النشيـد الوطنــي .. هل يمكن إعادة كتابته من جديد؟

الخرطوم: محمد عثمان عمر
هل سألت نفسك يوماً , وأنت تنشد أو تستمع إلى السلام الجمهوري بكلماته وموسيقاه المعروفة , كيف توافق السودانيون على كلمات هذا النشيد , وهل تشعر حقا بأنك عندما تردد هذه الكلمات:

(نحن جند الله جند الوطن/ إن دعا داعي الفدا لم نخن/ نتحدى الموت عند المحن/ نشتري المجد بأغلى ثمن/ هذه الأرض لنا /فليعش سوداننا علما بين الأمم / يا بني السودان هذا رمزكم / يحمل العبء ويحمي أرضكم)

بأنك منتمي لهذا السودان، وان هذه الكلمات التي تنشدها بعاطفية شديدة تعبر عنك بالضرورة. طرحت هذه التساؤلات على عدد من الطلاب بجامعة الخرطوم كانوا يجلسون في شارع «المين» بالجامعة, فأجمع أغلبهم ان «السلام الجمهوري» السوداني من أفضل الاناشيد في العالم، وان موسيقاه قوية وحماسية، وتجعلك «تشعر بالانتماء للوطن» كما قالت هند إسماعيل (22) عاماً. ولكن استوقفتني عبارة قالها خالد محمد عثمان (25) بقوله: «إنه لا يشعر أن النشيد السوداني الحالي يمثله، وأنه لا يرقى إلى تمثيل كافة السودانيين». ويعتبر محمد عثمان الذي يدرس العلوم السياسية أن «السودان وطن متباين ومتعدد، ويحتاج إلى نشيد وطني يعكس كل تطلعات شعوبه وآمالهم وانتماءاتهم». ويبدو أجاك سانتينو (23) أكثر صراحة وربما تطرفا عندما قال: «إنه لم يشعر قط بأن النشيد الوطني السوداني يمثله لا من قريب ولامن بعيد.. لا أدري.. لم أشعر بالانتماء لهذه الكلمات ولا الموسيقى.. ربما لأنني من جنوب السودان أو لأنني أتحدث الانجليزية وأميل إلى ثقافة مختلفة , وبصراحة أشعر أن اللحن ركيك، والكلمات غير جيدة.. وأنا أطالب بتغييره».
وقصة النشيد الوطني السوداني التي تمثل السودانيين هي مجتزأ من قصيدة طويلة اسمها «الأحرار» كتبها الشاعر أحمد محمد صالح قبيل إعلان استقلال السودان في الأول من يناير 1965, وقام بتلحينها الملحن أحمد مرجان الذي قال انه استقى اللحن من معزوفة إنجليزية. وتقول بقية القصيدة: (نحن أسد الغاب أبناء الحروب…لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب… نحفظ السودان في هذي القلوب… نفتديه من شمال أو جنوب… بالكفاح المُرِّ والعزم المتين( ويقول البروفسير عبد الله حمدنا الله «إن الظروف التي كتب بها النشيد الوطني كانت مختلفة، وان كاتبها لم يعلم أنها ستكون سلاما جمهوريا». وزاد حمدنا الله الذي كان يتحدث للصحيفة عبر الهاتف قائلا: «من حيث الكلمات والمفردات فإن النشيد الوطني السوداني جيد ولاغبار عليه.. واعتقد أنه من الاناشيد الجيدة في العالم».
وليس من الواضح ان تجد الدعوة التي أطلقها سانتينو وغيره بضرورة تغيير النشيد الوطني السوداني, آذانا صاغية من قبل المسئولين , غير ان حمدنا الله يؤكد ان «كثيرا من الدول لجأت إلى تغيير نشيدها الوطني بعدما اكتشفت انه غير مناسب مع تطلعات شعوبهم .. ومصر التي تجاورنا غيرت نشيدها الوطني والكثير من الدول فعلت ذلك». ويضيف قائلا «بالنسبة لنا لا اعتقد ان مثل هذه الدعوات بتغيير النشيد الوطني ستجد من يسمعها مع أننا قمنا بتغيير علم السودان المعروف في زمن الاستقلال واستبدلناه بالعلم الحالي». ويرى مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر إبراهيم أن «الحديث عن تغيير النشيد الوطني أو غيره من مثل هذه القضايا في مثل هذا الوقت يتعبر نوعا من الترف والحديث غير المسئول لأن البلاد مقبلة على مفترق طرق ووجودها كدولة واحدة مهدد كله».
