أُطِلق سراح الإنقلابيين – لكن نساء النوبة ما زلن في المعتقلات !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أفرج الأربعاء عن سبعة من ضباط الجيش السوداني الذين حكم عليهم في بداية نيسان ابريل بالسجن حتى خمس سنوات لاقدامهم على القيام بمحاولة انقلابية في 2012، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس .

وأضاف المراسل ان الضباط السبعة الذين كانوا يرتدون ثيابا مدنية ويهتفون ” الله اكبر ” ، توجهوا الى منزل واحد منهم وهو محمد ابراهيم حيث استقبلهم مئات الانصار والاقرباء باطلاق اعيرة نارية في الهواء .

الجدير بالذكر هنا أن جميع الضباط المفرج عنهم ينتمون إلى الحركة الإسلامية ، وأقرباء لرجال لهم وزنهم داخل نظام الإنقاذ ، وجميعهم أيضا شماليون ، ليس بينهم غرباوياً أو نوباوياً واحداً . ولو كان ضبتط المحاولة الإنقلابية المزعومة غرابة أو نوبة ، لكان الوضع مختلف تماما ، ولجاء النظام بأعذار قبيحة تبقيهم في السجن .

الإفراج عن ضباط المحاولة الإنقلابية المزعومة بالعفو الرئاسي والإبقاء على غيرهم في تُهم أقل خطورةً لعدم انتماءهم لجهة جغرافية معينة أو قبيلة بعينها ، لهو عين العنصرية في أبشع صورها وتجلياتها . فعلى سبيل المثال هناك نحو (121) مواطناً من جبال النوبة لا يزالون قابعين داخل معتقلات جهاز الأمن منذ يونيو من العام 2011 ، ولم يطلق سراحهم حتى الآن ، حسب ما ورد من منظمة حقوق الإنسان والتنمية بجبال النوبة في تقريرها لشهر مارس الماضي ، حيث أوردت المنظمة اسماء المعتقلين، وتاريخ اعتقالهم ، ومهنهم واكدت ان معاناة مواطني جنوب كردفان/ جبال النوبة داخل الولاية وخارجها ما زالت تتفاقم يوماً بعد يوم ، وما زالت كذلك الحوجة للمساعدات الإنسانيه قائمة. واكدت المنظمة ان المعتقلين لا يزالون يرزحون في معتقلات محطة بالكرامة الإنسانية مع إستحالة زيارتهم أو الإتصال بهم بواسطة زويهم، مما غيب معرفة مصيرهم، ووجهت المنظمة نداءا عاجلا للمجتمع الدولي بالضغط على حكومة السودان للسماح بدخول المنظمات المحلية والدولية لإيصال المساعدات، والمساهمة في الرقابة على الإنتهاكات، كما ناشدت المنظمة بضرورة إرسال بعثه لتقصي الحقائق حول أوضاع المعتقلين، وعددهم والتقصي عن الإنتهاكات والمفقودين مع تحديد المسؤول عن ذلك .

إن الإفراج عن ضباط المحاولة الإنقلابية دون غيرهم ، يبين بوضوح وجلاء ان النظام السوداني غارق في الممارسات العنصرية ضد بعضٍ من مواطنيه بشكل مكثف فاق الوصف والتصور ، وهو لا يستطيع بعد هذا الإفراج التمييزي التستر على عنصريته التي تفوه منها رائحة الحقد والكراهية والإنتقام والجهوية .

