين في معارضة الحكومة في عدة جامعات دون أن يعرف الجاني أو يقبض عليه.
ويبدو أن العنف الدموي بدأ يغزو قطاع الشباب السوداني بصورة متزايدة، فقد أوردت جريدة «ألوان» ثلاث قصص جملة واحدة: تنظر محكمة جنايات الامتداد في قضية مقتل طالب كلية الطب بجامعة الرباط على يد اثنين من الطلاب بسبب قضية أخلاقية. وقصة ثانية تقول تنظر محكمة جنايات كرري في قضية مقتل طالب جامعة القرآن الكريم (حامدين آدم حامدين) من المؤتمر الوطني وقد لقي مصرعه طعناً بالسكين على يد زميله في الجامعة أحد كوادر حزب الأمة القومي إبان فترة الدعاية الإنتخابية للجامعة. إن كان طلبة علوم القرآن الكريم يفعلون مثل ذلك فما بال الطلاب الآخرين؟ والقصة الثالثة أن الشرطة ألقت القبض على 3 من المتهمين باستدراج طالبة في المرحلة الثانوية إلى داخل أحد المنازل ببحري شمال، وأمسكت الشرطة عن الإدلاء بأي تفاصيل لأنها لا زالت تبحث عن متهم رابع.
وأهدر عادل الباز حبراً وجهداً بكتابة رسالة طويلة استغرقت صفحة كاملة من صفحات جريدة «الأحداث» تحت عنوان «اتصال مباشر مع الرئيس» يطلب فيها من رئيس الجمهورية التدخل لتصحيح قضية الفساد في شركة سوداتل التي تحدث عنها المساهمون بمرارة في اجتماع الجمعية العمومية الأخير بما فيهم مندوب وزارة المالية التي تملك 30% من أسهم الشركة، ومع ذلك بقي مجلس إدارة سوداتل الوالغ في الفساد والإدارة التنفيذية المشاركة في الإثم كما هما وكأن شيئاً لم يحدث! ولا أحسب أن جهد عادل الباز سيأتي بنتيجة لأن الرئيس يعلم كل ما قال به الباز وأكثر، ليس في سوداتل وحدها ولكن في كل مرافق الدولة وتأتيه معلومات الفساد موثقة إلى مكتبه من المراجع العام ومن إدارة الأمن الاقتصادي ومن غيرهم … ومع ذلك اختار أن يسد هذه بطينة وتلك بعجينة حتى تبقى نخبة الحكم متماسكة وتغطي سوءات بعضها البعض تحت معنى الشعار الجاهلي: أنصر أخاك ظالما ومظلوما! ليتهم يفعلون ذلك ولكن ليس باسم الإسلام! لماذا لا يصرفون النظر عن موضوع الإسلام ويحكموننا بالقوة الجبرية فقط فهي أهون علينا من التشدق باسم الإسلام؟
وفي اتجاه آخر طلع علينا وزير الدفاع بخطاب أمام مجلس الولايات عن أحداث جنوب كردفان لخصته جريدة «ألوان» تحت عنوان: الحركة خططت لتنصيب الحلو رئيساً للجمهورية، وأن كادقلي يراد لها أن تكون بنغازي جديدة. ووزير الدفاع معروف بتفسيراته الغريبة للأحداث العسكرية التي لا يقوم فيها الجيش بالردع المتوقع منه ضد هجوم المليشيات المسلحة، فقد قال للبرلمان بعد دخول قوات خليل العاصمة إنهم استدرجوا تلك القوات لداخل أمدرمان. ولم نسمع من قبل بقائد عسكري يستدرج القوات الغازية إلى عاصمة بلاده ليتصدى لها في أوساط السكان المدنيين، والحقيقة أنه لم يتصدَ لها حتى بعد دخولها! ويستبعد المرء أن يمتد طموح الفريق عبد العزيز الحلو، الذي قبل أن يكون نائباً متعاوناً لوالي جنوب كردفان أحمد هارون طيلة العامين الماضيين قبل الانتخابات، لأن يكون رئيساً للجمهورية في الخرطوم وعن طريق