وبالحديث عن إمكانية نشوء دولة جديدة في السودان عندما يذهب الجنوبيون إلى صناديق الاقتراع في التاسع من يناير المقبل ليحددوا إن كانوا يريدون شكل الدولة السودانية الحالية أو إنشاء دولة جديدة لهم, استبقت حكومة الجنوب هذا الخطوة بتحديد نشيد جديد لجنوب السودان يختلف عن النشيد السوداني المعروف, وينتظر ان يقوم المجلس التشريعي لجنوب السودان ومجلس الوزراء هنالك بإجازة الكلمات والالحان التي تم اختيارها بعد ان كونت منافسة خاصة لهذا الغرض وشارك فيها العشرات من المبدعين من جنوب السودان. ففي منتصف الشهر الماضي تم الاعلان عن العمل الفائز بجوبا في جو احتفالي وبحضور مقدر من القيادات السياسية والاجتماعية في جنوب السودان وعلى رأسهم الامين العام للحركة الشعبية , ووزير شئون السلام باقان اموم. وقال ميدو صامويل أحد ثلاثة مؤلفين موسيقيين تم اختيار أعمالهم للتصفية النهائية من بين 36 عملا تقدموا للمسابقة «إنها لحظة تاريخية. ان يكون لنا نشيد وطني يعني بالنسبة لي أنني نلت أخيرا حريتي». ويقول مقطع من النشيد الذي تم اختياره «أيها المحاربون السود (…) قفوا في صمت وإجلال لتحية ذكرى ملايين الموتى الذين قامت فوق دمائهم أساسات أمتنا. وقال رئيس اللجنة الفنية المكلفة اختيار النشيد الوطني جوزيف أبوك إن لجنته تمكنت من اختيار النشيد الوطني لجنوب السودان الذي تم اختياره بعد مرور قرابة أكثر من شهر من فتح باب المسابقة، وأضاف أن اللجنة بعد مشاورات ونقاشات طويلة استطاعت اختيار النشيد الذي حمل اسم «جنوب السودان وياي» كنص نهائي مكتوب باللغة الإنجليزية ليكون النشيد الوطني من بين 49 نصا شارك في المسابقة، وقال إن النص عبارة عن كلمات مبعثرة من جملة النصوص التي تقدمت للمسابقة وبعد أن قامت اللجنة بالقراءة رأت أن المعاني والشروط متوفرة في جميع النصوص فوقع الاختيار على عشرة نصوص، مشيرا إلى أن هنالك قادة سياسيين لم يسمهم قد اطلعوا عليها وأبدوا ملاحظات وضعتها اللجنة في اعتبارها وأنها استوفت شروط المسابقة، وقال «النشيد الآن في يد ملحنين وموسيقيين متخصصين بهدف وضع اللحن الأفضل له خلال أسبوعين، وأنه يمكن لهم حذف بعض الكلمات بشرط ألا تؤثر على المضمون وسوف تترجم كلمات النشيد أيضا لكافة لغات جنوب السودان وبلحن واحد».
ومع ان هنالك مشاعر جياشة لدى الجنوبيين تجاه النشيد المختار , الا انه ووجه بانتقادات شديدة من قبل العديد من المثقفين والسياسيين في الجنوب. ويدعو رئيس تحرير صحيفة «ذي سيتزن» نيال بول القادة الجنوبيين «بعدم الاستعجال وإجازة هذه الكلمات , لأن النشيد الوطني يجب ان يحصل عليه توافق من بين كل الجنوبيين , ونحن لانريد ان نكرر تجربة الشمال مع هذا الامر». ويستطرد بول قائلا «نحن الآن في حاجة للتركيز على قيام الاستفتاء في مواعيده وبعد الانفصال يجب ان نجلس ونناقش كثيرا من القضايا التي تهم الدولة الجديدة مثل النشيد الوطني وعلم الدولة والعملة وغيرها من الاشياء». وينضم الدكتور مون كو إلى رأي بول ويقول «انه من الافضل ان يتريث الجميع حتى تتضح الرؤية أو على الاقل بعد إعلان الدولة الجديدة ونبحث لنا عن نشيد يمثل كل الجنوبيين , وأن نبحث لنا عن نشيد يبعث على الأمل وبناء المستقبل».