النوبة خاصةً لا يستغربون هذه العنصرية من نظام قتل أكثر من 300 ألف دارفوري ، وأكثر من مليوني مواطن في جنوب السودان . فالتمييز العنصري عند نظام عمر البشير إذن منظم وممنهج وقديم جدا ، حيث يعامل النظام بعض مواطنيه كمواطنين من درجة ثانية .. ولعل الحرب التي يفرضها الآن حزب المؤتمر الوطني الحاكم على الشعب النوبي في جبال النوبة ، وفرض الحصار عليه ، وتشريد الآلاف من مدنهم وقراهم ، وحرق المزارع وتسميم المياه ، تؤكد بشاعة عنصرية الدولة السودانية في كافة المجالات .
النظام السوداني لا يرى في الإفراج عن الضباط الإنقلابيين دون غيرهم تمييزاً عنصرياً ، بل وبكل وقاحة وبجاحة ، يقول ان التهم الموجهة للنساء النوباويات – وهي التخابر مع الجيش الشعبي أكثر خطورةً من التهم التي وجهت للمفرج عنهم -وهي قلب النظام السياسي القائم وتقويض مؤسسات الدولة .. لكن هل هناك تهمة أخطر من تهمة قلب النظام في السودان يا أيها الناس ؟ .
أن القُبح العنصري لنظام الإبادة الجماعية في الخرطوم ضد الهامش السوداني عموما يظهر في سياقات مختلفة ومتعددة . فهو يظهر كل يوم في هجمات كلامية عليهم ، وفي شتائم وتهديدات رجال الإنقاذ لهم لكونهم نوبة وفور وزغاوة ومساليت ..الخ . ويظهر في الأقوال اليومية للجنرال عمر البشير الذي لا يخجل من القول القبيح ، ويظهر في محاولات القتل المنظم في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ..الخ .

إذن العنصرية في سودان الإنقاذ ليست ربواً ، وليست مرضاً فوق السطح ، بل هي تعبير عن داء عميق يصعب استئصاله ، ولا تعتبر عندهم مشكلة وطنية يجب محاربتها .

العنف العنصري شر وشيء مرفوض بكل أشكاله . وهو شر بشع خاصة عندما تمارسه حكومة ما ضد مواطنيها .. ولأن الحكومات هي التي ترعاها في السودان ، فإن الأمر إذن يقتضي ويتطلب حسماً ثورياً للقضاء عليه نهائياً وللأبد .
ولما كانت الجبهة الثورية – ممثلة في الجيش الشعبي وحركات هامش السودان المسلحة ، قد أكدت مرارا وتكرا أنها تستطيع القيام بهذا العمل الثوري للقضاء على كل أشكال العنصرية وبناء سودان يسع للجميع ، فإن على نساء وبنات النوبة المعتقلات .. وعلى معتقلي حركة العدل والمساواة الدارفورية ، وكذا على كل أبناء وبنات ونساء الهامش القابعين/القابعات في سجون نظام الإبادة الجماعية .. عليهم جميعا قليلا من الصبر ، فإن يوم الخلاص لقريب . وإن الفجر ليبعث خيوطه . وإن النور سيتشقق به الأفق . ولن تموت الجبهة الثورية السودانية بعد بعثها . ولن تموت هذه الثورة الحية التي يقودها أحرار السودان . وأن الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي الناشئ اليوم في السودان قد اكتملت له كل شروط الثورة والتغيير . وتثبت وقائع الضربات القوية التي توجها قوات الجبهة الثورية لمليشيات النظام في كل من جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق أن النصر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى ، وان ليل الظلم قد دنا من أخره وفجر الحرية قد لاح في الأفق . هذه الكلمات ليست شطحات ولا قفز على الواقع ، ولكنها رصد للحالة السائدة في سودان عمر البشير ، ويستطيع المراقب البسيط ، أن يلمس واقعاً معاشاً يجد تعبيراته في الرفض المتواصل لهذا النظام الجاثم على صدور السودانيين لأربعة وعشرين عاما . وان استخدام النظام للطائرات ضد مواطنيه من الأطفال والنساء والشيوخ في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور لدليل آخر على إفلاس وفشل كل مخططاته وجهوده لإبتزاز الشعب النوبي وأهالي النيل الأزرق والدارفور أو إخضاعهم بالقوة أو عبر شراء الذمم …….
والسلام عليكم..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العفو العام ماهو الا مسرحيه هزيله لاطلاق سراح الانقلابين لن تفوت علي الشعب الا لعنة الله علي الظالمين

  2. يا بريش ياخوي, شنو الجديد في كلامك ده! البشير بذاتو عارف نفسو عنصري وكتال كتلا…بطلو نقه وكلام كتير …لو عندكم حاجه سووها.