القوة العسكرية الشمالية في الحركة الشعبية! ولكنه تفسير نال تصفيق أعضاء مجلس الولايات الذين ينتمون للحزب الحاكم، ويكفي الوزير الهمام ذلك القبول. وفي صفحة أخرى من ذات العدد قالت جريدة «ألوان» أن هناك تذمراً بمعسكرات مجاهدي المسيرية بسبب تأخر المرتبات طيلة الستة أشهر الماضية، وقالوا لقائدهم: إذا لم نتسلم مرتباتنا فإن الكثير من الأحداث ستقع. وأحسب أن الحكومة ستستجيب لمثل هذه التهديدات الأمنية من الوحدات القبلية التي تصطنعها ضد التمرد ثم تنقلب عليها، وكأنها لم ترتدع بتجربة الجنجويد في دارفور! وهناك قصص حزينة سمعتها من بعض أبناء النوبة في المنطقة الشرقية أن مثل هذه المليشيات هي التي حرقت العديد من قراهم تصفية لحسابات شخصية وثأرات قبلية مما اضطر أهلهم للنزوح، ولكنهم مع ذلك يريدون العودة لقراهم قبل الخريف لو تكفلت الحكومة فقط بحراستهم من زبانيتها المعتدين!
وفي باب الفقر وجباية الحكام تحدث عثمان ميرغني في عموده بجريدة التيار معلقا على خبر الرجل الذي أحضر ابنه الطفل (5 سنوات) إلى مستشفى أمدرمان وقرر الطبيب أنه يحتاج إلى عملية جراحية تكلف الأب 100 جنيه، والأب لا يملك المبلغ والمستشفى الحكومي لا يتنازل عن مطالبته لأن الحكومة لا تدفع له ما يكفي من مستحقات العلاج. والرجل لا يحتمل آلام ابنه المريض الذي يتلوى أمام عينيه فيصعد في أعلى صهريج للماء ينوي الخلاص من هذه الحياة المذلة البائسة. ويخف الحاضرون بما فيهم الطبيب يطلبون منه النزول ويعده الطبيب بإجراء العملية دون رسوم. وينزل الرجل لتلقي الشرطة القبض عليه بتهمة الشروع في الانتحار! أسمعتم بمثل هذه العدالة العرجاء؟ والخبر الأخير من جريدة «السوداني» التي قالت إن 1400 معلم في ولاية الخرطوم يهددون بمقاضاة وزارة المالية الولائية التي تقتطع منهم 6 جنيهات شهرية من رواتبهم لصالح صندوق التكافل الذي أسسته نقابة المعلمين بالولاية، وذلك بالاتفاق مع وزارة المالية الولائية دون موافقة المعلمين أو اخطارهم. وتصل الاستقطاعات من المعلمين لصالح النقابة (85) جنيهاً تحت مسميات مختلفة، وهذه نقابة عجيبة التي بدلاً من أن تزيد مرتبات المعلمين الضئيلة تأكل منها دون وجه حق. وهذه الاستقطاعات العديدة تقع خارج القانون ولكن متى كانت جبايات أجهزة الدولة السنية من المواطنين والحرفيين والتجار وسائقي العربات وستات الشاي وغيرهم داخل القانون؟ إنها تفعل ذلك بقوة الشرطة وبتأثيرها على الجهات الدافعة. وما نقابة المعلمين في ولاية الخرطوم إلا مستوى أدنى في سلم مؤسسات الدولة الحاكمة للناس رغم أنفهم ولذا تستجيب لها وزارة المالية التي تتلقى الإشارة من علٍ!
هذه مطالعات من جرائد يوم واحد من أيام السنة واضطررت لإلغاء بعض الأخبار لأن الحيز المتاح لا يسمح بأكثر من ذلك. ومع أخبار الكوارث هذه يقولون إنهم بمنجاة من الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة، إنهم يستحقون تلك الثورات بجدارة ومن داخل الصف الشبابي الإسلامي إن بقيت فيه بقية صالحة!