الاحداث

تعليق واحد

  1. نحن عايزين مناحة ولوارى هبود وعطاءت لتعين مناحات وشعراء رثاء لحالتنا المايلة دى نحن بلد الكيزان طلعو دين امها وانتهينا ونستورد النبلة والسمك والبهارات واصبح البسرق الوزير والمنتمى للحزب الحاكم خلاص ياسودان الكيزان عاملوك معاملة الطفل اللقيط واه منكم ياكيزان

  2. بالتاكيد نحـن محتاجون لنشيد وطـني جـديد يؤسس لقيم مجتمـع ديمقـراطي حـر سعـيد ، يحـرم إسـتغـلال الـدين السـياسي ، يحـرم إسـتغـلال السـوداني لاخـيه السـوداني ، يؤسس وطـنا مـرنا يسـع الجميـع .

  3. إذا نظرنا الي السودان تعتبر أكبر قطر عربي في إفريقيا ,ومعروف لدي الدول الغربية والأوربية.
    فيما يتعلق بقصيدة أو النشيد الوطني إن دل يدل علي الوطنية الخالصة ويدفع الروح المعنوي والشهامي لأي إنسان سوداني غيور يعرف معني الوطنية.

  4. في نقطة صغيرة عاوز اوضحها في النشيد
    (نحن جند اللة جند الوطن) يا جون ولا ملوال انت جند من جنود اللة؟
    لا انا ما مسلم لكن
    طيب وكل يوم بتقول النشيد في الطابور؟
    اي كل يوم
    لية يعني؟
    لانوالاساتذة بضربوا اي واحد ما حافظ النشيد
    باللة يا جماعة دي حالة نشيد يعبر عن جزء محدد جدا من الدولة ينفع يكون نشيد وطني
    انا ما جنوبي لكن بطالب بتغيير النشيد
    لكن سؤال يغيروهو كيف بعد ضياع الزمن

    اللة في عونك يا وطن

  5. فعلا معظم المعلقين سطحيين وسذج

    بدليل انهم لا يقراؤن المقالات او انهم ينبرون للتعليق والهجوم بدون مبرر

    النشيد حسب المقال اخذ من قصيدة كتبت قبل الاستقلال يعني قبال ما يكون في

    كيزان في الربوع او الضهاري

    بس عاوز واحد عاقل بس يقول لي علاقة اي حكومة منذ الاستقلال وحتي الان بهذا

    النشيد ؟؟؟؟؟؟

  6. ربما يعتبر البعض هذا الرأي متطرفا, لكني ارى ان اسم "السودان" نفسه ينبغي ان يغير لانها تسمية عنصرية اطلقها العرب على الافارقة (حيث كانت تطلق على افريقيا بكاملها) بناء على لون بشرتهم, ومن ثم تبناها اهلنا كتسمية لهذا الوطن.

    من المعروف كلمة اسود, عبد, زنجي كلها مترادفات عند العرب و معظم الشعوب الاخرى (كالغربيين مثلا), فلماذا نتبناها كاسم لبلادنا!

    لمنطقتنا حضارات و تاريخ و أمجاد كثيرة تدعو للفخر يمكن ان يستقى منه اسم يعبر فعلا عن هذا الوطن بدلا عن لون البشرة. كما ان السواد لا يعبر عن كل السودانيين, فهنالك الابيض و الاصفر و الاسمر و الاسمر الفاتح و الاسمر الغامق الى جانب الاسود حتى وصفت شعوبنا بانها اكثر شعوب العالم تدرجا و تنوعا في الالوان.

    اقول ذلك و انا من اكثر الناس فخرا و حبا لهذا السودان و يكفي ان اسمي المستعار "مواطن سوداني" و لكني فقط اعتقد انه كان يمكن اختيار تسمية اخرى اكثر تعبيرا عن هذا الوطن بدلا عن السطحية باختيار "لون البشرة" كتسمية للوطن كأن السوداني ليس له شيء يميزه سوى لونه.

  7. ياااااااااااااااااااااجماعه نشيدنا الوطني فيهو غلط واوريك الغلط وين وانتو احكمو،،،في المقطع يابني السودان هذا رمزكم(يعني علمكم)يحمل العبء ويحمي ارضكم،،، الصحيح فاحملو العبء واحمو ارضكم ،،،لان العلم لايحمل العبء بل نحن اللذين نحمل العبء ونحمي ارضنا ……….تخيل دا رمز دوله حدادي مدادي فيهو الغلط الغبي دا ،،،،،قارنو وشوفو الحاصل

  8. النشيد الوطني قيمته في انه يمثل مرحلة تاريخيةفي تاريخ السودان وليس اكثر من ذلك اذا كتبه شاعر من فحول الشعراء او كتبه هاوي ويبقي الرمز بمدلوله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..