  3. الاخ بريش اطيب تحياتى لكم ونتمنى لشعبنا العظيم فى جبال النوبة ان يعم السلام والخير ربوعهم-اما عن العنصرية فهل الضباط الذين تم اعدامهم فى نهار رمضان دون محاكمة هل كانوا من جبال النوبة؟نحن نرفض العنصرية لانها دمار لنا وتجاوز لحدود الله والانسانية ولكن ينبغى ان لانقحم العنصرية فى مجالات بعيدة عنها-فالانقاذ عذب من الشمال اكثر مما عذب من الجهات الاخرى

  4. يابريش ماذا أنت فاعل بأبناء النوبه والزغاوه والمساليت الذين يعملون الآن في داخل مؤسسات النظام
    وكيف تتم تسوية أوضاعهم في نظامكم القادم في الغد القريب بحسب زعمكم ؟
    ماذا انت فاعل بهؤلاء؟وهم يمثلون وجه النظام في الشرطة والقوات المسلحة والأمن وماتنسى في الخدمة المدنية التي أصبحت خالصة للفئة التي تتحدث عنها؟
    ياأخي بريش يجب أن لانسرد لك مايفعل منسوبيكم،وأن لا أبحث عن مذهبكم في كيفية معالجة حال البلد التي يجب أن تسع الجميع!ولكن يجب التخلص من النزعة العنصرية في كل مانطرحه من أفكار وذلك لان هذه النزعة تعني أنك سوف تتعامل مع من لاينتمون لفئتك أن ليس لهم مثل ما لك وهذامافعله النظام الذي تعارضه أنت الآن.
    الحكومة التي نصبو إليها لا تعرف العنصرية تتعامل مع الإنسان أن له حقوق بغض النظر عن لونه، دينه،وفبيلته.
    حكومة تكرم الإنسان …
    حكومة لاتعاقب الناس بما فعله السفهاء بإسم الدين….
    حكومه مدنية ……..
    حكومة تحترم الإنسان عقيدة،فكرة،ثقافةوتنوع..
    ولاتنسى ليس المعتقلون ماذكرت فقط كل بقاع السودان منها المعتقل والمشرد والمفقود الذي لايعرف مكانه حتى الآن ومنهم من يتم التضييق عليه في الخدمة المدنية.

    لك التحية يابريش…….

  5. الم نقل لكم منذ عشرات السنين ، ان مسميات مثل الحركة الاسلامية ، مجلس الصوفية ، الحرب الاتحادى الديمقراطى ، حزب الأس ، الحزب الشيوعى ، حزب الامة ، الخ ، كلها واجهات عنصرية للجلابة. تخيل اذا كان المتهم فى الانقلاب واحد فوراوي او نوباوى ، على باليمين ، كان الشيوعيين او من يطلق عليه انقلاب عنصري ، ناهيك عن الاخوان المسليمن.

  6. ( حلم الثائر ليس زجاجة عطر
    أو مفاتن سهرة
    حلم الثائر أن يتخيل شمساً
    أن يتخيل دون الشمس سيبني قبره
    أفهم شيئاً
    أن رجال المبدأ مثل الصخرة
    أفهم شيئاً
    أن البطل يناضل حتى آخر قطره )
    * التحية لكل ثوار الهامش

  7. كان الابارتايد في جنوب افريقيا اكثر رحمة من مسلمي الانقاذ ومن يعرفون بالجلابة . دين لا يقوّم سلوك الانسان لا خير فيه …؟؟؟

  8. الناس في حاله استغراب ولكن مثل هذا الشي هو ليست بجديد في حكومه الجلابه العنصري … لذلك الكل يعلم ان الوطن في حاله غيبوبه بحتاج لاصلاح حتي يبق السودان يسع الكل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..