الصحافة

تعليق واحد

  1. " إنهم يستحقون تلك الثورات بجدارة ومن داخل الصف الشبابي الإسلامي إن بقيت فيه

    بقية صالحة! "

    البقية الصالحة دي يا دكتور كان ما ورتنا عمليا صلاحها دا حيكون كيف

    والله ما دايرنها …

    لازم تورينا عمليا توجهها ايه .. وذلك بالخطاب النقدي الواضح الصريح ضد

    التوجهات التي ذكرت طرفا منها في مقالك فوق

    لا بد أن تطمئن قلوب الناس بأن هنالك قطيعة تامة بين توجه الإنقاذيين

    وبين توجه كل من يدعي الإصلاح وإلا ….

    حنبقى زي ما قال صاحبنا في طرفتو :

    "والله إحنا لمن نمسك الحكومة الحافظ الحمدو ساي نرميهو في السجن"

    :cool: :cool: :cool: :cool: :cool:

    استغفر الله العظيم

  2. ثورة ايران العظيمه تمخضت فولدت فارا اسمه خامنئى مبعوث العنايه الالهية الذى لا يسأل عما يفعل .. وثورة الاخوان فى السودان تمخضت عن مولد المشير الخطير الحاكم بامر الله والمفوض منه ليفعل بأهل السودان وارضهم ومالهم ما يشاء .. وضع المشير زبانية الجبهة الاسلاميه بين يدى رحمته وعذابه فصاروا من ادواته ليحكم بهم كما يشاء ويفعل بهم كما يشاء .. انتحرت الجبهة الاسلاميه العظيمه فداء للمشير وباعت نفسها وتاريخها ونضالها بالمجان .. خيبة تضاف الى المثقفين والعلماء والمبدعين وقادة الراى فيما تبقى من بلاد السودان .. مات النميرى وجاءت الجبهة بواحد اخر .. عجبى ..

  3. تانى شباب إسلامى .. ياراجل البلد فضل فيها شئ عشان تجربوا فينا إسلامكم ده .. دى بلد ولافار تجارب ؟. ياخى نحن كفرنا بإسلامكم ده ياكيزان

  4. يا أستاذناالفاضل

    انت قرأت أخبار صحف يوم واحد..وماقدرت تتحمل..فما بالك إن كنت من مدمنى هذه الصحيفة ( الكوكتيل ) والتى لاتترك شاردة وواردة إلا أحصتها …نحنا بقينا نتسلى بالأخبار السيئة والتى تطالعنا بها الصحافة السودانية على مدار الساعة لأننا قد إكتسبنا مناعة ضد إحباط هؤلاء الذين يدعون الخلافة النبوية.

    أخلفهم البارى فى لظى وبئس المهاد

  5. بل إن الفساد يتجسد فى شباب الحركة الإسلامية الذى يرى ما نرى واضحا و يستمر فى دعم هذه العصابة المتسلطة. إذا ناقشت أى واحد منهم يرد عليك بغباء أن البلاد مستهدفة من قوى الكفر.

  6. الحقيقة التي لا يراها أصحاب الشأن هي أن البلد يتفكك، كل الأحداث التي تجري في السودان تنزر بقرب نهاية هذا النظام والتي بلا شك ستكون فاجعة ومؤلمة .. صحيفة واحدة اليوم أوردت العناوين التالية في صدر صفحتها الأولي:-

    * مقتل 900 من المورلي في إشتباكات مع النوير
    * إرتفاع حصيلة قتلي المشردين إلي 71.
    * أمين القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني يقول (الحرب الشاملة سيناريو وارد جدا).
    * تزايد تعاطي النساء للمخدرات بصورة مخيفة
    * إلغاء لجنة حقوق الإنسان والشئون الإنسانية بالبرلمان.
    * تواصل إرتفاع أسعار الخضروات واللحوم بالخرطوم لليوم الرابع علي التوالي.

