الأمن السوداني يمنع ندوة حول كتاب جديد لعبدالله الشيخ والسلطات المصرية تحتجزه في المطار

منع جهاز الامن يوم الجمعة الماضية اقامة ندوة حول كتاب ( التصوف بين الدروشة والتثوير ) للصحفي عبد الله الشيخ ، والذي صدر هذا العام من دار ضفاف للنشر والتوزيع فى بغداد .. كما احتجزت سلطات مطار القاهرة خمسين نسخة من الكتاب منذ بداية شهر ابريل الجاري ولم تفرج عنها حتى الآن.. يتناول الكتاب ، من خلال الشواهد والوقائع التاريخية برنامج الاخوان المسلمين و السلفيين ، ويحدد مفارقاته الفجة لاسلام السودانيين المتسامح ، ويقول الكاتب ان البشير والترابي وعلى عثمان ، بالاضافة الى كون وجودهم الطارئي فى صدر السياسة السودانية كحكام انقلابيين، فقد كانوا وبالاً على السودان والاسلام .. ويبشر الكتاب بتصحيح المسار السياسي والفكري فى السودان باشاعة مبادئ التصوف العلمي كحلقة ثالثة من بعد الدروشة فى عهد الفونج ، والتثوير المهدوي .. يمكن الحصول على الكتاب من مكتبات بغداد وفى الشارقة .. وكانت لجنة المصنفات فى السودان قد رفضت اجازة و طباعة الكتاب منذ العام 2009 ، ما يعنى صعوبة دخوله الى السودان ،كما هو الحال فى مصر .

كتاب جديد ..التصوف بين الدروشة والتثوير للكاتب الصحفي السوداني عبد الله الشيخ

صدر عن دار ” ضفاف” ببغداد كتاب جديد للصحفي السوداني عبد الله الشيخ ،تحت عنوان ” التصوف بين الدروشة والتثوير . يتناول موضوع الكتاب مسيرة التصوف فى السودان باعتبارها الجذر الذي استقت منه الحركة السياسية السودانية ايدلوجيتها الهادية ..
فقرة من الكتاب / النص ..
( نمت الدولة فى السودان بماء التصوف القدسي على أشلاء التنظيم القبلي, الآخذ في التصدع تحت ايقاع الهجرة العربية الوافدة .. كان الانتساب للثقافة العربية الاسلامية فاتحة لادعاء ان الشريعة قد طبقت كاملة في سلطنة سنار، ومن بعدها في دولة المهدية، وفي عهد الانقاذ!! والحقيقة ان الشريعة كما دونها الفقهاء, لم تجد حظاً من التطبيق في أية مرحلة من مراحل التاريخ، لا سيما وان الانظمة الوطنية ليست وحدها في ادعاء القداسة باسم الشريعة,.. فحتى الاتراك، وحتى كتشنر, كانا على دعوى تمثيل الخلافة العثمانية!.
إن جوهر الأمر هو امتطاء القداسة لكسب الشرعية السياسية, واتخاذها مسوغاً لقمع الآخر ومدعاة لتميز القادة واشياعهم, في تخليط متجاوز بين العقدي والاثني.
ان ديناميكية الحراك الاجتماعي في السودان, ظل لقرون طويلة يتخذ من القداسة والعنف أداتين في ميدان السياسة، فالتركية غزو تسربل بالقداسة لقطع مسيرة التطور الداخلي – الصوفي -, ودفع بمجتمع السودان قسراً إلى مناخات الرأسمالية دون اكتمال شروط الانتقال، والمهدية كانت قسراً صبّ الولاءات الاجتماعية والروحية في قالب واحد، اذ طلبت الغد بتبني الماضي، محتمية بالقداسة دون برمجة لذلك التمثل.
وكذلك الانقاذ, عنفت بالناس تحت شعار “الاسلام هو الحل”، دون أن تطبق ذلك الشعار، في تنصل تام عن المثال(35)!.
إن العنف والقداسة, سمتان متلازمتان لأنظمة الحكم في السودان طيلة خمسة قرون!.. أي منذ القرن السادس عشر وحتى الألفية الثالثة .. خلال هذه السنوات الطويلة ترفع الدولة شعارات تبني الشريعة ولا تطبقها!.)..
ما تنسى تنزل صورة الغلاف يا مولاي
سودانايل

تعليق واحد

  1. مشكلة شعار “الإسلام هو الحل” ليس عدم التطبيق وإنما عدم وجود تعريف تفصيلي لمكنوناته التي يمكن تنزيلها على أرض الواقع وتجسيدها كنظم لتنظيم الحياة اليومية للناس في أشكاله الواقعية المختلفة .. نظم إقتصادية .. نظم للفن والثقافة .. نظم لكسب العيش .. نظم للقضاء .. نظم للبيئة .. نظم للتصنيع .. ألخ .. نظم موازية لتلك التي إستنبطتها العلمانية ونظمت بها حياة الناس في دولة الغرب المسيحي ..

    “الإسلام هو الحل” شعار أجوف لا محتوى له من الناحية العملية التي يمكن إسقاطه على حياة الناس على الأقل في ضوء ما يجود به المفكرين الإسلامويين من أمثال حسن الترابي أو قادة فكر الأخوان المسلمين في مصر ..

    من خلال شعار “الإسلام هو الحل” ركب الإسلاميون السلطة في السودان ولم ينجزوا عملياً إلى واقع التمكين لأعضاء حزيهم عن طريق الثراء الحرام وأكل السحت .. بالإضافة إلى تقسيم البلاد .. وللإستمرار في حكم البلاد أشعلوا الحروب في الأركان الأربعة للبلد .. وبعد أربعة وعشرون عاماً من الحكم لا يملكون برنامج وطني لنهضة البلد ولا رؤى لحضارة غير الزعيق ودعوة الناس للقتال بإسم الدفاع عن الإسلام .. في حين يعلم الكل أن لا مهدد للإسلام إلا سلوكهم ونظامهم القائم على الفساد وأشعال الحروب والإبقاء على حالة عدم الإستقرار .. وهذا وضع لا يروج إلا للتخلف والإنكفاء والتدمير الذاتي للأوطان.

  2. التصوف مدارس عديدة ومختلفة ولا شك ان التصوف هوالذى نشر الاسلام فى كل بقاع الارض ولا ينكر ذلك الا مكابر اما ما نجده الان من طرق صوفية ورجالات طرق فهم دراويش ليس الا والكلام عن ان المهدية تثوير للتصوف فهذا صحيح وهى مدرسة الحسين بن منصور الحلاج والشيخ الاكبر محى الدين بن عربى فكلهم ناهض سياسات الحكم القائمة رغم ان الامام الجنيد خالف الحلاج فى ذلك وهى مدرسةاخرى فان المهدية نتاج وثمرة ناضجة لشجرة التصوف الممتدة الافرع ولم نشهد بعد الامام المهدى صوفيا عالما فيلسوفا له رؤيا يمكن ان تؤثر فى المحيط الاجتماعى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..