الاستفتاء على الأبواب.. أهل الفن: منقو قل لا عاش من يفصلنا

جينا من التاريخ وبدينا
أمة عرب وزنوع ومشينا
نعمق فينا خيار الوحدة
نبني البلد الأملو علينا
سودانية قلوبنا حنينة
فينا صلابة وقوة عظيمة
احنا الدنيا لو جنة
غير العز نعيش في جحيمها
وأي حزين لو شرف دارنا
يلقى قلوبنا عليهو رحيمة
….
هكذا جادت قريحة الشاعر جمال عبد الرحيم في قصيدته الجديدة (نشيد الوحدة)، التي قام بوضع الألحان لها صلاح جميل ويغنيها الفنان عماد أحمد الطيب، وهي كلمات تعبر بصدق عن المشاعر التي تربط شمال الوطن بجنوبه، وتتحدى نداءات الانفصال، وهو السبب الذي جعلنا نتوجه بسؤال لأهل الفن عن تأثر الثقافة والوجدان السوداني بانفصال الجنوب، في حال حدوثه (لا قدر الله)..
الحرية والتأشيرة
الشاعر والاعلامي عبد الوهاب هلاوي قال إنه لا يستطيع أن يتصور كفكرة أن يكون هناك انفصال، وقال: يا نسيم يا ماشي الكرمك، ما تنسى تقيف في الجمرك.. ما حُرة تطير الطيرة.. من غير تاخد تأشيرة..
وقال هلاوي: احاسيس الجنوبيين لن تتغير، وما زلت أتذكر دموع أهلنا الحلفاويين وهم يرحلون من شمال الوطن إلى شرقه، فما بالك بالجنوبيين وهم يختارون الرحيل خارج وطنهم الذي ألفوه..
وأبان هلاوي أن الانفصال إذا حدث، فيجب علينا احترام خيار الاخوة الجنوبيين، لكنه عاد وقال: أنا متفائل رغم الحزن بسودان جديد، ولنكن موضوعيين ولا نتباكى، وأناشد الجميع أن يتزودوا بالايمان، ونحن لا نملك إلا صدق المشاعر الأخوية التي تربطنا، لكن أعتقد أن هذا في الوقت الحاضر بات لا يكفي..
لا يوجد انفصال
نحن في الشمال، ثقافتنا زنجية عربية، فنحن خليط بين هذا وذاك، والتعليم والتعلم مزج بين هاتين الثقافتين، ولا يمكن أن تنفصل هذه التركيبة الثقافية مهما أقام السياسيون من حواجز، هكذا استهلت الفنانة هادية طلسم حديثها عن مآلات الانفصال، وقالت: ما يربطنا مع الجنوب يعتبر أقوى من مصالح السياسة، وإذا حدث الانفصال لا أعتبره طلاقاً بين الشمال والجنوب، بل هي رؤية للاخوة الجنوبيين، ونحن نحترم ذلك، وسنظل سودانيين وسيغني الجنوب (لون المنقة)، ونغني نحن (يايي بليدينا وكلنا أخوان)..
ثقافة بلا حدود
من ناحيتها أوضحت المخرجة والممثلة زكية محمد عبد الله أن وجدان الشعب السوداني لا ينفصل وكذلك الثقافة التي تجمع بين أبناء الوطن لن يحدها قرار سياسي، وقالت زكية: قمت باخراج فيلم بعنوان (قدح الدم) وعمل فيه معي اخوة جنوبيون، ولم أشعر حينها بشيء من عدم الإلفة، وكنا نصور الفيلم في رمضان، وهم مسيحيون، لكنهم كانوا يستأذوننا باحترام كبير حتى يتناولوا طعامهم، وهذا هو التواصل الذي سيظل بيننا مهما حدث.
وتأمل زكية أن تكون نتيجة الاستفتاء لصالح الوحدة، وتقول: إذا جرى الاستفتاء بنزاهة فأنا متأكدة من أن الجنوبيين سيختارون الوحدة، والسودان خرج من قبل من محن كثيرة، وسيخرج بإذن الله من هذه المحنة وهو واحد وموحد، لكن إذا حدث العكس، فعلينا احترام خيار الإخوة في الجنوب..
احساس عميق
من جهته قال الفنان عماد أحمد الطيب إن تداخل الثقافات والعادات والتقاليد تداخل كبير بين الشمال والجنوب، وأبان أنه زار بعض الولايات الجنوبية في رحلات فنية، وأكد أنه لم يلحظ أي فرق بتفاعل الجنوبيين مع كلماته وألحان أغنياته، بل على العكس وضح له بشكل كبير أن هناك احساساً عميقاً يجمع بين الشمال والجنوب، ولن تستطيع السياسة أن تشوه هذا الاحساس، حتى وان انفصل الجنوب، فسيظل النيل الخالد يعزف ألحان الخلود لهذا الشعب في شماله وجنوبه..
بُعد انساني
الشاعر اسحق الحلنقي أوضح أن الوجدان والمشاعر لا يمكن أن تنفصل أو تُحد، وقال: لا يمكن أن انفصل عن جاري الجنوبي الذي -لسنين طويلة- جلست معه وارتشفنا الشاي سوياً، وتسامرنا وكان همنا واحداً، وأضاف: الانفصال ليس بارادتنا، انما هو خط سياسي، لكن ستبقى المعايشة والتزاوج والانصهار، والمواطن الجنوبي يغني مع وردي وعثمان حسين وجمال فرفور.
وحكى الحلنقي: قبل فترة قابلت شاباً جنوبياً وهو شاعر، وأخبرني بأنه تعلم الشعر من خلال قراءاته في شعر اسماعيل حسن..
واختتم الحلنقي حديثه قائلاً: أنا لست متخوفاً من الانفصال، فهذا أعده انفصالاً سياسياً، لكن الكلمة والنغم سيظلان هما الرابط الأقوى، والمواطن الجنوبي بطبعه فنان، والبيئة المحيطة به تؤهله لذلك، لذا سيبقى الابداع والفن يربط بيننا إلى أبد الدهر..
الرأي العام
عزيزي السودان بما انه الانفصال جاي والمشاكل حتكتر نخليك ونمشي الحبشه مثلا