    ولو تأمل المتأمل في هذه العناوين لعرف أن أي منها هو الكارثة نفسها الحكومة تسعي سعيا حثيثا لحتفها وهي لا تدري، فقد فقدت القدرة علي الإستجابة والتفاعل مع الأحداث اليومية المتسارعة وتخلت عن مسؤليتها الأخلاقية بالخروج للناس والحديث حينما تكون هناك أحداث مهمة كوقوع ضحايا بسبب الحروب والنزاعات .. وما هو مفهوم الدولة في عالم اليوم إن هي لم تتحمل مسؤليتها الأخلاقية تلك ..تبلدت حاسة إستشعارها من كثرة تكرار هذه المصائب والرزايا ، لكن هذه المصائب ما صارت تتكاثر في كل يوم إلا دليلا علي أن الآزفة قد أزفت وتلك علاماتها.

  7. ده جزء بسيط جدا يا دكتور من الماسي السودانية ولاحظ معظم البتوردو الجرايد بيحصل في الحرطوم فما بالك بالاقاليم المهم الحل شنو يا دكتور؟؟

  8. شعرت بالحزن لحد البكاء … (وقرر الطبيب أنه يحتاج إلى عملية جراحية تكلف الأب 100 جنيه، والأب لا يملك المبلغ والمستشفى الحكومي لا يتنازل عن مطالبته لأن الحكومة لا تدفع له ما يكفي…) و تذكرت حوافز وكيل الوزارة و مرتب مدير سوق الأوراق المالية و مرتب مدير الشركة التي تصدر (الرائد) الكذوب … و تذكرت من أعرفهم من زملائي و أقاربي و معارفي من عضوية المؤتمر الوطني ، تذكرت ماضيهم حفاة عراة ثم تذكرت ما آلوا إليه و تذكرت قصورهم و سياراتهم و نساءهم مثنى و ثلاث و رباع ، و تذكرت أبناءهم الذين يدرسون في أوربا و أمريكا و تذكرت خدمهم و حشمهم من الشغالات و الطباخات و السواقيين و الحراس … و تذكرت صرفهم الذي هو صرف من لا يخشى الفقر و موائدهم و حفلاتهم المختلطة التي يرقص فيها أبناؤهم و بناتهم و هم الذين كانوا يجلدون الطلاب بالسياط في الجامعات إذا وجدوا بنتا و ولدا يجلسون على مقعد … تذكرت هذا كله و شعرت بالغثيان عندما رن في أذني هتافات : هي لله لا للسلطة و لا للجاه .. و هتاف : سير سير يا البشير … أخاف من غد تفلت فيه الأمور (و هي يمكن أن تفلت لظرف محلي أو إقليمي أو دولي) أخاف أن نتحول لصومال تتحارب فيه القبائل و الألوان و أصحاب المظالم و الجهويات ، لأن من يقضي عمره في الشتائم و وصف الآخرين بالشياطين و الملاعين و تتمدد كرشه و تكبر مؤ… لن يجلب إلا الخراب … أخاف على بلدي من الملس الذين يلغفون و يمسدون اللحى و يحدثوننا عن الشريعة …

  9. بسم الله الرحمن الرحيم ( ومنالناس من يعجبك قوله في الحياا ة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه و هو الد الخصام واذا تولي سعي في الارض ليسد فيها و يهلك الحرث و النسل والله لا يحب الفساد و اذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم حسبه جهنم ولبئس المهاد)صدق الله العظيم كلما رايت وجها انقاذيا تذكرت هذه الاية خاصة محمد محي الدين الجميعابي و هو يخطب بعد صلاة العيد في اهلنا الطيبين اونافع او قطبي او او كانما هذه الاية نزلت فيهم

  10. يا دكتور طلعت دينا

    ما هذا؟ الاية «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير» يعني بما كسبت أيدينا سلط الله علينا هؤلاء الاوغاد ليحكمونا؟ قل لي لماذا لا يسلط الله على الغربيين بما كسبت ايديهم و هم على ما هم عليه من الكسب؟ أيكون لأن الله يحبنا نحن السودانيين أكثر من السعوديين و الكويتيين و الاماراتيين و البرونايين، لذلك سلط علينا زبانيته من البشر؟ أيعني هذا التبرير الغارق في الغيبية خلو سجل الحركة الاسلاموية و انت أحد أعمدتها الفكرية من مسؤلية ما وقع و يقع بنا على يد زمرة مجرمي الاسلام السياسي؟.
    قضيتنا ليست و لن تكون مع الله، هي معكم انتم و الله برئ مما تبررون للهروب من مسؤلية ما يحدث للسودانيين.
    ما تقرأوه من أخبار في الصحف هو غيض من فيض أعظم و أكثر مدعاة للحزن و الخوف معا على مستقبل السودان و مصيركم عندما تخرج الجموع هادرة للشوارع و هي فاعلة لا محالة لان الموت بالرصاص اهون و اسهل و اكرم من الموت جوعا.
    و ختاما أوصلتني الي قناعة الا عاقل مدرك وسطكم كاسلامويين كلكم سواء في ضيق الافق و قصر التفكير حامل الدرجات العلمية و العنقالي

  11. اسئلة يمكن ان تكون مشروعة
    الحصانة ما هو مصدرها و ممن تؤخذ وكيف
    اعتقد ان الشعب هو من فوض المسؤولين والحكومة لخدمته فهم مؤتمنون ولكنهم ليسو بملائكة بل بشر والنفس امارة بالسوء فلم هذه الحصانة
    لماذا نضيق بالاخر سواء ان كان رأيا او بشرا
    ارى ان هناك منابر تعمل تحت سمع وبصر الدولة تزكى نعرات الجهوية والعنصرية وتنادى بدعوى الجاهلية ومن يتولى كبر هذه الدعوات ليس بجاهل او منبوذ والحكومة تبارك هذا الفعل ان لم يكن علنيا فهى صامتة والسكوت رضا
    اذا كان هذا الحال من اعلى فلا غرو ان يسلك الشباب هذا المنحى علما بان الشباب مرحلة تعتمد على الفعل ورد الفعل الانفعالى ولا يكون للعقل والدين والحكمة دور مؤثر بل اثبات الذات والانا وغضبة النفس هى التى تسيطر على هذه المرحلة
    هل كل الجبايات تصب فى مورد واحد
    قطعا وحتما لا والف لا
    رغم ان الدولة تدرى بوجود هذه الجبايات بمسمياتها المختلفة الا انها لا تسعى لترشيد جمعها وصرفها
    فمن المعلوم ان البحر من قطرات المطر
    وهذه الجبايات اكثر عددا واكبر حجما من قطرات المطر
    فلو اجتمعت لصارت سيلا وليس بحرا ولجرفت في طريقها كل مسببات الفقر والمسغبة
    وبعدها ستنبت الارض مرعى اخضر تروده المخلوقات جميعها

  12. مسالة اغلاق الشوارع للمسئولين ابتليت بها هذه البلاد المنكوبة وانا اعيش هنا لااكثر من عشرين عاما ولم يتم فى اى يوم من الايام ايقافى اوايقاف احد لمرور مسئول حكومى
    النائب او الرئيس او الوزير يمكن ان يتحرك كاى مواطن بعربة مظللة ولالزوم لازعاج المواطنين او تعطيلهم وبعدين تلاقى شايل ليهو مقص وماشى يفتتح ليهو مصيبة
    هذا المسئول الحكومى بولاية الخرطوم الذى يدهس ويهرب مثال طيب لمسئولى المشروع الحضارى وبرغم سلوكه النتن حايدخلو الاجاويد ويادار مادخلك شر وربما يعين هذا المسئول وزيرا فى الجمهورية الثانية لانه عضو نشط فى دهسه وهربه

  13. ((إنهم يستحقون تلك الثورات بجدارة ومن داخل الصف الشبابي الإسلامي إن بقيت فيه بقية صالحة!))
    تاني رجعتنا يا استاذ للصف الاسلامي تاني؟؟؟؟
    ما الكتبته ده كفاية ….

  14. رغم اني اليت علي نفسي الا ارد علي كوز فيما يكتب لكن يضحكني

    في الخرطوم بداية شارع …الحرية …..المؤدي الي السجانة مغلق

  15. ازيدكم بيت شعر تم اليوم بامتداد الدرجه الثالثه اخماد احتاج طالبات الصفوف الابتدائيه عارف ليه قالو عاوزين نبني مدرسه جديد وتم تكسيرها منذ بدايه العطله اليوم فتحت المدارس بالخرطوم والمسكينات نزلن ولم يجدن مدرسه ولا يحزنون طيب المدرسه مشت لصالح مين اكيد لواحد يريد الاستفاده من موقع الرض وهو استراتيجي

  16. تاني الصف الاسلامي …… يا دكتور النت ما تبت انت زعلان بس شكلك كنت عاوز الخارجيه صدق اللي قال كلكم زي بعض

  17. كنت دائما اتفادى مقالاتك و لا اقرأوها لانو فى الحقيقة عندى قناعة قوية ولا زال انك جزء من هذه المنظومة بل و كنت لاعب اساسى فى التنظير لها و التخطيط لكل جرائمها و شاركت مشاركة فعالة فى كل جرائم هذا النظام البغيض و ستكون مسئوليتك قائمة الى يوم الدين باذن الله …….لا مجال الان ان تحاول التنصل من المسئولية يا رجل دا انت كنت غاطس للركب فى كل افعال الانقاذ مـنـذ المصالحة مع النميرى !!!!

    الان اختلفتم فى اقتسام الغنائم قمتوا تتمردوا على بعض ؟؟ ذاك شيخك بدون خجلة يتنصل من كل افاعيلو !!!!! دا كلام ؟؟

    ارجع لمقالتك اليوم ماذا ترى غريبا ؟؟؟؟ دى امور ماشه كده من زمان 22 سنه !!!!!! بل وافظع من كده ……… انت ما سمعت وشفت اعدام 28 ضابط ليلة وقفة عيد رمضان ؟؟ وقبرهم بدون اى اجراء متبع شرعا فى مثل هذه الحاله؟؟ و انت عملت شنو يومذاك؟؟؟ و انت مش شاهد اعام مجدى محجوب فى حر مالو ؟؟؟؟؟ اتصل بك الفريق يوسف محمد تتوسط و انت كان موقفك كيف ؟؟؟ انت حاضر وشاهد بل مشارك فى كل جرائم بيوت الاشباح و انت كنت اقرب المقربين للشيخ الترابى و كل الارواح هانت اليوم داك و يصعب عليك اليوم جندى المرور هذا مع عميق حزنى عليه !!!!!!

    يا دكتور انت كنت من الارقام الهامة فى النظام لما بدأ الاسلاميين يغرروا بالضباط الانقلابيين و لو ما انت دخلتو معاهم انا متاكد لم نكن وصلنا لما هو حادث اليوم !!!!! ودليلى على تحرفيكم لهم هو تساقط الانقلابيين واحد تلو الواحد …………. الان المطلوب منكم تكفروا عن افعالكم السيئة دى بس انا ما عارف كيف !!! والتوبة الحقه يا دكتور ان تؤمن انو ما فى استخدام لمصطلح اسلام بعد اليوم فى ساس يسوس و استغفر من ( إنهم يستحقون تلك الثورات بجدارة ومن داخل الصف الشبابي الإسلامي إن بقيت فيه بقية صالحة) لانو ما بقيت بقيه صالحه فالتاس لم تعد ساذجة زى زمان يا دكتور !!!!!! !

  18. مع احترامي الشديد لك ولمقالاتك…هكذا هم الانقازيون وانت منهم دوما تجيدون الكزب والنفاق والظلم ..عندما تكونون في السلطه ..همباته وحراميه وسفاكي دماء..خارج السلطة ملائكة الرحمن ..لنقارن..البشير ..نافع ..احمد هارون..الطيب مصطفي ..حتما ستقول العيازبالله…الترابي ..زين العابدين..يعجبك مقالاتهم..شوهتم الاسلام..بافعالكم الكريهه..سد الله افواهكم..امين..امين

  19. تااااانى شباب اسلامى؟؟؟ يا راااااجل!!!!! الحركة الاسلامية وهى اسم الدلع للاسلام السياسى بقت بضاعة بايرة و ما تسوى نكلة!! والله ما فيها من الاسلام غير الاسم فقط!!! و اعتقد جازما ان هدفها الغير معلن هو تكريه الناس فى الاسلام!!!!!!! كدى اعمل بحث فى الموضوع ده يا دكتور و بصورة بحث علمى محايد!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..